أنت هنا

27 ربيع الأول 1430
المسلم- متابعات

كشف الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة في حديث متلفز عن تفاصيل رحلته إلى السودان ولقائه بالرئيس السوداني عمر حسن البشير في إطار زيارة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى السودان لتقديم الدعم للسودان ضد الهجمة التي يتعرض لها مؤخراً.

وتضمت الزيارة اقتراحات لحل الأزمة من بينها توسيع التنمية ورفع المظالم وترسيخ العدالة ودفع ديات للمتضررين.

وقال الشيخ العودة المشرف العام على مجموعة "الإسلام اليوم" الإعلامية في حديث لبرنامج الشاهد الذي بثته قناة دليل الفضائية الليلة إن الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كتب خطابا إلى الرئيس السوداني حمله وفد الاتحاد الذي زار الخرطوم الأسبوع الماضي.

وأوضح أن الوفد ترأسه الشيخ عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد، وضم أيضا الشيخ عبد الرحمن المحمود والدكتور علي القره داغي والدكتور عصام البشير الوزير السوداني السابق والداعية السوداني عبد الرحمن يوسف.

وشمل الخطاب تأكيدا على أن اتحاد العلماء مع السودان قلبا وقالبا، ويقف ضد المؤامرات الدولية ضد البشير. وأشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار التطمين والتضامن مع السودان. كما ذكّر الخطاب بزيارة سابقة لوفد من الاتحاد، وما تمخضت عنه من اقتراحات، مشددا على أن الوقت حان لتنفيذ تلك الاقتراحات، التي من بينها توسيع التنمية وترسيخ العدالة ورفع الظلم، بالإضافة إلى دفع ديات لم تضرر في إقليم دارفور بهدف إنهاء الصراع.

ورأى الشيخ أن السبب الرئيسي في هذه الهجمة الدولية على السودان بشكل غير مسبوق، هو الدور الدعوي المهم الذي يقوم به السودان في عدد من الدول الإفريقية، بالإضافة إلى أطماع بعض الدول في نفط السودان، كما أن السودان له ثقله بسبب المساحة الجغرافية الواسعة له وغناه بالثروات، حيث تعادل ولاية دارفور وحدها مساحة فرنسا أو تزيد.

وقال العودة إن كل هذه الاعتبارات تجعل الكنيسة السياسية لا ترتاح للنظام في السودان، حيث أنها تهتم بنفط السودان ولا يهمها الاستقرار.

وأضاف أن وفد العلماء شدد في حديثه مع البشير على أهمية أن يكون الخطاب الإعلامي متزنا ولا يعطي ذرائع للجهات الغربية.

وأوضح أن البشير الذي استقبل وفد العلماء ببالغ الحفاوة، وتحدث في مسألة الاتهامات التي يزعمها الغرب عن انتشار القتل والاغتصاب الجماعي في دارفور. ونفى البشير ذلك قطعيا وأكد أن الثقافة السودانية ترفض فكرة الاغتصاب أساسا؛ فإذا ما وقعت حالة اغتصاب واحدة كانت مثارالحديث في المجالس، فكيف يتحدثون عن الاغتصاب الجماعي؟

وشدد العودة على أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعم العدالة وينادي بها، وقال إن الاتحاد يرحب باعتقال مجرمي الحرب واعتقالهم؛ مجرمي الحرب في "إسرائيل" وأمريكا وحتى إفريقيا والدول الإسلامية.. وتابع: "لكن هذه عدالة انتقائية منقوصة". واعتبر أن هناك تسييس للقضية، "وهذا يذكر بما حدث في العراق عندما تحدث العالم عن أسلحة ومواقع نووية وفي النهاية تم الكشف عن أن هذه كلها كانت ذرائع".

وحول فتوى هيئة علماء السودان بعدم جواز سفر البشير خارج البلاد، خوفا من كيد الأعداء ولتفويت الفرصة عليهم، قال العودة إن هذا كان اقتراح أحد الأخوة في الوفد الزائر لكن لم يتم التوافق عليه بين الفريقين. ثم بعد مغادرة وفد اتحاد علماء المسلمين قامت الهيئة بإعلان تلك الفتوى.

وشهد العودة بأنه خلال زيارته شهد تطورا تنمويا ملحوظا في السودان، وقال إنه مقارنة بزيارته الأخيرة للسودان قبل أربعة أعوام، شهدت العاصمة الخرطوم تطورا حضاريا ملحوظا على مستوى رصف الطرق وبناء الجسور والتطور العمراني، ويأتي ذلك رغم الإمكانات المحدودة لكن ربما بسبب أن الفساد الحكومي في السودان أقل بكثير مقارنة بدول أخرى.