أنت هنا

28 ذو القعدة 1431
المسلم- متابعات

منعت السلطات الجزائرية هذا العام عرض الكتب الإسلامية التي تحمل الفكر السلفي في معرض الجزائر الخامس عشر للكتاب، في خطوة يعتقد أنها تهدف إلى الحد من شعبية هذا التيار المتنامي في البلاد.

 

واعتاد سَلَفيوُّ الجزائر اغتنام فرصة انعقاد المعرض الدولي للكتاب في البلاد لشراء كتب لمؤلفين كبار مثل الشيخ محمد نصر الدين الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد العزيز بن باز (مفتي السعودية منذ عام 1993 حتى وفاته عام 1999).

 

يشارك في دورة العام الحالي للمعرض السنوي الذي يستمر حتى السادس من نوفمبر أكثر من 100 ناشر جزائري ونحو 400 ناشر من 30 دولة بينها دول تشارك للمرة الأولى هي الولايات المتحدة والهند وفنزويلا وبولندا.

 

ويحظى المعرض الذي افتتحه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه يوم 26 أكتوبر بإقبال كبير من الجزائريين وخاصة الطلاب الذين يبحثون عن شراء أمهات الكتب لقاء أسعار زهيدة. ويزور المعرض 15 ألف شخص يوميا.

 

ويتولى موظفو الجمارك داخل معرض الكتاب التأكد من خلو الأرفف من الكتب "الممنوعة". كما يفتشون الكتب التي يشتريها الزوار من المعرض في إجراء يؤكد عزم الحكومة على الحد من تنامي نفوذ التيار السلفي في البلاد.

 

ويقول مستوردو الكتب الدينية مثل محمد مولودي إن القواعد الجديدة جعلت نشاطهم أكثر صعوبة، موضحا أن "عملية الاستيراد لم تعد سهلة ولم تعد تمشي بانسيابية سريعة مثلما كانت في الأول. بل هناك الكثير من الشروط ومن.. لا أقول العراقيل.. بل هي قواعد جديدة في التعامل مع عملية الاستيراد من الدول الأجنبية".

 

لكن مصادر قريبة من الحكومة تدافع عن قرارها زاعمة أن تأثير الفكر السلفي على الشبان الجزائريين خاصة الذين سافروا للدراسة في السعودية كان قوة دافعة "للتشدد الديني" من شأنها أن تهدد المجتمع.

 

وقال مولودي "بالنسبة إلى تأثيرات المدرسة السلفية على الفكر في الجزائر.. هذا معروف أنه في العشرين سنة الأخيرة الماضية كان عدد هائل من الطلبة الجزائريين يدرسون في السعودية وفي تلك المرحلة وفي تلك الحقبة لا ننسى أحداث أفغانستان والحرب على أفغانستان وكذا... فجاء الشباب بذلك الحماس وبذلك المذهب الفقهي يذلك المذهب الاعتقادي وتلك الحماسة. الآن نحن في أمس الحاجة إلى المدرسة المالكية. نحن في حاجة إلى مشاربنا الأصيلة والمتأصلة. انتهت تلك الفترة. نريد آن نعود بشبابنا إلى الوسطية والاعتدال".

 

ويعتقد البعض فعلا بدور الكتب السلفية في الترويج للعنف رغم أن غالبية السلفيين في الجزائر لم ينخرطوا أبدا في الصراع العنيف الذي تشهده البلاد منذ أوائل التسعينات، بل تعاون كثير منهم مع الحكومة لإقناع المسلحين القريبين من فكر تنظيم القاعدة بإلقاء أسلحتهم.

 

كما أن السلفيين في الجزائر لا يسعون لاكتساب نفوذ سياسي، لكن شعبيتهم تتنامى بين الشباب، حيث امتد تأثيرهم الديني إلى طريقة ارتداء الملابس والتعامل مع الدولة والتجارة.