أنت هنا

28 شعبان 1432
المسلم- متابعات

في حدث غير مسبوق في تركيا، استقال رئيس هيئة الأركان وجميع أعضاء القيادة العسكرية في تركيا وسط خلاف مع الحكومة حول ترقيات جنرالات معتقلين بتهم التآمر للإطاحة بالحكومة، حسب ما افادت وسائل الاعلام الجمعة.

 

وقدم الجنرال أسيك كوسانير استقالته بعد لقائه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عدة مرات خلال الأيام القليلة الماضية قبل اجتماع مع القيادة العليا للجيش والتي تتخذ القرارات بشأن ترقيات كبار ضباط الجيش.

 

وإضافة إلى كوسانير، قدم قائد القوات البرية الجنرال اردال جيلان اوغلو وقائد القوات الجوية حسن اكساي وقائد القوات البحرية الأميرال أشرف اوغور يغيت، استقالاتهم من مناصبهم، وذلك في بيان صادر من رئاسة الأركان اليوم الجمعة.

 

وبحسب ما أورد تلفزيون "ان تي في" و"سي ان ان-ترك" فإن هذه الاعتقالات جاءت إثر عدم التوصل لحل أزمة ترقيات الجيش قبل عقد اجتماع مجلس الشورى العسكري.

 

وكان الرئيس التركي عبد الله غول عقد اجتماعين أمس الخميس وصباح اليوم الجمعة في القصر الجمهوري لمحاولة تجاوز الأزمة لأن رئيس الأركان قدم اعتراضات على ضوء عدم ارتياح الجيش من استمرار اعتقال 43 جنرالا وأميرالا، ورفض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء طلب رئيس الأركان بصدد ترقية المعتقلين. وبالتالي قدم استقالته مع قادة القوات المسلحة الثلاثة .

 

وتعتقل السلطات التركية 42 جنرالا في إطار تحقيق في مخطط يهدف إلى الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الأصول الإٍسلامية.

 

ويحاول ضباط كبار في الجيش منذ فترة ترقية الضباط المعتقلين رغم احتجازهم، إلا أن الحكومة تصر على إجبارهم على الاستقالة.

 

وأكد المحللون أن استقالة رئيس الأركان والقادة الثلاثة دليل واضح على رفض قادة الجيش أوامر المؤسسة المدنية المتمثلة برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وأن الاستقالة ستؤثر سلبا على مكافحة الإرهاب إضافة إلى أن كافة الأنظار اتجهت إلى ماذا سيكون مصير الاستقالات لأنها ستؤثر على مستقبل الجيش.

 

كما لم يعلم أي شئ عن عقد أو إلغاء اجتماع مجلس الشورى العسكري يوم الإثنين القادم، وأشار المحللون إلى أن الاستقالات دليل واضح على قوة الديمقراطية في تركيا، حيث كان الجيش في الماضي يضغط على الحكومات لتقديم الاستقالة والآن العملية بالعكس.

 

وفي سياق متصل ألغى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان زيارته إلى اسطنبول بسبب الاستقالات .