أنت هنا

10 ربيع الأول 1432
المسلم- متابعات

حيا الشيخ العلامة د.يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوم الأحد الثورة المصرية التي أسقطت نظام الرئيس حسني مبارك، مشيدا بالشباب المصريين ومقدما التحية إلى الجيش المصري. ودعا الشباب إلى اعتبار أن ثورتتهم مستمرة إلى أن يحققوا ما سعوا إليه، كما دعا الجيش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.

 

وقال فضيلته في برنامج "الشريعة والحياة" الأسبوعي على قناة "الجزيرة" الفضائية مساء اليوم إن مصر فرحت بأن عادت إليها حريتها وذاتها، وإن الناس في مصر عادوا أحياء يحسون بقيمة أنفسهم.

 

وأضاف: "أحيي هذا الشباب، أحيي الشعب المصري الذي غضب للحق وغضب على الظلم .. الذين ضربوا المثل في الإيثار والبذل والتضحية كأنما هم الأنصار الذين وصفهم القرآن بقوله: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)، ووصفهم النبي صلى الله عليهم وسلم بأنهم (يكثرون عند الفزع ويقللون عند الطمع)".

 

وامتدح الشيخ القرضاوي الشاب وائل غنيم الذي اختطفته قوات الأمن المصري ليلة 28 يناير التي عرفت بجمعة الغضب. وقال القرضاوي: "عندما خرج من واحتفل به إخوانه فقال لهم: لا تجعلوا مني بطلا، الأبطال هم الذين ضحوا واستشهدوا، اما أنا فكنت هناك أءكل وأنام".

 

وأشاد القرضاوي بالمتظاهرين الذين اعتصموا في ميدان التحرير قائلا: "هؤلاء الشباب ليس معهم أي سلاح إلا ألسنتهم حتى إن أحدهم أمسك (بأحد البلطجية الذين أتوا إلى المتظاهرين في ميدان التحرير)، وكان رياضيا فقال له أستطيع أن أقتلك لكني أتمسك بقول الله تعالى: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ).

 

وقال القرضاوي متوجها إلى الشباب: "نرجوا أن يعتبروا أن ثورتهم مستمرة حتى يحققوا ما يسعون إليه، وألا يسمحوا للفرقة أن تدخل بينهم وأن يشكلوا لجنة تمثلهم أمام الجيش".

 

وخاطب الجيش قائلا: "أوجه كلمة شكر للجيش، فهم عبروا منذ البداية عن حق هؤلاء الشباب ومازالوا وراء الأمر حتى تنحى الرئيس مبارك". وتابع: "أعتقد أنه نُحِّي؛ فطريقته في التعامل وعناده وتأبى عليه أن يتنحى".

 

وقال: "أنا أطالب القوات المسلحة بعد أن أخذوا خطوات إيجابية من إلغاء الدستور وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، وإبطال مجلسي الشعب والشورى المزورين.. وهذا يحمد لهم".

 

وتابع: "لكننا نطمع في أكثر من ذلك.. نريد أن يفرجوا عن الشباب وبعضهم لا يُعرف مكانهم إلى الآن.. ومنهم أحد أقاربي".

 

واستطرد: "بل أنا أطالب بالإفراج عن كل المسجونين السياسيين الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية أحكاما قاسية"، مضيفا أن هناك عدد من "المصريين الذين في الخارج الذين لا يستطيعون أن يدخلوا البلاد بسبب الأحكام العسكرية المفروضة عليهم".

 

وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى إدارة البلاد بأن "يقر أعين المصريين بإلغاء قانون الطوارئ هذا القانون الذي كان سيفا مسلطا على الكثير من المصريين".

 

وأجاب فضيلته على فتوى حول حكم التبرع بالزكاة لهذه الثورة، قائلا بجواز ذلك مستندا إلى أن من مصارف الزكاة "وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ"، وهي تعني الجهاد، "وهذا نوع من الجهاد.. أفضل الجهاد كلمة حق على سلطان جائر".

 

وقال: "إذا ضاقت الموارد الأخرى ولا يوجد عندنا إلا الزكاة فندفع من الزكاة وهي في سبيل الله".