أوباما "أفضل الأسوأ".. ماذا ينتظر منه المسلمون؟
23 ذو الحجه 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

بعد إعلان فوز باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية مدتها 4 أعوام تتجه أنظار الدول العربية والإسلامية إلى رئيس أكبر قوة في العالم آملين في تحقيق ما يتمنونه من إيجابيات لصالح المسلمين ولعل هذا ما جعل الكثيرين منهم يؤيد أوباما رئيسا جديدا ، وبأي حال سيكون الديمقراطيين الذي ينتمي إليهم أوباما أفضل من الجمهوريين ومرشحهم ميت رومني والمعروف عنهم أنهم دعاة حروب خاصة ضد المسلمين.

وأعلن أوباما وهو الرئيس الأمريكي ال44 أمام أنصاره عقب فوزه أن  "الأفضل قادم" للولايات المتحدة بعد فوزه بولاية ثانية في الانتخابات التي جرت الثلاثاء على منافسه الجمهوري ميت رومني بولاية ثانية تاريخية، ويقصد هنا النواحي الاقتصادية والاجتماعية للبلاد التي تشهد ظروفا صعبا في الفترة الأخيرة.

وخارج الولايات المتحدة، تصاعدت الأمنيات من جانب أطراف عربية وإسلامية بتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس الأمريكي الجديد، مطلقين تنهيدة ارتياح بأن الجمهوري رومني لم يأت رئيسا لأنهم مروا بأوقات عصيبة مع أمثاله من الجمهوريين ، وجورج بوش الابن ليس ببعيد، حيث خاض حربين ضد المسلمين في العراق وأفغانستان قتل فيهما الملايين.

ولعل هذا هو سبب تأييد أغلب المسلمين داخل الولايات المتحدة لأوباما رغم غضبهم منهم وإحباطهم لعدم تنفيذه وعوده التى أدلى بها فى انتخابات 2008 والمتمثلة فى إغلاق معتقل جوانتانامو والمشاركة بدبلوماسية أكثر فى القضية الفلسطينية ، ووقف الانحياز ل"إسرائيل".

فقد اعتبروا أن رومنى هو الأسوأ بعد أن أظهرت حملته الانتخابية، أن علاقته ستكون سيئة بالشرق الأوسط، كما أنه سيكون أخطر بكثير على العالم الإسلامى ككل فهو امتداد لسياسة بوش كما أن من داعميه أعداء الإسلام والمسلمين.
وبعد فوز أوباما ، أعرب المسئولون المصريون عن ثقتهم في أن إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية سيكون له أثار إيجابية على العلاقات المصرية الأمريكية، التي ستشهد مزيدا من التطوير والنجاح وتواصل الجهود بين البلدين لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط، بحد قولهم.

كما اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين بمصر أن فوز مرشح الحزب الديمقراطي هو "النتيجة الأفضل للمنطقة" رغم اتفاقه مع منافسه الخاسر رومني، في الموقف من القضية الفلسطينية، مشيرة على لسان مسئوليها إلى أن "الديمقراطيين أقل شراسة من الجمهوريين في التعامل مع القضايا العربية"،.

 وأعربت الجماعة التي تعد أكبر فصيل سياسي في مصر عن أملها في أن تكون الفترة الثانية لأوباما أفضل من الأولى في العلاقات العامة وفي الاستجابة لتنفيذ الوعود في القضية الفلسطينية وسحب القوات الأمريكية من الدول المتواجدة بها والسعي للسلم العالمي وإغلاق ملف جوانتانامو المعلق منذ سنين"

 كما تمنت أن يكون "فوز أوباما ربما يؤدي إلى إيجاد حل للأزمة السورية لوقف نزيف الدم، وتحقيق طموحات الشعب السوري عبر تدعيم المبادرة المصرية التي طرحتها القاهرة.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعا بدوره أوباما إلى مواصلة جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

حتى منظمة التحرير الفلسطينية أعربت عن أمل القيادة الفلسطينية في أن تكون مثل هذه الولاية ولاية للسلام والاستقرار والديمقراطية، وأن يتحقق فيها مبدأ حل الدولتين، وانسحاب "إسرائيل" إلى حدود عام 1967.

من جهتها قالت حكومة حماس في غزة: إن هناك فرصة أمام أوباما للتخلي عن سياسة الولايات المتحدة المنحازة ل"إسرائيل"، وأن يبني سياسة أخلاقية توقف ازدواجية المعايير في قضايا المنطقة وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني بعيدًا عن ضغوط اللوبي الصهيوني.

 تلك الأمنيات صدرت مثلها من الكيان الصهيوني، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن التحالف الاستراتيجي بين "إسرائيل" والولايات المتحدة "أقوى من أي وقت مضى"، بينما قال وزير الحرب إيهود باراك إنه واثق من أن الرئيس أوباما سيواصل سياسته القائمة على دعم "إسرائيل".

أما نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم فأكد أن "كل الإدارات الأمريكية تدعم إسرائيل على الأصعدة السياسية و الامنية والاقتصادية لأن لديها مصالح وقيم مشتركة".

وسواء رومني أو أوباما فإنه لا اختلاف بشأن حماية أمن "إسرائيل" لدى المرشحين، فمهمة أمريكا الأولى سواء تحت قيادة الديمقراطيين أو الجمهوريين هى الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني والمشروعات الأمريكية فى المنطقة ، لكن هناك فرق بين من يدعم بشكل أعمى "إسرائيل" من جانب الجمهوريين الذي يقف وراءهم اللوبي الصهيوني وبين من يحاول كسب الأطراف كلها لصالحه بحنكة ويدعم "إسرائيل" في الخفاء وبذكاء الديمقراطيين الذين لا يسعون للحروب والتوتر، لكن يظل كل منهما وجهان لعملة واحدة.

وهاهو أوباما تولى قيادة أمريكا من جديد وعليه أن يبذل جهدا كبيرا لتحسين صورة بلاده في العالم العربي، وتنفيذ وعوده السابقة والتي أدى عدم تنفيذها إلى تراجع شعبيته في خمس دول اسلامية من بينها مصر، بحسب دراسة للمعهد الامريكي بيو نشرت في يونيو الماضي.

فقد كان بوسع أوباما أن يدعم الفلسطينيين ويوقف الاستيطان ويتوقف عن مساندة الحكام الطغاة، والذي ثارت ضدهم الشعوب خلال العام الماضي، لكنه لم يفعل ، ومازالت أمريكا تماطل في دعم سوريا أو تحاول وقف نزيف الدماء على يد بشار الأسد. ولازال المسلمون ينتظرون منه الكثير خصوصا في فلسطين وسوريا وبورما .. فهل ينتظرون كثيرا؟