خلايا التجسس الإيرانية
30 جمادى الأول 1434
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

خلية التجسس المرتبطة بإيران التي ضبطتها مؤخرا السلطات السعودية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في منطقة الخليج العربي حيث ترى طهران أن هذا الخليج تم اغتصابه من قبل العرب ومن الضروري أن يعود مرة أخرى إلى الفرس ومن أجل ذلك تقوم بإشعال الفتن داخل دول الخليج وتحريض المواطنين الشيعة على التمرد والشغب والتخريب كما يحدث في البحرين وفي محافظة القطيف السعودية...

 

نفي طهران الرسمي ارتباط خلية التجسس بالمخابرات الإيرانية كان أقرب للإثبات فقد جاء ردا على اتهامات صحفية وفي العادة لا ترد الدول على الاتهامات إلا إذا جاءت بشكل رسمي ويبدو أن هذا ما استفز سلطات الرياض التي أكدت على لسان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأن المتهمين اعترفوا بارتباطهم المباشر بالمخابرات الإيرانية وأنها ستكشف عن التفاصيل والأدلة عند عرض المتهمين على القضاء..

 

التوتر ازداد في الفترة الأخيرة بين إيران ودول الخليج وبدلا من محاولة إيران إثبات حسن نواياها والكف عن التدخل في شؤونها فإنها تتورط كل يوم في قضية جديدة وتخرج لتنفي وتزعم وجود جهات خارجية تؤجج الخلافات بين إيران وجيرانها.. وهي تعتقد أن اختباءها وراء واجهات شيعية داخل دول الخليج يساعد على تنظيف صورتها وتصدير الأمر للعالم الخارجي على أنها مطالبات داخلية شعبية ولكن الحقيقة التي تتكشف يوما بعد يوم من خلال اعترافات الشبكات التي يلقى القبض عليها ودعمها العلني لحزب الله اللبناني ولحكومة المالكي الطائفية في العراق وتصريحات مسؤوليها بشأن الأوضاع في البحرين كل هذا يؤكد عكس ذلك ..

 

إيران تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة عبر تطوير أسلحتها التقليدية وغير التقليدية لإخافة جيرانها وهو السبب الحقيقي وراء صدامها مع أمريكا والتي ترى في ذلك خطورة على مصالحها, وليس كما تحاول طهران إيهام الشعوب الإسلامية بأنها تعادي أمريكا من أجل العقيدة فالعلاقات بين الجانبين قديمة وعميقة منذ فضيحة "إيران كونترا" والتي كشفت عن اتصالات بيم المخابرات الأمريكية ونظام إيران وإمداده بالأسلحة في حربه مع العراق رغم الموقف الأمريكي المعلن بتأييد صدام ومعاداة طهران..

 

إيران تخطط لخلخلة الأنظمة العربية المناوئة لها في المنطقة عن طريق بث الفرقة وتقليب الطوائف المختلفة على الأنظمة ودعمها بالمال و السلاح إن أمكن وهي تتبع نفس الأسلوب مع مصر الآن وتحاول أن تستغل حالة الجفاء بين النظام في مصر وبعض دول الخليج لتضرب على هذا الوتر بشدة وتدغدغ مشاعر المصريين بالكلام عن آل البيت والدفاع عنهم وخطوة خطوة تقوم بنشر التشيع وهو نفس الأسلوب الذي تستخدمه في جميع الدول الإسلامية خصوصا الدول غير الناطقة بالعربية فتغلغلها فيها أيسر وأسرع وأخطر... إيران تشعر بأن الوضع في المنطقة أصبح رخوا وأن النظام العالمي الذي تقوده أمريكا قابل لحدوث تغيرات درامتيكية في أنظمة الحكم وهي تريد أن تستغل هذا الوضع لصالحها بحيث تظهر الاضطرابات على أنها أحداث  داخلية  شعبية ولكن ما لم تكن تتوقعه أن يحدث ذلك داخل أقوى حلفائها في المنطقة وهي سوريا مما كشف انتهازية تأييدها لثورات الربيع العربي..

 

خلايا التجسس تفيد إيران من أوجه عديدة فهي تقوم بالتحريض والتخريب وجمع المعلومات دون أن تتكلف إيران عناء التدخل المباشر في ظل تراجع اقتصادها وتصدع نظامها ونمو حركات المعارضة لسياسات المرشد الأعلى لذا من المتوقع أن يزداد النشاط في هذا الجانب الذي استخدمته "إسرائيل" من قبل وحتى الآن من أجل اختراق الدول العربية.