أنت هنا

20 ربيع الأول 1431
المسلم ـ وكالات

حذرت مؤسسة القدس الدولية من خطة تستهدف تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود خلال العام الجاري، ولفتت المؤسسة إلى أنّ تواجد شرطة الاحتلال المتعمّد في المواجهات التي اندلعت الجمعة تؤكد على أنّ الاحتلال ماضٍ في تنفيذ الخطة.

وأوضحت المؤسسة في بيان لها "إن تعمّد شرطة الاحتلال أن تكون في واجهة الاقتحامات والمواجهات في الأقصى، يؤكد أنها ماضيةٌ في تنفيذ القرارٍ السياسي الصادر عن حكومة الاحتلال، بتأمين كل المستلزمات لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود خلال سنة 2010".

وأكد البيان أنّ "الاقتحامات المتتالية ووقائعها تدل على أن شرطة الاحتلال تبني تجربةً تراكمية في السيطرة على الأقصى بكامل ساحاته"، وأوضح "في اقتحام 3/10/2009 حاصرت قوات الاحتلال المسجد بساحاته من الخارج لمدة ثمانية أيام، وفي اقتحام 25/10/2009 دخلت الساحات وأغلقت أبواب المسجد القبلي على المصلين فيه وسيطرت على الساحات وقطعت أسلاك السماعات لمنع تواصل المسجد مع محيطه، وفي اقتحام 28/2/2010 دخلت الساحات وسيطرت عليها بالكامل وسمحت للمستوطنين اليهود بالتجول فيها بحرية وأداء الطقوس فيها، واليوم تتعمد هذه القوات اقتحام المسجد عقب صلاة جمعة لتختبر قدرتها على السيطرة على الساحات بوجود عددٍ كبيرٍ من المصلين".

كما حذّرت المؤسسة من أن تقوم قوات الاحتلال في المرة القادمة بـ "إدخال المستوطنين وحمايتهم في يوم جمعة لتختبر قدرتها على حماية المتطرفين اليهود داخل الساحات بوجود عددٍ كبيرٍ من المصلين".

وجاء في البيان البيان "إننا نؤكد في هذا الظرف التاريخي الذي كُبّلت فيه يد المقاومة التي لطالما كانت الحامي الأول للمسجد، بأن الشعوب العربية والإسلامية عليها واجب النصرة الأول من الناحية الفعلية، وإننا نخاطب الحركات والأحزاب والهيئات الشعبية بأن تخرج عن صمتها"، لافتاً إلى أنّ الصمت "يعطي المحتلّ الإشارات الإيجابية اللازمة ليمضي قدُماً في مخطّطه، ويكرّس غياب أي رادع له في عدوانه المنهجي على الأقصى".

من جانبه، حذر الشيخ رائد صلاح؛ رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، هو الآخر من أن القادم أخطر على المسجد الأقصى المبارك؛ حيث قال "رغم خطورة ما نراه وما يحدث الآن في المسجد الأقصى، إلاّ أنّ الاحتلال الصهيوني يستعدّ إلى مشهد أخطر منه، وهو ما بدأ الاحتلال يدعو إليه في تاريخ (16-3) القادم؛ حيث بدأوا يعدون لنشاط عالمي، ثم نشاط على مستوى القدس المحتلة، لبناء ما يسمونه الهيكل الثالث المزعوم".

ونقل عن صلاح قوله "ما نشاهده الآن من مشاهد مؤلمة ومشاهد لا تفسّر إلاّ أنها سلوك متوحش من قبل الاحتلال الصهيوني، هو تأكيد لكل العالم الإسلامي والعربي أنّ الاحتلال مصمم على اعتبار أن العام 2010م عاماً مصيرياً بالنسبة للقدس والمسجد الأقصى المحتلّين".

وشدّد صلاح على أنّ "ما حدث اليوم في المسجد الأقصى هو تجربة لما سيقوم به الاحتلال الصهيوني من مصائب"، وأشار إلى أنّهم "في (15\3) القادم سيعلنون افتتاح يسمونه " كنيس الخراب" الذي يقع على بعد أمتار من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وهذا الكنيس يعني أنه بداية فعلية لما يسمّونه الهيكل الثالث المزعوم، وأعلنوا أنّ الظروف باتت مهيأة، وكل ما هو مطلوب موجود من أجل فرض احتلالي لتقسيم باطل للمسجد الأقصى، كما فرضوا هذا التقسيم على هذا المسجد الإبراهيمي بالخليل". 

ودعا "شيخ الأقصى" الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى القيام بدورهم في التواصل مع المسجد الأقصى المبارك، محذّراً في الوقت ذاته من أن الخطوات الصهيونية القادمة، وهي الأخطر بالنسبة للأقصى والمقدّسات الإسلامية في فلسطين. 

وأضاف "نحن مطالبون في الداخل الفلسطيني أن نواصل تسيير حشودنا إلى المسجد الأقصى حتى تكون بمثابة حماية بشرية، وأقدم هنا اقتراحاً أخوياً لأهلنا في الضفة الغربية، أن يكون لهم دور لتجسيد دورهم وتواصلهم مع المسجد المبارك، فرغم كل معاناتهم أؤكد أن هناك إمكانية للتواصل مع الأقصى من قبل الضفة الغربية، خصوصاً إذا أعطت السلطة الفلسطينية الضوء الأخضر على ذلك".