6 رمضان 1433

تصاعدت أعمال العنف العرقي التي يشهدها مسلمو ولاية أسام الهندية من جانب القبائل البوذية والهندوسية، كما واجهتهم قوات الشرطة بقمع أمني غير مسبوق وفتحت النار على الاحتجاجات. وأسفرت المواجهات عن نزوح أكثر من 50 ألف شخصا إلى معسكرات الإغاثة هربا من المواجهات.

 

وذكرت قناة "سي إن إن إي بي إم" الإخبارية الهندية اليوم الثلاثاء أن أعمال العنف العرقي تصاعدت في منطقة كوكراجهار بولاية "أسام" الواقعة في شمال شرق البلاد، حيث انتشرت في المناطق المجاورة مثل شيرانج وتحولت إلى احتجاجات قطعت خلالها خطوط السكك الحديدية.

 

وأسفر ذلك عن إلغاء رحلات ست قطارات متجهة إلى شمال شرق البلاد بينما 18 قطارا آخر تأثروا من هذه الأحداث. كذلك أجبر كثير من القطارات على التوقف ما بين 6 إلى 10 ساعات في بعض المحطات.

 

وإلى جانب ذلك، فقد أفادت القناة بأن نحو 50 ألف شخص من أسام لجئوا إلى معسكرات الإغاثة هربا من الأحداث.

 

ونقلت القناة عن مصادر قولها "إنه تم وضع 42 معسكرا للإغاثة لرعاية 60 ألفا من المتضررين من أعمال العنف بينما كثفت هيئة السكك الحديدية الهندية من إجراءاتها الأمنية وتوفير الماء والغذاء للركاب العالقين".

 

وفتحت الشرطة الهندية النار على حشد من الناس في ولاية أسام يوم الثلاثاء.

 

وتقول الحكومة إنها تحاول احتواء قتال عرقي وطائفي تسبب حتى الآن في مقتل 22 شخصا وأحرقت خلاله العديد من القرى مما أجبر عشرات الآلاف على ترك ديارهم.

 

وتقع المواجهات بين قبائل بودو البوذية والسكان المسلمين منذ عدة أيام.

 

وقال مسؤول كبير في الشرطة إن عددا من الناس أصيب بطلقات رصاص بينما أصيب آخرون من التزاحم الذي حدث حين فتحت الشرطة النار لتفريق عصابة من 400 فرد صباح يوم الثلاثاء.

 

وكانت موجة العنف هذه قد اندلعت مساء يوم الجمعة الماضي عندما قتل مجهولون أربعة شبان في منطقة كوكراجهار التي تهيمن عليها قبائل بودو البوذية بالولاية قرب الحدود مع بنجلادش وبوتان.

 

وردا على ذلك هاجم مسلحون من البودو سكانا مسلمين اعتقادا منهم بأنهم وراء جريمة القتل.

 

وهاجم مئات من الرجال المسلحين بالرماح والهراوات والحجارة قطارا سريعا مر صباح يوم الثلاثاء من كوكراجهار وأصيب عدد من الركاب.

 

وحذر هاجراما موهيلاري زعيم المجلس القبلي الذي يحكم المنطقة من أن متمردين انفصاليين سابقين قد انضموا لأعمال العنف لحماية قرى البودو. وحث المتمردين على إلقاء السلاح. ويلتزم هؤلاء المتمردون بوقف رسمي لإطلاق النار.

 

وقال ضابط شرطة كبير طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن البودو أطلقوا النار ليل الاثنين على قرى يقطنها مسلمون قرب بوتان. وذكر أنه لم ترد ت

 

قارير عن سقوط ضحايا.

 

وقال تارون جوجوي رئيس الحكومة الإقليمية لأسام لشبكة (سي.إن.إن-آي.بي.إن) التلفزيونية إنه يأمل في السيطرة على الأوضاع خلال يومين. وصرح بأن نحو 30 ألفا من سكان القرى فروا من منازلهم ولجأوا إلى مخيمات إغاثة لكن مسؤولين محليين قالوا إن العدد ضعف ذلك.

 

والنزاعات التي تتكرر دائما بين الهندوس والمسلمين والتي كان من أعنفها أحداث أسام عام 1984 التي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين.

 

ونظمت قوات الجيش وقوات الأمن الاتحادية دوريات في بلدة كوكراجهار التي تهيمن عليها قبائل بودو وفي مناطق نائية في عربات مدرعة وهم يحملون أسلحة آلية.

 

ويقول سكان محليون إن هناك حاجة لمزيد من التعزيزات لوقف العنف الذي امتد إلى مناطق الريف ومناطق مجاورة خلال الليل بعد أن قامت الحشود المتناحرة بإحراق قرى على ضفاف الأنهار ووسط الغابات. ودمرت أعمال العنف نحو 500 قرية.

 

وقال أوركهاو جورا براهما وهو سياسي محلي بارز لرويترز "وقفت قوات الأمن ترقب في صمت إحراق قرية تلو الأخرى.

 

ويضم شمال شرق الهند الذي يشترك في حدود مع الصين وميانمار وبنجلادش وبوتان أكثر من 200 مجموعة عرقية وقبلية ويعاني من حركات انفصالية منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947 .

 

وظهرت بين القبائل الهندوسية والمسيحية في السنوات القليلة الماضية مشاعر قوية مناهضة للمهاجرين وللمسلمين تستهدف المستوطنين من بنجلادش.

 

ويمثل المسلمون في أسام نسبة 30.9% من إجمالي عدد سكان الولاية حيث تعتبر ثاني الولايات الهندية من حيث عدد المسلمين بعد جامو وكشمير ويبلغ عدد المسلمين بها حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة.