بعد مبارك.. "إسرائيل" تستعيد كنزها المفقود؟!
20 جمادى الأول 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

حالة من الارتياح و"التفاؤل" تلك التي سادت "إسرائيل" بعد إعلان ترشح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري المخلوع لانتخابات الرئاسة المقررة في مايو المقبل والذين رأى فيه الكثير من المسئولين الصهاينة صديق جديد أو كنز آخر يعوضهم عن المخلوع الذي طالما ساند "إسرائيل" على حساب الفلسطينيين والمصريين على حد سواء.
 وفور إعلان ترشحه الذي أثار رفض جميع القوى السياسية والإسلامية في مصر، طلع وزير الحرب "الإسرائيلي" السابق "بنيامين بن إليعازر" المعروف بصداقته لمبارك بتصريح أعرب فيه عن تفاؤله بعد ترشيح وزير المخابرات السابق "عمر سليمان" نفسه للرئاسة المصرية، معتبرا أنه "رجل مناسب لإسرائيل"!. كما قال نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم إن "سليمان قادر على وقف وصول الأسلحة إلى سيناء وقطاع غزة".

وتناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ترشيح سليمان الذي كان يعد رجل السر والثقة للرئيس المخلوع، مشيرة إلى أنه خلال إشغاله لمنصبه في رئاسة المخابرات كان يعرف في "إسرائيل" كـ"ضابط وجنتلمان".

ونسبت صحيفة "هآارتس" إلى مسئولين دبلوماسيين فى تل أبيب قولهم، إن "إسرائيل" تثمن شخص هذا الرجل لكونه من أكثر المرشحين احتراما لمعاهدة السلام "كامب دافيد"  بالإضافة إلى قدرته على استعادة الأمن من جديد لمصر وخاصة فى سيناء.

كما أطلقت عليه صحيفة معاريف لقب "وزير الخارجية للشئون الحسّاسة"، وفقاً لدوره فى إدارة الملف الفلسطينى فترة انتفاضة الأقصى عام 2000، وجهوده المبذولة آنذاك لإخفاق التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والصهيونى.
وتطرقت “جيروزاليم بوست” إلى قيام سليمان بإبرام اتفاق بيع الغاز المصرى ل"إسرائيل" بأسعار رمزية، هو وصديقه المقرب من الرئيس الأسبق لـ “الموساد”، شاباتى شافيط، بينما تعانى مصر مصيبة اقتصادية وارتفاعاً فى أسعار الطاقة، وتحدثت أيضا عن علاقاته الوثيقة مع جميع ضباط "إسرائيل": من “الموساد” والـ“شين بيت” واستخبارات الجيش، ودوره في العدوان الصهيوني على القطاع في 2008.

وجاء الترحيب الصهيوني بسليمان متسقًا مع ما كشفته صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلاً عن موقع "ويكيليكس" في فبراير من العام الماضي، بعد تعيينه في منصب نائب رئيس الجمهورية بعد اندلاع الثورة، حيث قالت إن "سليمان كان مرشح (إسرائيل) المفضل لخلافة حسني مبارك وكان يتواصل يوميا مع (إسرائيل) عبر هاتف أحمر( الخط الساخن)".

وبحسب الوثائق فإن سليمان رحب بدخول قوات "إسرائيلية" إلى سيناء لإحكام الحصار على غزة، وعلى حركة حماس بالتحديد، مشيرة إلى أن نائب المخلوع يحظى برضا أمريكى لقيادة المرحلة الانتقالية فى مصر، وأن هناك دعم صهيوني أمريكي لترشحه لخلافة مبارك، وأن تل أبيب ترتاح جدًا إلى سيناريو تولى عمر سليمان رئاسة مصر.

وجاء في تقارير ووثائق نشرت عبر العديد من القنوات والمواقع شهادات تؤكد مدى العلاقة الوثيقة والطيبة بين سليمان و"إسرائيل" تحوي تصريحات رسمية "إسرائيلية" التي تؤكد على أن تولى سليمان الأمور فى القاهرة يخدم مصالح "إسرائيلية" عليا.

ويرى سليمان فى حركة حماس أنها ذراع لجماعة الإخوان المسلمين، كما كانت إجابته عما إذا كانت حركة حماس التى فازت بالانتخابات يمكن أن تكون عنصر استقرار إيجابى فى الحكومة الفلسطينية.. فكان رده حينها: "لا بكل تأكيد، أنا أعرف هؤلاء الناس، إنهم الإخوان المسلمون، ولن يتغيروا واللغة الوحيدة التى يفهمونها، هى القوة".
وبعد أن كانت (إسرائيل) الخاسر الأكبر من سقوط مبارك، يبدو أنها ستكون الرابح الأكبر من فوز عمر سليمان لأنه سيكون امتدادًا لمبارك، واسترجاعًا للكنز المفقود الذي يحقق مصالحها على حساب الفلسطينيين والمصريين الذين يرون في مجرد ترشحه إهانة للثورة والشعب المصري.