أول مناظرة رئاسية في تاريخ مصر
21 جمادى الثانية 1433
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

شهدت مصر مساء الخميس أول مناظرة رئاسية في تاريخها بين المرشح الإسلامي والقيادي السابق في جماعة الإخوان د.عبد المنعم ابو الفتوح, ووزير خارجية مبارك السابق عمرو موسى , وتمت المناظرة بواسطة قنوات فضائية مصرية خاصة وبعض الصحف الخاصة واستمرت ما يقرب من أربع ساعات حيث وجهت للمرشحين مجموعة أسئلة موحدة يجيب عنها كل طرف بالتبادل في زمن محدد ثم تتاح الفرصة لكل مرشح لتوجيه أسئلة للمرشح الآخر, وتركزت الأسئلة حول الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد قبل وبعد الثورة والنواحي الامنية والموقف من الجيش والمجلس العسكري والاعتصامات والتعامل معها والموقف من نظام مبارك وثورة 25 يناير وتطبيق الشريعة الإسلامية والتعامل مع الكيان الصهيوني واتفاقية كامب ديفيد والموقف من إيران والخليج, وركز كل مرشح على النقاط التي يراها تمثل ضعفا في منافسه فركز أبو الفتوح على انتماء موسى لنظام مبارك الذي قامت الثورة من أجل الاطاحة به وفشله في جامعة الدول العربية في وقف سفك الدماء في العراق وفلسطين, بينما ركز موسى على موقف أبو الفتوح من السلفيين ومفهومه لتطبيق الشريعة الاسلامية والعنف الذي مارسته بعض التيارات الاسلامية في البلاد وموقفه من جماعة الاخوان...

 

من أهم الملاحظات على المناظرة التي احتفت بها وسائل الاعلام العالمية والمحلية معا أن المرشحين ظلا هادئين أغلب الوقت وإن توتر موسى بشدة في النصف الثاني من المناظرة بعد استمرار اتهام ابو الفتوح له بدعم والصمت على نظام مبارك الفاسد ولم تكن اجابته مقنعة وهو ما بدا من انفعاله وتوتره واضطراب مخارج حروفه أحيانا وظهر بقوة أن هذه النقطة هي المفصل الحاسم في المناظرة, كما عاب موسى الكلام في العموميات أغلب الوقت خصوصا عندما تكلم في موضوع الشريعة الإسلامية ووضح من اجابته أنه مع استمرار بقائها في الدستور بصورة شكلية لدغدغة مشاعر الناس أما قناعته الحقيقية فهي بالقوانين الوضعية مهما خالفت الشريعة, من ناحية أخرى عاب ابو الفتوح نسيانه أحيانا الاجابة على النصف الثاني من السؤال واستغراقه في الجزء الاول حتى ينفد الوقت المخصص للإجابة, كما لم يظهر بصورة واضحة معنى تطبيق الشريعة الذي يقصده وإن أكد عليه عدة مرات, كذلك لم يرد بشكل قاطع على اتهام موسى له بأن أطروحاته تختلف باختلاف الاشخاص الذين يتوجه لهم وتفسير ذلك..

 

في الوقت نفسه ظهر جليا أن موقف ابو الفتوح من "اسرائيل" وأمريكا نقطة قوة في برنامجه مقارنة بموسى الذي رفض تماما تسمية الكيان الصهيوني بالعدو, كما أكد ابو الفتوح بشكل قطعي على اهمية العلاقة مع ايران شريطة عدم نشر التشيع في البلاد, وتميز ابو الفتوح في الملفات الداخلية برؤية أكثر تفصيلا حيث استعان بالأرقام عدة مرات وهو يتكلم عن ملف الضرائب والدعم والتعليم والصحة, كما أعلن بصراحة عن ذمته المالية وحالته الصحية في حين اكتفى موسى بالعموميات والإجابات الفضفاضة وأصر على عدم إعلان ذمته المالية وحالته الصحية إلا بعد الفوز بالرئاسة, وظهر على موسى في أكثر من موضع ميله للاستهزاء من منافسه ومن بعض إجاباته وظهر هذا جليا في طريقته في توجيه الاسئلة الحرة...ووضح في المناظرة بقوة أن ابو الفتوح هو الاقرب للشارع المصري الثوري الذي قام منتفضا على مبارك وان موسى هو أمل رجال مبارك الذين يرون فيه نسخة ملونة من زعيمهم المخلوع كما أن موسى هو الانسب "لإسرائيل" وأمريكا وبعض الدول التي ترى في الثورة تهديدا لمصالحها...

 

قد تكون النتيجة في صالح أبو الفتوح ولكن أمامه ان يدخل مناظرات أخرى مع منافسين ينتمون لتيار مغاير لتيار موسى يكون أقرب للثورة وللشارع رغم الاستطلاعات التي تؤكد أن موسى هو الاقرب لابو الفتوح في المنافسة ولكن الاكيد أن حجم المترديين والذين لم يتخذوا قرارا بعد يمكن أن يقلب الانتخابات رأسا على عقب.