مصر شأن الجميع لا شأنكم وحدكم
7 رجب 1433
حمزة إسماعيل أبو شنب

لعل العملية الانتخابية في مصر وانشغال الشارع المصري بالذهاب للانتخابات و الوقوف في الطابور منذ الصباح حتى يتمكنوا من التصويت للمرشح المفضل لديهم في ظل أول انتخابات رئاسية في مصر تشهد هذا الزخم و التغطية الإخبارية الكبيرة ، وهي الأولى بعد عام ونيف من الثورة المصرية ضد نظام الطاغية و لا تتوقف حدودها عن المصريين فقط .

 

فمنذ بداية الحملات الانتخابية والشارع الفلسطيني يتابع بشغف كبير هذه العملية الانتخابية والتي يُؤمل منها الكثير والكثير بعد خيبة الأمل بعض الشيء التي حلت به خلال الفترة الماضية نتيجة العقبات التي لم تذلل بعد والحصار الذي مازال يضغط على الشارع الغزي ، ولكن الأمل كبير في هذه النتيجة حيث تشهد المجالس اليومية للمواطنين الحديث بإسهاب عنها وعن المرشحين وحظوظهم فتعكس هذه الحالة مدى الترابط بين البلدين على الصعيد الشعبي ومتانة العلاقة   .

 

ولشدة التعلق وشغف الانتظار لم يتوقف الأمر عند حد النقاش في المجالس اليومية فقد دعت العديد من مساجد قطاع غزة ليلة الانتخابات إلى صلاة الحاجة وتكثيف الدعاء فجر يوم الاقتراع بأن تنجح العملية الانتخابية في مصر وأن يُولّى عليها رجل صالح يحافظ عليها ويصون أرضها ويرفع شأنها بين الأمم .

 

حالة فلسطين لا تقل متابعة من العديد من البلاد العربية والتي تنتظر من مصر الكثير بعد أن جعل منها النظام السابق دولة لا مكان لها ، بل على العكس كان يستخدمها ليمرر سياسة ضد المنطقة وجعل منها ممر للمؤامرات على الدول العربية ، فلا غرابة أن يخرج رئيس تونس الثورة الدكتور منصف المرزوقي يوم الاقتراع ليقول ( يوم و بعد ساعات قليلة من الآن  سيقرر المصريون مصير الأمة العربية  ) .

 

ما ينتظر من مصر على الصعيد العربي كبير وكان الله في عون الرئيس القادم على الآمال التي تعقد عليه ، فأهل الشام ومدنها ينتظرون أن تكون مصر الثورة يد عون لهم في ثورتهم ضد الظلم والطاغية حتى تنجح ثورتهم وتقلع سوريا في فضاء العالم العربي لتشكل القوة العربية المطلوبة لحماية الأمة من المخاطر .

 

إن كانت الآمال  والأنظار تعقد كثيراً على من تبعد مصر عنهم ولا تشاركهم في حدود ؛ فكيف ستكون آمال من لها حدود معها ؟ فالسودان من أشد الدول التي تريد مصر قوية وتنتظر مصر الثورة بعد أن تعرضت للتقسيم في العهد السابق و أصبحت السودان شمالية وجنوبية .
استقرار ونهضة مصر هو أمر منتظر من كافة الشعوب العربية لما تشكله مصر من أهمية استراتيجية ، في الوقت الذي لا تريد دول الديمقراطية أن تنجح مصر وتستقر،  فنهضة مصر هي نهضة العالم العربي ، ولعل الأكثر قلقاً من نجاح العملية الانتخابية هي دولة الكيان الصهيونية بعد أن كان يسمح لها النظام السابق بالبطش بالفلسطينيين والضغط عليهم .

 

أمام كل ذلك ورغم أن النهضة الداخلية وإصلاح مصر من الداخل يهم المصريين كثيراً وقد يكون عاملاً مؤثراً في الناخب المصري إلا أن الخمسين مليون مصري لا يصوتون لشأنهم وحدهم بل يصوتون نيابة عن كافة الشعوب العربية لأن مصر شأن الجميع لا شأن المصريين وحدهم .