الهجوم البرى ..والمعركة الجارية
7 محرم 1430
طلعت رميح




اعلن الجيش الصهيونى عن بدء الهجوم على قطاع غزة باستخدام القوات البرية على ثلاثة محاور،الاول بتقدم طابور من الدبابات من منطقة غرب بيت لاهيا ،والطابور الثانى يتقدم من شرقى جباليا ،والثالث تقدم من جنوب معبر المنطار(كارنى) .وكان الجيش الصهيونى قد سبق بدء العمليات البرية ،بتكثيف الهجمات بالطائرات والزوارق المدفعية ،كما شهدت ساعات قبل  بداية الهجوم استخداما مكثفا لمدفعية الميدان ،التى باستخدامها تكون القوات الصهيونية قد استخدمت كل ادوات القتال التى تستخدمها الجيوش فى معاركها .

واذا كانت تلك الهجمات هى بداية اقتحام القوات البرية فى العدوان على غزة ،كما اذا كان الجيش الصهيونى قد اختار ثلاثة محاور ،هى فى جميعها تشير الى استهداف لشمال وشرق القطاع ،فان ما يجب الاشارة اليه بالنظر ،هو ان تلك التوغلات ليست الا بداية المعركة البرية ،وان الجيش الصهيونى سيلجا فى اقتحامه الى قطاع غزة –فى وقت لاحق وبعد هذا الاختبار للمقاومة ودفاعاتها-من محاور اخرى ،الى درجة يمكن القول معها ان العملية العسكرية الصهيونية وان بدات فى الشمال فهى ستتوجه للجنوب من خلال الاراضى الصهيونية التى تحيط بقطاع غزة .

كما يجب التركيز فى فهم ادارة المعركة على ان بدء المعارك البرية لا يعنى توقف القصف بالطيران والزوارق الا فى المناطق التى تجرى فيها العمليات البرية ،وان القصف سيتواصل فى المناطق الاخرى .

وما يهم الان هو كيف ستواجه المقاومة الفلسطينية هذا الاجتياح .وفى ذلك –وحتى يتضح الموقف على الارض –فان المقاومة لا شك وضعت خطة استراتيجية للمواجهة ،كما هى تدرك الاسلوب التكتيكى للمواجهة ،الذى هو فى الاغلب سيجرى وفق الاوضاع على الارض .

واذا كان من الطبيعى القول بان قوات المقاومة لن تقوم باعمال تعرضية للقوات الصهيونية المتقدمة فى المناطق الحالية –حيث الارض الخالية تصلح لاعمال الجيوش لا لاعمال المقاومة-فان من الطبيعى التاكيد على ان تكتيكات المواجهة ستضع فى اعتبارها الخبرات الفلسطينية فى مواجهة التوغلات الصهيونية خلال العدوان والاجتياح التى جرت خلال اجتياح المدن الفلسطينية حتى حصار مقر الرئيس الفلسطينى السابق ياسر عرفات فى الضفة ،كما لا شك ان المقاومة تضع نصب اعينها الخبرات التى حصلت عليها المقاومة الفلسطينية من حرب لبنان ،وكذا لاشك هى درست ما جاء فى تقرير فينوجراد عقب هذه الحرب ،بل هى لاشك درست ايضا ما جرى خلال الهجوم الامريكى على الفلوجة .

وبقدر من التفصيل ،فان تقدم القوات الصهيونية فى الاراض الفضاء حول المناطق السكنية او قرب اطراف المدن يعنى بالنسبة للمقاومة ان العدو اصبح اقرب على صعيد فى الهجمات الاستباقية والضربات المباغتة من عمليات متحركة تهاجم فى المناطق الاضعف للعدو .وان المقاومة لاشك تدرك الفارق بين عدم التعرض للعدو بحالة دفاع من مواقع ثابتة والهجوم على اطرافه فى مناطق محددة وبشكل مفاجىء ومباغت اما وفق الهجمات والانسحاب ،او وفق نمط العمليات الاستشهادية ضد الافراد .

وفى ذلك لاشك ان المقاومة تدرك ان قواعد الاشتباك فى تلك المرحلة تتطلب وبشكل حاسم ،عدم اعطاء القوات العدوة، اية فرصة لرصد المجموعات القتالية من خلال مواقع الاطلاق او الاشتباك.

 

ماذا يجرى الآن

الجارى حاليا هو اننا امام هجوم برى اولى تستهدف منه القوات الصهيونية ،اختبار قوة المقاومة ومدى ما لديها من وسائل قتالية او اننا امام هدف استطلاعى بالقوة المسلحة ،كما تستهدف منها ابعاد مجموعات المقاومة عن المواقع التى تطلق منها الصواريخ وتقليل مدى الصواريخ بعد ان وصلت الى مساحات بعيدة داخل الاراضى المحتلة عام 48 ،وكذا يمكن القول باننا امام اضعاف مباشر للمقاومة عن طريق القصف .

وفى الهدف الابعد فنحن امام تحرك لتقسيم مناطق القطاع وتجزاته على الارض ،من خلال وجود عسكرى مباشر ،وفى ذلك نجن امام بداية المعركة ولسنا امام المعركة ذاتها .القوات الصهيونية ستسعى خلال هذه المرحلة الى اختراق المساحات الخالية ،دون دخول واحتلال المدن ،وعلى الاغلب ستسعى القوات الصهيونية الى الوصول الى ساحة البحرخاصة جنوب غزة ،لتطويق المدينة .

اما المعركة فيمكن القول انها ستبدا ،خلال دخول القوات الصهيونية الى مدن قطاع غزة . وان ما سيجرى من قبل القوات البرية الصهيونية هو عمليات هجوم وتراجع وعمليات خاصة فى بعض المناطق لتشتيت الجهد كما كان الحال فى الحرب على لبنان حين جرت عمليات فى صور وبعبك لاختطاف بعض الافراد او للقيام بعمليات تخريب..الخ .