مُغَالطات في عَصر الثورة السورية (2 من4)
12 ذو القعدة 1433
د. محمد بسام يوسف

ضدّ التدخّل الخارجي!..
يستبيح النظام الأسديّ سورية وشعبها، بزرعها وضرعها، دون أيّ وازعٍ أخلاقيٍّ أو إنسانيّ، مستخدماً كل البشاعات التي لا تخطر على قلب بشر. وقد صُنِّفَت جرائم العصابات الأسدية ضمن (الجرائم بحق الإنسانية)، وما تزال تتصاعد وتيرة هذه الجرائم الفظيعة، ساعةً بعد ساعة، ويوماً إثر يوم، ما يستوجب تدخّلاً دولياً فورياً، لحماية السوريين من عمليات الإبادة التي يتعرّضون لها.

 

الشعب السوريّ جزء من المجتمع الدوليّ، بما في ذلك منظومة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلاميّ، والجمعية العامة للأمم المتحدة.. وكل هؤلاء تحكمهم القوانين الدولية ومعاهداتها، التي تحمي الإنسان من أي انتهاكاتٍ لحقه في الحياة الحرّة الكريمة، فحماية شعبنا من القتل والقمع والتنكيل.. واجب عربيّ ودوليّ تفرضه المواثيق العربية والدولية، وعلى العرب والمسلمين وبقية المجتمع الدوليّ، أن يكونوا أوفياء للمبادئ الشرعية والأخلاقية والإنسانية، أمام ما يجري في سورية من انتهاكاتٍ صارخةٍ لكل الحقوق الإنسانية.

 

بعض الساسة والقادة العرب والمسلمين، لا يُـحرِّكون ساكناً لاتخاذ أي إجراءٍ يحمي الشعب السوريّ المضطَهَد، فقد وضعوا ضمائرهم في ثلاّجات الضمير العالميّ، الذي يبدو أنه ضمير مستَتِر، وما فتئوا يردِّدون: نحن مع الشعب السوريّ في ثورته على الظلم والطغيان، لكننا نرفض التدخّل الدوليّ لحمايته من وحشية طغاته!..

 

قد يكون ذلك المنطق مقبولاً عند بعض الناس، لكن أن يقوم هؤلاء باحتضان شركاء العصابات الأسدية في ذبح شعبنا، واعتبارهم جزءاً من عملية إنقاذه، بينما هم قَتَلَتُهُ وذبّاحوه.. فتلك هي المشكلة التي ليس لها من دون الله كاشفا!.. فإذا لم يكن هؤلاء مقتنعين بأنّ الوحش الإيرانيّ هو سبب كل مصائب السوريين.. أوليس إقحام هؤلاء بلجان الحلّ المزعومة، هو اعتراف بالتدخل الخارجيّ لإيران في شؤون سورية والسوريين؟!..

 

كيف يحق لإيران الطائفية أن تتدخّل في سورية لدعم قتل الشعب السوريّ وذبحه بالأساليب الفارسية الكسروية الصفوية.. ولا يحق للمجتمع الدوليّ أن يتدخّل لحماية السوريين من جرائم الأسديين والصفويين الفرس؟!.. أي منطقٍ هذا؟.. أهي سذاجة أم حماقة أم استهتار بأرواح السوريين وعقولهم وكرامتهم وإنسانيّتهم؟!..
*     *     *

 

يَحولون دون وقوع حربٍ طائفية!..
يزعم بعض (الراسخين في العلم!)، بأنهم يعملون للحيلولة دون وقوع حربٍ طائفيةٍ في سورية، وهم أصلاً يتجاهلون أنّ في سورية ثورة شعبية ضد الاستبداد والطغيان الطائفيّ.. لسان حالهم يقول: لا مانع من أن يشنّ الطائفيون الأسديون وحلفاؤهم حرباً طائفيةً على السوريين، لكن أن يقاوم السوريون طائفيةَ هؤلاء، فهذه طائفية ينبغي مَقتها والحيلولة دون وقوعها أو استمرارها!..

 

بشار أسد وعصاباته وشبّيحته ومجرموه، كلهم من طائفته التي تؤويه.. ونوري المالكي الصفويّ، فارسيّ الأصل والولاء، يصطفّ بكل طاقاته مع بشار وعصاباته، وكذلك تفعل إيران خامنئي، وحزب حسن اللبنانيّ، وكذلك يفعل طائفيو لواء اسكندرون من ممالئي بشار وشبّيحته الطائفيّين الاحتياطيّين وراء الحدود.. ولن ننسى ميليشيات الصدر الصفوية الفارسية التي تحتل العراق..!..

 

ما الذي جمع كلَّ هؤلاء في جبهةٍ واحدةٍ ضد الشعب السوريّ؟!.. أهي الأخلاق أم القِيَم النبيلة أم الشرف الرفيع.. أم الطائفية الفاقعة المشؤومة؟!.. لماذا يقوم هؤلاء الساديّون باجتثاث البعث في العراق، ثم يتمالأون على دعمه وتثبيته على عرش سورية؟.. إنها الطائفية التي يغرقون فيها، والأحقاد الطائفية اللئيمة التي يحملونها، في قلوبهم السوداء، وعقولهم العقيمة، وأرواحهم الخاوية.