"إسرائيل" وصدام الحضارات .. والتخطيط لإقامة امبراطورية
1 جمادى الأول 1430
عماد خضر

 Cook, Jonathan
Israel and the clash of civilisations : Iraq, Iran and the plan to remake the Middle East / Jonathan Cook. — London : Pluto Press, 2008. — ISBN:978-0-7453-2754-9

 
 
يبدو أن إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتذويب وتفتيت دوله العربية والإسلامية الرئيسة سوف لا يضمن همينة "إسرائيل" على المنطقة وحسب، بل ويضمن سعيها في مواصلة عملية التطهير العرقي للمناطق الفلسطينية المحتلة، وقد أتيحت "لإسرائيل" فرصة اختبار نظرية تفتيت الدول على نطاق ضيق داخل هذه المناطق، وكانت الضفة الغربية وقطاع غزة أفضل مختبرين لهذه الأفكار. كما أثبتا أنهما المكان المفيد لاختبار تكتيكات حرب المدن، وتكنولوجيا الأسلحة الجديدة وتقنيات السيطرة على الجماهير، وهي الدروس التي تم الإفادة منها فيما بعد من قبل القوات الأمريكية في محاربة المقاومين في العراق .
 
هذا ما ذكره كتاب ( إسرائيل وصدام الحضارات) للمؤلف جوناثان كوك، العضو السابق في هيئة تحرير صحيفتي “الجارديان” و”الأبزرفر” البريطانيتين، والمقيم في مدينة الناصرة بفلسطين المحتلة .
 
يقول المؤلف، ان "إسرائيل"، انطلاقاً من الدروس التي تعلمتها في مختبرات غزة والضفة الغربية، توصلت إلى أنها تستطيع ان تتخلى عن السياسات التي أوجدتها القوى الاستعمارية الأوروبية في الشرق الأوسط، التي دأبت على تنصيب رجل قوي موالٍ لها، بينما تبقيه ضعيفاً بما يكفي لاعتماده على دعم رعاته الغربيين . ويمكن فعل ذلك بإثارة الفتن والمنازعات الاثنية والطائفية في المناطق التي يحكمها . ومن هنا آثرت بريطانيا وفرنسا إقامة "دول قومية" في المنطقة، تضم كل منها مناطق يغلب عليها طابع اثني أو طائفي معين يمكن، إذكاء نار الفتنة فيما بينها فيما بعد، ومن ثم التدخل لحفظ النظام فيها، وحماية الرجل القوي الذي نصّبته القوى الاستعمارية .
ويشير الكتاب إلى أن "إسرائيل" لم تكن لتفيد كثيراً من هذا النموذج، حيث لا توجد خلافات اثنية وطائفية تُذكر في فلسطين، حيث ساهم في القضاء عليها، الشعور الوطني الفلسطيني الذي عززه العدوان "الإسرائيلي"، والنهم الصهيوني لابتلاع الأراضي .
والدرس الذي تعلمه قادة "إسرائيل" – كما يقول المؤلف - من احتلالهم الضفة الغربية وغزة، أو ظنّوا أنهم أفادوه، هو أن أشد السبل فاعلية لإضعاف الحس الوطني الفلسطيني والحفاظ على السيطرة على المناطق المحتلة، هو شق صفوف الفلسطينيين ونشر الوقيعة فيما بينهم . وكون "إسرائيل" حققت ذلك على الرغم من تماسك المجتمع الفلسطيني، جعلها واثقة من أن هذه الدروس يمكن تطبيقها على بقية أنحاء الشرق الأوسط، وبنجاح أكبر .
 
و يبدأ جوناثان كوك بالقول أن المنظمة الصهيونية العالمية نشرت باللغة العبرية في فبراير 1982 خطة للشرق الأوسط، كتبها صحافي "إسرائيلي" هو اوديد يينون، الذي كان قبل ذلك الوقت يشغل منصباً رفيعاً في وزارة الخارجية "الإسرائيلية"، مما يعني أنه كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع جهاز الاستخبارات "الإسرائيلية"، الموساد. وكانت تلك الخطة بعنوان "استراتيجية ل"إسرائيل" في الثمانينات". وينادي فيها بتحويل "إسرائيل" إلى قوة اقليمية امبراطورية، وبتفتيت العالم العربي إلى مجموعات اثنية وطائفية متناحرة، يمكن السيطرة عليها والتلاعب بها بسهولة لمصلحة "إسرائيل".
ويقول مؤلف الكتاب ان يينون تحدّث قبل صمويل هنتنجتون بعشر سنوات، عن انهيار النظام العالمي، وعن صدام الحضارات، وحتمية الصراع بين الحضارة الغربية والعالم الاسلامي.
ويرى المؤلف، جوناثان كوك، ان غزو العراق واحتلاله، واحتمال خوض حرب أخرى مع إيران، تأتي ضمن هذا السياق، أي أن تفتيت العراق، ونشر الفوضى والحرب الأهلية فيه، لم يكونا مما لم تتوقعه الإدارة الأمريكية حين غزت العراق، بل إن ذلك هو الهدف الذي سعت إلى تحقيقه "إسرائيل"، وأصدقاؤها المحافظون الجدد، في إطار إعادة صياغة الشرق الأوسط على نحو ييسِّر السيطرة عليه والتلاعب بمقدّراته. ويبرهن المؤلف جوناثان كوك بالوثائق والشواهد، على ان الولايات المتحدة كانت على علم تام بما سيعقُب احتلال العراق من فوضى ونزاعات داخلية . ويقول // إسرائيل" والمحافظين الجدد كانوا يعلمون منذ البداية ان غزو العراق والإطاحة بحاكمه المستبد، سوف يطلقان العنف الطائفي من عقاله، وعلى نطاق لم يسبق له مثيل، وقد كانوا يرغبون في هذه النتيجة // .
وفي الكتاب عرض لتاريخ العلاقة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، وكيف تطورت بتلاقي مصالح الطرفين، وأدت إلى خلق تحالف يشهد الناس في الشرق الأوسط نتائجه على مدار الساعة. ويقول من جانب آخر، // ثبت أن ادعاءات البيت الأبيض المتكررة بأن الولايات المتحدة تريد تصدير "الديمقراطية" إلى هذه الدول، ما هي إلاّ ادعاءات جوفاء، بدليل أن الولايات المتحدة عمدت إلى معاقبة جمهور الناخبين الفلسطينيين، حين مارس خياره الديمقراطي، وانتخب حماس //.
ويعقب على قول يينون الذي أشار ، كما فعل هنتنجتون بعده بعشر سنوات تقريباً، الى أن العالم يشهد تغيرات جوهرية، و"انهيار النظام العالمي"، إذْ إنّ نجاح الأنظمة الشمولية الشيوعية، التي تحكم أكثر من "ثلاثة أرباع" سكان العالم، قد أفرغ الأفكار مثل فكرة الحرية من مضمونها، على حدّ قوله . وبناء على ذلك، فإن العملية السائدة هي انهيار الرؤية الإنسانية العقلانية، التي كانت محور حياة وازدهار الحضارة الغربية منذ عصر النهضة . وهكذا، فإن التهديد المركزي الذي يواجه "إسرائيل" والعالم الغربي واضح، وان "قوة وحجم ودقة ونوعية الأسلحة النووية وغير النووية، سوف تطيح بمعظم دول العالم خلال سنوات قليلة" . ونحن ندخل عهداً من الإرهاب، و"إسرائيل" بالذات سوف تواجه تنطعاً للقتال من جانب جيرانها العرب، على حدّ زعم يينون .
وفي تشخيصه للأزمة ووصفته العلاجية لها، ذكر يينون، باستفاضة ومبالغة، الحقائق التي كانت القوى الأوروبية الاستعمارية، تعرفها جيداً عندما أنشأت الدول القومية في الشرق الأوسط، بما يخدم مصالحها . وكانت إحدى الاستراتيجيات لضمان إبقاء حكومة كل من تلك الدول معتمدةً على سيدها الاستعماري، حتى بعد استقلالها الاسمي، تتمثل في تنصيب زعيم إحدى الأقليات السكانية لتسيير النظام .
ونتيجة لذلك، "فإن العالم العربي الإسلامي مبني مثل "برج مؤقت من بطاقات ورق اللعب" أنشأه الأجانب (الفرنسيون والبريطانيون في عشرينات القرن الماضي) دون أن يأخذوا في الاعتبار إرادة سكانه ورغباتهم . وهو مقسم إلى 19 دولة تتألف من فئات من الأقليات التي يعادي بعضها بعضاً، بحيث إن الإطار الاثني الاجتماعي لكل من الدول العربية الإسلامية يمكن أن يتحطم إلى درجة الحرب الأهلية التي توجد في بعضها فعلاً" . وكتب يينون أن هذا النموذج بادٍ للعيان في دول المنطقة، وأنّ معظم هذه الدول تعاني مصاعب مالية خطيرة، ويمكن تفتيتها بسهولة بالغة .
وتقسيم العراق أهم من تقسيم سوريا، فالعراق أقوى من سوريا، وتشكل قوة العراق على المدى البعيد الخطر الأكبر على "إسرائيل" ويمكن تقسيم العراق على أسس إقليمية وطائفية على غرار سوريا في العهد العثماني. وستكون هنالك ثلاث دول حول المدن الرئيسية الثلاث: البصرة، وبغداد والموصل، بينما ستكون المناطق الشيعية في الجنوب منفصلة عن الشمال السني الكردي في معظمه" .
ويقول مؤلف الكتاب إن نهج يينون له أسبقيات قديمة في واقع الأمر . فقد كان المستعمرون الأوروبيون من القرن التاسع عشر فصاعداً يرون الشرق الأوسط فسيفساء من الفئات الاثنية والقبلية والدينية. وانطلاقاً من هذا التقليد، كان الصهاينة الأوائل يعتقدون انه من أجل تأمين وضع الدولة اليهودية في المنطقة، فإن من مصلحتهم إضعاف عدوهم الرئيسي، وهو القومية العربية، بل استئصال شأفته .
 
من يتحكم بسياسة أمريكا الخارجية؟
 
يحاول المؤلف الإجابة عن هذه التساؤلات، قائلاً: خارج إطار الجدل السائد، الذي يصوّر المواجهة مع إيران بأحد اللونين: الأبيض أو الأسود، فيطرحها على أنها صراع العالم اليهودي المسيحي الخيِّر، ضدّ التطرف الاسلامي الشرير توجد إجابتان أخريان، معقولتان في ظاهرهما، ومتعارضتان في الوقت ذاته. وهما اللتان يختزلهما تعبيران أصبحا شائعين، هما: "الكلب يهز ذيله"، و"الذيل يهز كلبه".
والافتراض الأول، الذي يتزعم أصحابَه، المفكرُ الأمريكي نعوم تشومسكي، يقول ان التناقض بين مصالح الولايات المتحدة، وسياساتها على الأرض، ظاهري وغير حقيقي. وهي تمارس استراتيجيتها القديمة القائمة على اضطهاد الدول التي تأبى الإذعان في الشرق الأوسط، من أجل تأمين السيطرة على مصادر النفط.
ويقول المؤلف، ان فريق تشومسكي لا يقدم تبريراً مقنعاً لرغبة الإدارة الأمريكية الواضحة في شن هجوم على إيران، أو قرارها قبل ذلك، غزو العراق واحتلاله. فحتى صقور واشنطن لا يستطيعون أن ينكروا ان سياسة احتواء العراق التي طبقت في تسعينات القرن الماضي، على سبيل المثال، كانت أنجح من الفوضى التي تلت الغزو، كما ان رأي تشومسكي يوحي بأن واشنطن كانت لديها رؤية منسجمة وموحدة وواضحة سلفاً للمصالح الأمريكية في الخارج، وكيفية تأمينها. ولكن ما رأيناه في العراق، ان ادارة بوش مارست سياسات تتناقض ونصيحة العديد من مستشاريها أنفسهم، وتتعارض مع الأهداف المعروفة التي تسعى اليها أوساط شركات النفط القوية وسمحت بذلك للعنف والطائفية أن ينفلتا من عقالهما في العراق.. وبالمثل، سوف يكون توجيه ضربة لإيران لكي تتعلم ان العصيان لا يجدي، كما يقول تشومسكي، حتماً باهظ الثمن للولايات المتحدة، إذ سيؤدي إلى تفاقم انعدام القانون، والقتل في العراق المجاور الذي تحتله الولايات المتحدة، والسقوط شبه المؤكد للنظام الموالي في لبنان، وتفشي الفوضى التي يصعب التكهن بعواقبها عبر المنطقة، بما في ذلك العربية السعودية وسوريا والأردن والمناطق الفلسطينية المحتلة. وإذا استخدمت في الضربة رؤوس حربية نووية، فسوف تكون التكاليف مما يستعصي على الحصر.
ويعرض المؤلف الإجابة الثانية، البديلة عن نظرية تشومسكي، وهي التي قدمها الأستاذان الجامعيان الأمريكيان جون ميرشايمر وستيفن والت، من خلال مقالة نشراها في مجلة "لندن ريفيو اوف بوكس"، والتي ذكرا فيها ان اللوبي الموالي ل"إسرائيل" في الولايات المتحدة، نجح في دفع السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه مدمر للذات تماماً، وجعلها تضع المصالح "الإسرائيلية" فوق مصالح واشنطن، وتسعى لتحقيق الأهداف "الإسرائيلية" متخطية الأهداف الأمريكية. وكما قال هذان الأستاذان: "لقد عملت الحكومة "الإسرائيلية" والجماعات الموالية ل "إسرائيل" في الولايات المتحدة معاً لتشكيل سياسة الإدارة الأمريكية إزاء العراق، وسوريا وإيران، وكذلك تشكيل خطتها الكبرى الرامية إلى إعادة ترتيب الشرق الأوسط". وما جعل ذلك ممكناً هو النفوذ الطاغي الذي يمارسه اللوبي الموالي ل"إسرائيل" على السياسة الأمريكية.
ويقول المؤلف ان نظرية ميرشايمر ووالت تنطوي على ان معظم عملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية، قد اختطفه عملاء لسلطة أجنبية، وان "إسرائيل" هي التي تحرك فعلاً خيوط السياسة في واشنطن من خلال حلفائها من المحافظين الجدد وجماعات مثل منظمة "ايباك" (لجنة العلاقات العامة الأمريكية "الإسرائيلية"). ويتابع المؤلف قائلاً، على الرغم من أنه لا شك في ان ايباك تسعى إلى تقديم المصالح "الإسرائيلية" على المصالح الأمريكية، الاّ أن نظرية ميرشايمر والت مضت إلى أبعد من ذلك بالقول ان "ايباك" تنجح دائماً في تحديد السياسة الخارجية الأمريكية، بينما يرى تشومسكي أن موقفي "ايباك" واللوبي "الإسرائيلي" يعكسان المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
 
مصالح موافقة ومترابطة
يقدّم المؤلف تفسيراً مختلفاً عن النظريتين السابقتين لممارسة الإدارة الأمريكية يدمج بين بعض افتراضات تشومسكي وافتراضات ميرشايمر والت. وهو يعتقد بأن "إسرائيل" قد أقنعت المحافظين الجدد، بأن هدفيْ الطرفين (أي تحقيق هيمنة "إسرائيل" في المنطقة، وسيطرة الولايات المتحدة على النفط)، هما غايتان مترابطتان ومتوافقتان.
يقول إن المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية" بدأت تطوير رؤية طموحة ل "إسرائيل"، تقوم على اعتبارها امبراطورية صغيرة في الشرق الأوسط، قبل أكثر من عقدين من الزمن. وبعد ذلك سعت إلى العثور على راعٍ لذلك في واشنطن ليساعدها في تحقيق رؤيتها، ووجدت ذلك الراعي، متمثلاً في المحافظين الجدد.
وربما كان المحافظون الجدد اليهود، الذين تربط الكثيرين منهم روابط عاطفية قوية مع "إسرائيل"، الأكثر استعداداً للإصغاء إلى الرسالة القادمة من تل أبيب، ولكن تلك الرسالة كانت مقنعة حتى للمحافظين الجدد غير اليهود، لأنها وضعت المصالح الأمريكية، وبخاصة الهيمنة الدولية، والسيطرة على النفط، في قلب رؤيتها.
وأفكار "إسرائيل" عن كيفية تحقيق هذه الأهداف تستمد نسغها من النظرية الصهيونية، التي تملك ميراثاً عريقاً في هذا المجال. فالمؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" تؤمن بأن هيمنة "إسرائيل" الاقليمية، وسيطرة الولايات المتحدة على النفط، يمكن تحقيقهما بالطريقة ذاتها، أي من خلال إحداث كارثة في الشرق الأوسط، على هيئة انهيار اجتماعي، وسلسلة من الحروب الأهلية وتجزئة الدول العربية.
وما يعتبره كثير من المراقبين المطلعين سياسة أمريكية تخلق المشكلات والمصاعب بدلاً من النتائج المفيدة، يعتبره المحافظون الجدد و"إسرائيل" مردوداً إيجابياً. وبكلمات أخرى، لم يكن الأمر أن الكلب يهز ذيله أو أن الذيل يهز كلبه، بل ان الكلب والذيل يهز كل منهما الآخر.
وعلى نحوٍ ما، كان هذا هو الهدف الحقيقي للاستراتيجية "الإسرائيلية". فعن طريق ربط مصيريْ الاحتلال "الإسرائيلي" للمناطق الفلسطينية، والاحتلال الأمريكي للعراق معاً، وبتوريط القوات الأمريكية في وحل الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، التي ترتكبها القوات "الإسرائيلية" يومياً في الضفة الغربية وقطاع غزة، يصمد المشروعان معاً، أو يسقطان معاً. ويغدو مستقبلا الاحتلاليْن، "الإسرائيلي" والأمريكي متشابكين معاً على نحو لا فكاك منه.
وكان تصور "إسرائيل"، للشرق الأوسط تحت حكم "إسرائيلي" وأمريكي مشترك انه: رائع. فقد كان لدى "إسرائيل" افتراضات مبسطة تليق بتصورات المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية"، التي تعتبر العرب والمسلمين، بيادق يمكن التحكم بها بالمكائد والدسائس "الإسرائيلية" والغربية. وهي تفترض وجود"عقلية عربية" بدائية مألوفة لدى الوسط الأكاديمي "الإسرائيلي" والمؤسسة الأمنية "الإسرائيلية". ولذلك لم يكن مدهشاً ان أهم كتاب عن الشرق الأوسط، شائع في أوساط المحافظين الجدد والجيش الأمريكي هو الكتاب الشهير بعنصريته، والذي يحمل عنوان "العقلية العربية"، الذي ألّفه سنة 1976 رافائيل باتاي، وهو يهودي هنغاري أمضى سنوات يدرّس في الجامعات "الإسرائيلية" قبل أن يرحل إلى الولايات المتحدة. وقد طور باتاي، نظرية عن الشخصية العربية توحي بأن العربي لا يفهم سوى لغة القوة، وان أكبر ضعف في شخصية العربي هو العار والإهانة الجنسية. ومن الواضح أن مثل هذه المبادئ، هي التي كانت وراء نظام التعذيب الذي وضعه الجيش الأمريكي في سجن أبو غريب في العراق.