أنت هنا

14 ذو القعدة 1434
المسلم ـ متابعات

شهدت العديد من المدن بمحافظات جنوب اليمن، اليوم "الأربعاء"، عصيانًا مدنيًا حيث أغلقت المحال التجارية والدوائر الحكومية أبوابها منذ الصباح الباكر، وشلت حركة سير فى تلك المدن.

وقال مصدر يمنى إن العصيان المدنى شل الحركة التجارية فى مدينتى زنجبار وجعار والحبيلين والضالع، مضيفًا أن كافة المحال أغلقت أبوابها استجابة للدعوة التى أطلقتها الحراك الجنوبى ونشطاء شباب.

كما اقتحمت قوات الأمن اليمنية صباحا مظاهرة بساحة العروض في مدينة عدن جنوبي اليمن نظمها الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي لرفض نتائج مؤتمر الحوار الوطني، بحسب ما قاله مصدر في الحراك الجنوبي لبي بي سي.

وأضاف المصدر أن قوات الأمن طردت المتظاهرين من المكان، واعتقلت سبعة منهم.

لكن مصدرا في السلطة المحلية اتهم مسلحين من الحراك الجنوبي بمهاجمة مصفحة تابعة للجيش بقذيفة آر بي جي، وأدى الهجوم إلى سقوط خمسة جرحى من الجنود نقلوا لتلقي العلاج في مستشفى باصهيب.

واتهم المصدر الأمني مسلحي الحراك بقطع الطرقات وإجبار أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محلاتهم بالقوة والاستجابة لدعوات العصيان المدني التي تلاقي رفضا واسعا من التجار، بحسب المصدر.

وفي مدينة المكلا الجنوبية أفادت مصادر في الحراك الجنوبي بإصابة متظاهر بطلق ناري إثر تدخل قوات الأمن لفض مظاهرات للجناح المتشدد للحراك الجنوبي.

وعلى صعيد آخر دعت "اللجنة التنيظيمة للثورة" لمظاهرات مليونية عصر الأربعاء في العاصمة صنعاء إحياء للذكرى الثانية لما يعرف بمجزرة كانتاكي التي قتل فيها على مدى ثلاثة أيام متتالية 83 متظاهرا من شباب الانتفاضة الشعبية.

ويطالب المتظاهرون، وفقا لبيان اللجنة التنظيمية باعتقال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وإسقاط الحصانة عنه، ومحاكمته.

وذكرت اللجنة في بيانها أنه "لم يعد من المقبول بقاء علي عبد الله صالح حرا طليقا يدير موجة العنف والتخريب في البلاد دون أن يلاقي ردعا من الأطراف السياسية والمجتمع الدولي".

لكن أنصار الرئيس السابق ينفون تلك الاتهامات ويعتبرونها دليلا على ضعف أنصار الانتفاضة الشعبية وحكومة الوفاق وأداء الرئيس عبدربه منصور هادي.

كما تظاهر الآلاف في محافظة المهرة جنوبي اليمن رفضا لأنشطة الحراك الجنوبي وللمطالبة باعتماد الإقليم الشرقي الذي يضم حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى.

ويرفض الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي التابع للقيادي علي سالم البيض والمتهم بتلقي دعم مالي وإعلامي من إيران القبول بأي قرارات سيخرج بها مؤتمر الحوار الوطني ويتمسك بمطلب فك ارتباط الجنوب عن الشمال.

لكن فصائل أخرى في الحراك الجنوبي أبدت موافقتها على رؤية الفيدرالية التي ستطرح أمام مؤتمر الحوار للتصويت عليها خلال اليومين القادمين.

وكان السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين قد كشف في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء بصنعاء عن اتجاه اليمن لتكون دولة اتحادية من عدة أقاليم.

وأكد وجود خلافات حادة داخل حزب المؤتمر الشعبي حول الفيدرالية بعد أيام من رفض الرئيس السابق والجناح المؤيد له في الحزب لهذه الرؤية خلافا لما اعلنوه في بداية مؤتمر الحوار.

وقال السفير أن معظم القضايا الوطنية طرحت على طاولت الحوار وأن هناك بلورة حلول يمكن تبنيها خلال الأيام القليلة القادمة

وأضاف سفير الولايات المتحدة بصنعاء: إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن حقق نجاحاّ جيداً وباهراّ حتى الآن, معبراً عن أمله في أن نتائج الحوار تساند اليمنين ويقدروا العمل الذي قام به أعضاء مؤتمر الحوار والذين أظهروا حكمة وانفتاحا وإرادة كبيرة وحققوا تقدما كبيرا لإيجاد أسس قوية لانطلاقة اليمن نحو مستقبل أكثر إشراقا.

وتطرق الى النقاشات القائمة حاليا في مؤتمر الحوار حول شكل الدولة القادمة والتي تشير المؤشرات الأولية إلى أنها تتجه نحو اختيار النظام الاتحادي الذي يتكون من عدد من الأقاليم وبداخل الأقاليم عدد من الولايات وبما يجسد اللامركزية المالية والإدارية.. مبينا أن المجتمع الدولي أكد على أهمية الاتفاق على المبادئ العامة في مؤتمر الحوار الوطني على أن يتم الخوض في التفاصيل من خلال لجنة صياغة الدستور واللجان الأخرى المتخصصة حول مواقع الأقاليم وبقية الأمور الأخرى, موضحاً أن المجتمع الدولي قدم التزم للشعب اليمني بأن تنتهي الفترة الانتقالية خلال عامين ويجب أن يتم ذلك وهذا هو التوجه الذي تدعمه الولايات المتحدة.

وقال “نتطلع إلى أن تكون الانتخابات القادمة موسعة يشارك فيها الجميع بحيث يختار الشعب اليمني من يقوده بكل ثقة واقتدار وحنكة إلى المستقبل المشرق”.. مبينا أنه لم يتم نقاش أي توجهات لتمديد الفترة الانتقالية لأن الجميع ملتزم بما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من انتهاء الفترة الانتقالية العام القادم.

وأضاف ” نتطلع إلى أن نرى انتخابات مفتوحة وديمقراطية يأتي إليها الكثير من المرشحين ويمنح الشعب اليمني ثقته لمن يراه مناسبا ليكون رئيس جديد “.. مؤكداً أن اليمن أصبح مهيئاً لإجراء الانتخابات المقبلة في 2014م.

وأشاد السفير الأمريكي بمشاركة الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل, وقال:” كان هناك تفهم جيد لاشتراك الحوثيين في الحوار والوصول إلى اتفاق داخلي في إطار فريق عمل قضية صعدة “

وتابع قائلا:” شيء جيد للحوثيين أن يظلوا يلعبون دوراً سياسياً واقتصادياً في اليمن ويجب عليهم أن يتركوا الدور العسكري ” .. مشددا في هذا الصدد على أهمية أن يعودوا إلى النسيج اليمني ويتركوا أي ارتباطات خارجية وخصوصا مع إيران.

وحول مدى التزام المانحين بتنفيذ تعهدات لدعم اليمن.. أوضح السفير فايرستاين أن أداء المانحين ضعيف وهناك تباطؤ في تنفيذ التعهدات ولبس في أداء المانحين خصوصاً بعد مؤتمر الرياض

وقال ” سيتم إجراء حوارات في هذا الموضوع خلال اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن بنيويورك للمضي قدماً وبشكل افضل لتنفيذ الاتفاقيات والتعهدات التي تدعم المشاريع في اليمن وكذا تحديد الالتزامات المختلفة سواء للحكومة اليمنية أو المانحين بحيث تكون هناك رؤية واضحة لتحسين الأداء”.. مؤكداً أن أمريكا وبعض الدول التزمت بما تعهدت به خلال المؤتمرات السابقة للمانحين وأن الولايات المتحدة تعتبر من اكثر الداعمين لليمن خاصة في المجال الإنساني والاقتصادي.

وفي حين اثنى على الجهود التي تقوم بها حكومة الوفاق الوطني .. رأى في ذات الوقت أن أداء الحكومة في الجانب الاقتصادي مازال ضعيفا ولم تحقق نجاحات سواء في تطوير القطاعات النفطية أو البنى التحتية والقانونية للاستثمار أو في تشجيع القطاع الخاص بالإضافة الى أنها لم تتبن أي إصلاحات اقتصادية.

وقال :” ما تزال هناك الكثير من المعوقات التي تعيق الاستثمار وليس هناك تقدم في المجال الاقتصادي في اليمن مقارنة بما حدث من تطور في المجال السياسي.”.

وتطرق سفير الولايات المتحدة الأمريكية الى النجاحات المحققة على صعيد تعزيز الامن والاستقرار, وقال :” رغم أن اليمن مازال يواجه تحديات خطيرة وكبيرة .. لكن من الانصاف يجب أن نقول أن الوضع الأمني تحسن كثيراً عما كان عليه في عام 2011م” .. مشيراً إلى أن إعادة الهيكلة للقوات المسلحة والأمن كان لها دور كبير في تحسن الوضع الأمني وماتزال الجهود منصبة من اجل تحقيق مستوى احترافي لعناصر الجيش والأمن بما يصب خدمة المستقبل الأفضل لليمن.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم دعما كبيراً لليمن لتحسين القدرات العسكرية والأمنية لمواجهة التحديات المختلفة وخصوصاً محاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة الإرهابي الذي لا يؤمن بالحوار بل بالقتل والتدمير .. مؤكداً أن التعاون بين البلدين في هذا الجانب سيستمر حتى يتسنى لليمنيين أن يعيشوا بأمن وسلام.

وحول رفد اليمن بطائرات بدون طيار أكد السفير فايرستاين أن الهدف من ذلك تقوية الامكانيات العسكرية لليمن وستكون هذه الطائرات بأيادي يمنية و جزء من السلاح اليمني.

وعن العلاقات الثنائية بين اليمن والولايات المتحدة أكد السفير الأمريكي بأن العلاقة بين البلدين تحسنت كثيراً خلال الأعوام الثلاثة الماضية وأصبحت أقوى مما كانت عليه.. مشيراً إلى أن نجاح زيارة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية للولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس الماضي يعكس التحسن القوي للعلاقة بين البلدين وتميزها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وعبر السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين الذي قاربت في فترة عمله في اليمن على الانتهاء عن اعتزازه بالدور الذي قام به خلال فترة عمله في اليمن.

وقال “سأظل أتذكر فترة عملي في اليمن بكل الفخر والاعتزاز وعلاقتي المتميزة مع الجميع خاصة العلاقة مع الوسط الإعلامي”.. مؤكداً بأنه سيترك اليمن وفي نفسه الكثير من التقدير والاحترام لليمنيين وفي وقت يتجه هذا البلد نحو مستقبل أكثر إشراقاّ لليمنيين وتكاملاً مع المجتمع الدولي..