"مرسي" والوقوع في الفخ
27 شوال 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

نجح العلمانيون في ايقاع الإسلاميين في الفخ الذي نصبوه لهم بعناية فائقة مستغلين حالة الصخب التي صنعوها من خلال سيطرتهم على عدد من أجهزة  الإعلام المقروءة والمرئية في فترات الانظمة الاستبدادية والأموال التي جنوها من ورائها في وقت كان الإسلاميون يعانون من الظلم والتهميش..

 

منذ وصول الإسلاميين للحكم في بعض البلاد العربية بعد الثورات, والحملة مستعرة عليهم من كل التيارات ورغم كل التطمينات التي أرسلوها في جميع الاتجاهات إلا أن العلمانيين نصبوا لهم الفخاخ تلو الفخاخ وإذا نجا الإسلاميون من فخ وقعوا في آخر ..

 

ومن آخر الفخاخ التي وقع فيها الإسلاميون الدعوة الأخيرة التي وجهها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي للقاء عدد من "الفنانين" و"المثقفين" والذي جاء بعد هجمة شرسة من هؤلاء على التيار الإسلامي بل على الإسلام نفسه؛ فبعض من حضر اللقاء يؤكد عدم فرضية الحجاب ويعتبره ردة إلى الخلف ويهاجم من يدعو إليه ويهاجم من يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية والتي تعتبر أكبر المعارك التي يخوضها التيار الإسلامي واستطاع بالثبات على الدعوة إليها كسب شعبيته الجارفة في الشارع, وكان من المفروض اتخاذ إجراءات رادعة ضد هؤلاء الذين يشككون في معلوم من الدين بالضرورة وعليه إجماع العلماء كافة, لا استقبالهم والثناء على "ثقافتهم" و"أعمالهم" ...

 

إن الكثيرين ممن حضروا اللقاء لهم مفاهيم معارضة تماما للإسلام وثوابته ويصرحون بذلك جهارا نهارا ويعتبرون أن "العري والمشاهد الجنسية لها ضرورات درامية لا يمكن الاستغناء عنها".. وما نقل عن الرئيس في اللقاء لم يوضح أي توجيهات بهذا الشأن كأن يؤكد على ضرورة مراعات الأداب الإسلامية وهوية المجتمع في الاعمال الفنية, فقط سمعنا ثناءً وتأكيدا على ما يسمى بحرية "الفن"! دون أن نعلم بالضبط ما هو هذا "الفن"؟ وما هي ضوابطه؟ خصوصا أنه لا حرية مطلقة في أي مكان في العالم, ولكن هؤلاء يريدون أن يعيثوا في الأرض فسادا بدعوى "الفن"...

 

اللقاء جاء قي وقت احتدم فيه الصراع بين بعض الدعاة من جهة وبعض هؤلاء "الفنانين" و"المثقفين" من جهة أخرى بل وطالب بعض هؤلاء بإغلاق القنوات الدينية بذريعة "الترويج للتطرف", وظهر وكأن الدولة تقف مع هؤلاء ضد الدعاة في حين أن التطرف الحقيقي قي كثير مما يدلي به هؤلاء "المثقفون" و"الفنانون"...

 

الرئيس مرسي قد يظن أنه بذلك يستطيع أن يكسر شوكة هؤلاء ويكف أذاهم ولكن في الحقيقة هو يعطيهم فرصة لكي يزيدوا من هجومهم على الإسلام والتيار الإسلامي مستندين لموقف الدولة.. لقد خرج بعضهم من اللقاء ليقول صراحة أنه لا فرق بين مرسي ومبارك وأن كلاهما يستمع ولكن لا يفعل شيئا!! وأنه لن يرضى عن التيار الإسلامي أبدا مهما فعل!! ما رأي الدكتور مرسي في ذلك؟! وهل عنده من فائض من الوقت لكي يضيعه مع هؤلاء الذي يصل أجر بعضهم في العمل الواحد لعدة ملايين, بينما يعيش أكثر سكان مصر تحت خط الفقر ولا يجدون المأوى ولا المأكل ولا المشرب المناسب؟!..

 

الصدمة أيضا كانت في التوليفة التي تم استدعاؤها للقاء الرئيس والتي لا تضم أي مثقف إسلامي ممن يدافعون عن الرئيس ومنهجه طوال الوقت وكأن الثقافة تعني "العلمنة ومعاداة الدين" وهي الفكرة التي كرستها الانظمة البائدة من عبد الناصر إلى مبارك مرورا بالسادات وكان من المتوقع أن يتم تغييرها مع قدوم رئيس إسلامي للرئاسة...

 

الحسابات التي دعت إلى اللقاء قد يكون منها كسب شعبية من وراء هؤلاء الذين وقفوا جميعا مع منافسه الهارب الفريق أحمد شفيق ولكنها حسابات خاطئة تماما فهؤلاء لا شعبية لهم في الشارع الذي قد يشاهدهم ويتابع أعمالهم من قبيل التسلية ولكن لا يحترم أراءهم ولا مواقفهم السياسية خصوصا وأن معظمهم كان محسوبا ومنتفعا بنظام مبارك...

 

الشعب المصري والعربي يحتاج إلى تطوير حقيقي وإلى عمل دؤوب في مجالات مختلفة والرئيس عنده من المشاغل والعمل الجاد ما يتجاوز لقاء مجموعة من الموتورين.