أمريكا عندما تقتل طائراتها 4700 مسلم
11 ربيع الثاني 1434
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

بيّنت تصريحات عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي جراهام المنتمي للحزب الجمهوري أن عدد القتلى في الضربات التي تنفذها طائرات بلا طيار حول العالم بلغ 4700 شخصا بينهم بالطبع مدنيين، وبقيتهم في الغالب مقاومين ضد الاحتلال الأمريكي للدول الإسلامية.

 

وفي حين يبدو الرقم مألوفا ومنطقيا بالنسبة لعدد الغارات التي تشنها تلك الطائرات الأمريكية في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال وغيرها من الدول الإسلامية، والتي تحصى بالمئات، إلا أنه ما لا يبدو إنسانيا على الإطلاق هو تأكيدات السيناتور بأنه "لا يفشي سرا" ولا يرى عيبا في الحديث على الملأ عن عدد القتلى، وتبجحه بحصيلة القتلى المدنيين واعتبار أن هذا العدد جاء كضريبة لـ "قتل أكبر عدد ممكن من تنظيم القاعدة".

 

جراهام الذي يعتبر من أقوى مؤيدي استخدام الطائرات بدون طيار في قتال "تنظيم القاعدة"، قال بعد انتقادات له للحديث علنا عن أرقام القتلى إنه استند في تصريحاته إلى تقارير إعلامية، وليس تقارير رسمية.

 

وكان راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) قد نقل الأربعاء عن جراهام قوله "لقد قتلنا 4700 شخصا، أحيانا تقتل أبرياء، وأنا أكره ذلك، ولكننا نخوض حربا وقد تمكننا من قتل عدد من كبار قادة تنظيم القاعدة".

 

واعتبر أن هذا السلاح الذي كثيرا ما يودي بحياة المدنيين هو "سلاح يجب أن يستخدم، وهو سلاح تكتيكي"، ضاربا عرض الحائط  بتشكيكات ناشطي حقوق الإنسان -وحتى بعض أعضاء الكونجرس- في سرية وشرعية استخدام هذا النوع من الطائرات.

 

ولم يكن هذا الرقم الذي أعلنه جراهام معروفا على نطاق واسع حيث اختلفت التقديرات وبقي العدد غامضا، إذ يرفض المسئولون الأمريكيون الخوض بالأمر علنا.

 

وبعد سيل الانتقادات على الصحافة الأمريكية والعالمية لجراهام بسبب كشفه عن هذا الرقم المشين في سجل الولايات المتحدة الأسود، قال جراهام في لقاء عام بجنوبي كاليفورنيا إنه استند في تصريحاته إلى تقديرات لموقع إخباري.

 

كما اعتبر في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية أنه "لم يقدم معلومات رسمية تستند إلى أرقام المخابرات الأمريكية، بل كان يتطرق إلى تقديرات نشرتها تقارير إعلامية"، مشيرا في الإطار عينه إلى أن تلك الأرقام تتعلق بعدد القتلى حول العالم.

 

ولا تفصح واشنطن أبدا عن مسؤوليتها عن غارات الطائرات بلا طيار، لكن لا توجد دولة تمتلك طائرات من هذا الطراز ولا قواعد جوية تطلقها في باكستان وأفغانستان إلا الولايات المتحدة الأمريكية.

 

كما أن الحكومة اليمنية سبق أن أعلنت أن الولايات المتحدة تشن غارات بطائرات بلا طيار على مقاتلي القاعدة على أرضها. وكان من أبرز تلك الغارات تلك التي أودت بحياة أنور العولقي القيادي بالقاعدة وهو أمريكي من أصل يمني، وأثارت قضية مقتله سجالات إعلامية حول قضية "القتل المستهدف" لمواطنين أمريكيين خارج التراب الأمريكي، وهي قضية شغلت الإعلام الأمريكي لمدة وفتحت النار على الإدارة الأمريكية وأثارت تساؤلات حول قانونية تلك الضربات التي يعتقد أنها تأتي بأمر مباشر في الرئيس باراك أوباما.

 

لكن أكثر ما يلفت النظر في تصريحات السيناتور الأمريكي الأخيرة، هو أن العدد الذي تناوله -4700- هو أكثر بكثير من التقديرات التي نشرتها على سبيل المثال شبكة سي إن إن الأمريكية.

 

ويقول بيتر بيرغين خبير قضايا الإرهاب في سي إن إن إن ما بين 1900 و3300 قتيل سقطوا جراء تلك الغارات، بما في ذلك القتلى من بين المدنيين، الذي يقدر عددهم بما بين 261 و305 قتيلا –على حد قوله-  وهو رقم ضئيل جدا طبقا لمراقبين.

 

ولم يصدر رقم قريب من الذي طرحه جراهام إلا عن "مكتب الصحافة التحقيقية" الذي يرجح وصول حصيلة القتلى إلى 4756.

 

وتستهدف غارات الطائرات بلا طيار الأمريكية منازل سكنية وسيارات مدنية تزعم الولايات المتحدة أنها "ملاذ" لمن تسميهم "الإرهابيين".

 

وتسببت تلك الغارات في غضب واسع في أفغانستان بسبب سقوط عشرات المدنيين قتلى.