أنت هنا

19 رجب 1430
المسلم- وكالات

أقيم السبت في مدينة درسدن الألمانية حفل تأبين لـ"شهيدة الحجاب" المصرية مروة الشربيني التي قتلها متطرف ألماني عنصري وسط قاعة بمحكمة المدينة. وتواصلت الاحتجاجات في مصر وألمانيا على الحادثة فيما منع الادعاء الألماني النشر في القضية.

ودعي سكان درسدن من قبل مجلس الأجانب في المدينة إلى التجمع حاملين ورودا بيضاء أمام مبنى البلدية في احتفال حضره العديد من المسؤولين الألمان والمصريين.

وجاء في الدعوة إلى التظاهرة: "ننتظر تفسيرا كاملا من الدولة وتحديدا من القضاء لمسؤولية الجاني عن الوقائع. علاوة على ذلك يجب إعطاء محاربة العنصرية والتمييز الأولوية المطلقة".

وقتلت مروة البالغة من العمر 32 عاما وهي حامل في شهرها الثالث وأمام ناظري ابنها ذو الأربعة أعوام، عندما طعنها المتطرف 18 طعنة بالسكين في الأول من يوليو في قاعة محكمة في درسدن. والجاني هو ألماني من أصل روسي يجاهر بمواقفه المعادية للمسلمين.

وكانت المرأة المحجبة قدمت إلى المحكمة للإدلاء بإفادتها في دعوى قامأقأأقامتها ضد الرجل لأنه سبها ونعتها "بالإرهابية" و"العاهرة"، بعد أن طلبت منه أن يفسح المجال لابنها على الأرجوحة في إحدى الحدائق.

وقد أثارت هذه الجريمة غضب المسلمين في ألمانيا كما لاقت اهتماما لافتا في العالم العربي والإسلامي وخاصة في مصر، لكنها لم تلق اهتماما إعلاميا في الصحافة الألمانية إلا بعد أسبوع من وقوعها.

ومن جانبه،  منع الادعاء في دريسدن نشر تفاصيل عن جريمة قتل مروة، وأعلن ناطق باسم الادعاء في دريسدن اليوم أنه لن تنشر أية تفاصيل، قبل بدء إجراءات محاكمة المتهم، رافضا التعليق على تقرير لمجلة "فوكوس" الألمانية قال إنه خطط لجريمته.

وتواصلت الاحتجاجات أمس بعد صلاة الجمعة على مقتل مروة، حيث تجمع المحتجون في القاهرة لليوم الرابع على التوالي من المظاهرات بعد جنازتها في الأسكندرية.

وفي إطار التفاعل الشعبي مع القضية، ظهرت مجموعات عديدة على موقع "فيسبوك" الاجتماعي مكرسة لمروة الشربيني وتجاوز عدد أعضاء إحداها 20 ألف عضو ووضعت عليها صور ومقاطع فيديو لجنازة مروة الشربيني. وطالب بعض أعضاء هذه المجموعات بمقاطعة المنتجات الألمانية.

وقد استغرب بيان لأربعين عالما مسلما قتل الشربيني في جمع بينهم الشرطة وهي حامل، معتبرا أن إدانة المحكمة للجاني جاءت هزيلة، وتأسف لكون حكومة ألمانيا لم تقدم القاتل للمحاكمة بعد.

وقال العلماء في بيان لهم إنهم يعتقدون أن الحادث فردي، لكن يُخشى مع انتشار الإسلاموفوبيا تكراره، ونفوا أن يكون الحجاب يوما رمزا للإرهاب والتطرف، بل إنه تدعو إليه أيضا المسيحية واليهودية، حاثين الحكومات العربية على التدخل لحمل حكومة ألمانيا على موقف واضح، كما حثوا المسلمين على التزام الوسائل السلمية في مواجهة القضية، والجالية المسلمة في الغرب على إظهار "التعايش المحمود لهم".

وفي مسعى لامتصاص الغضب الشعبي، زارت ممثلة للحكومة الألمانية أمس الجمعة زوج الضحية علوي علي عكاز، الباحث في الهندسة الوراثية في معهد ماكس بلانك المرموق والذي طعنه الجاني أيضا بعدة طعنات أثناء محاولته الدفاع عن زوجته، كما أصابته الشرطة برصاص في قدميه معتقدة أنه هو الذي هاجم المتطرف.