لا تظلموا الصحاف!!
14 صفر 1434
منذر الأسعد

في يوم الأحد 10/2/1434هـ الموافق 23/12/2012 م، شاهد الناس وزير الإعلام في عصابات بشار المدعو عمران الزعبي وهو يعقد مؤتمراً صحفياً مثيراً للسخرية فالـ"الصحفيون" الحاضرون جميعاً من اللون الواحد الزاحف المنبطح المطبل، والسؤال الأول كالعادة يقرره الوزير بنفسه وقد حدده للتافه أنس أزرق مراسل قناة المنار البوق الرسمي لحسن نصر اللات والعزى.

 

المؤتمر مسرحية تهريجية بامتياز، فالزعبي لا يجحد وقائع ويقر بحصول أخرى، وإنما ينفي كل ما نراه على الفضائيات ومواقع النت موثقاً بعشرات المقاطع المصورة يومياً وعلى مدار الساعات الأربع والعشرين بلا انقطاع. فلا شيء صحيح مما ترونه على فضائيات "الفتنة" مما يزعمون وقوعه في ريف حلب وإدلب!! هكذا قال غوبلز العصابة الأسدية، وأضاف بوقاحة مذهلة: في سائر محافظات البلد يحقق "الجيش العربي السوري الباسل" انتصارات حاسمة على تنظيم القاعدة!!

 

وفور انتهاء المؤتمر الصحفي/المهزلة أخذ الشباب السوريون يسخرون من الزعبي، وشبهه كثير منهم بوزير إعلام نهاية عهد صدام حسين الوزير الشهير: محمد سعيد الصحاف، صاحب قاموس: العلوج والطراطير....

 

وأنا أستسمح هؤلاء الشباب الرائعين بأن أخالفهم في تشبيههم هذا، لأنه يظلم الصحاف كثيراً.

 

فالصحاف كان وزيراً في نظام تصدى لغزو صليبي حاشد، بالرغم من كل مآسي ذلك النظام وكوارثه ورداءته. ويجب أن نعترف للصحاف بأنه ظل في بغداد حتى وصول الغزاة الغاصبين إليها، وهذه رجولة يفتقر إليها الزعبي وسائر كلاب بشار. والفقير إلى عفو ربه يتحدى الزعبي الدجال إذا كان رجلاً حقاً أن يذهب إلى مسقط رأسه في حوران لئلا نكلفه شططاً بزيارة أعزاز أو جبل الزاوية، لكي يبرهن لنا عن صحة أكاذيبه حول الأوضاع الأمنية في أنحاء سوريا النازفة بغزارة على يد الجيش الخسيس الذي لم يستأسد في تاريخه على عدو محتل وإنما على شعبه الأعزل.

 

ومن مهازل الزعبي في مؤتمره أن أحدهم سأله عن الزيارة المتوقع أن يقوم بها الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق، فقال: ليس لدي أي معلومات حول الزيارة!! والمخزي للوزير التافه أن الإبراهيمي وصل إلى دمشق بعد ساعتين من انتهاء المؤتمر الصحفي لوزير إعلام لا يعلم شيئاً، لأن مهمته اليتيمة هي الشتم والبذاءة ضد كل من لا يخضع لبشار، والتطبيل السفيه للعصابات الأسدية القاتلة للشعب السوري.

 

ومما زاد في خزي الزعبي أن الإبراهيمي اضطر إلى القدوم بالسيارة عبر الحدود مع لبنان، لأن الجيش الحر أجبر النظام الصفوي على وقف الطيران بمطار دمشق الدولي!! فيا مسيلمة الزعبي: إذا كنتم عاجزين عن تأمين المطار لضيف مثل الإبراهيمي فأي مجنون سوف يصدق أراجيفك عن الأمان الذي يظلل أنحاء البلاد بما فيها ريف حلب وريف إدلب، حيث يتجول مراسلو الفضائيات علانية في حماية الجيش السوري الحر!!!

 

وقبل أن ينهي الزعبي مؤتمره المهزلة، سئل عما طرحه نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع في حوار معه نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب اللات، وبخاصة تأكيد الشرع استحالة الحل العسكري لمصلحة النظام أو المعارضة ودعوته إلى تسوية تاريخية....
فكان جواب مسيلمة الزعبي: هو رأي مواطن من 23 مليون مواطن!!! والقرار تتخذه المؤسسات والقيادة.

 

فهل يقدم نائب رئيس جمهورية رأياً شخصياً وبلده في محرقة، ونظامه في حضيض الانهيار؟
هذا مستحيل في البلدان ذات النظم السياسية المحترمة، فكيف في عصابة يدوس فيها أصغر ضابط مخابرات علوي على رأس نائب الرئيس؟
ألم أقل لكم: لا تظلموا الصحاف، فذاك -على الأقل- كان فيه قدر من الدعابة وخفة الظل!!