الإلحاد .. قريب من مدينتنا !
30 جمادى الأول 1434
د. خالد رُوشه

[email protected]

أخذتني الدهشة بينما يطلب مني أحد الاصدقاء الجلوس مع أحد الشباب الذين يشكون في دينهم ! ... ولما راى صديقي هذا الاستغراب على وجهي ورددت متسائلا " أفي الله شك فاطر السموات والأرض " ؟! بادرني قائلا , لا تستغرب , في الايام القادمات سآتيك كل يوم بأحد هؤلاء !

 

هذا الموقف جعلني اتتبع موضوع الإلحاد وهل هو بالفعل موجود , وهل هي بالفعل يمكن أن تعتبر ظاهرة في مجتمعاتنا ؟!

 

المسألة بالطبع يجب أن تقوم على نظرة علمية لا رؤية مسبقة أو قائمة على قناعة ذاتية أو تقييم خاص أو تأثر عاطفي , وإلى حين ما نتلقى نتائج علمية من المراكز البحثية نستطيع – مع كل أسف – ملاحظة بدايات هذه الظاهره الاجتماعية السلبية الخطيرة على أمتنا دينيا وأخلاقيا

 

سؤالان آخران هامان في الموضوع ..  الأول : هل الالحاد موجود بالفعل بين أفراد مجتمعاتنا ؟ الجواب : نعم بالتأكيد موجود , بدليل ما نسمعه ونقرؤه ونشاهده , السؤال الآخر : هل تزداد نسبته ؟ هنا استطيع أن أجيب عن هذا السؤال بالقول : نعم على الاقل ظاهريا تزداد , قد تكون هذه الزيادة وهمية فقط لاجتراء الملحدين المخفيين والكاتمين لإلحادهم على الإعلان بهذا الإلحاد مؤخرا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي أروقة أصدقائهم وعلى شاشات التلفاز , ولكن ايضا قد تكون هذه الزيادة حقيقية ..!

 

أسئلة أخرى تحتاج إلى بحث فيما يتعلق بتلك القضية  , عبر عقود لم نكن نسمع من يتجرأ على الحديث حول الإلحاد , ماالذي جرأهم مؤخرا ؟!
وهل لهذه الجرأة علاقة بالثورات من قريب أو بعيد ؟
ولو كان لها علاقة , فما سر انتشاره في بلاد مستقرة سياسيا مثل السعودية حيث ينتشر العلماء ويزيد أثرهم ؟!

 

كثيرا ما كنا نسمع عن دعم التنصير أو التشيع أو غيره , لكننا من النادر ماكنا نسمع عن دعم فكر الإلحاد , فهل جاء الوقت الذي تمتد فيه الأيدي الفاجرة تجاه هذا الملف الكامن الصامت ؟!

 

مالا أشك فيه هو أن انتشار الليبرالية , والعلمانية , وعودة الفكر الاشتراكي ليطل برأسه من جديد , تعد من أهم المؤثرات التي دفعت إلى المجاهرة بتلك الرزايا والبلايا

 

كذلك تلك الأجواء التي صاحبت الثورات العربية من الحرية بلا ضابط , ساعدت على إخراج مافي النفوس الخربة من خبائث الفكر والمعتقد

 

لقد أخذت على عاتقي التصدي لظاهرة الإلحاد في مجتمعاتنا ... وقررت عدة قرارات وخطوات بهذا الخصوص ... بدأت في بعضها , والقادم إن شاء الله أفضل ..

 

 أرحب بأي تعاون معي للتصدي لهذه الظاهره , قال سبحانه :" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "