الرعب الصهيوني من صواريخ بقعة الزيت الحارقة
5 محرم 1430
الهيثم زعفان







[email protected]

لا نستصغر أسباب اشتعال المحارق المهلكة، فعود من الثقاب قد يكفى لهلاك مدينة كاملة إن نحن قذفناه في بركة زيتية داخل المدينة، ولنا أن نتخيل هذه البركة وهي محاطة بمفاعل نووي، وترسانة جرثومية، ومخازن كيماوية، وخزائن حرب تفجيرية.
إنها حقاً لمعينات حرق كافية لإبادة الشعب البائس الذي يعيش في أحضانها.
هكذا تصبو قذائف المقاومة الاسلامية الباسلة في غزة، وهي في طريقها إلى مواطن إهلاك العدو.
فبعد أيام من العدوان الغاشم على أطفال ونساء وشيوخ غزة، كانت المفاجأة التي أحدثت الصدمة والهلع في كل أركان الكيان الصهيوني، وذلك بعدما كسرت صواريخ المقاومة حاجز الأربعين كيلو متر في العمق الصهيوني وبدأت في الوصول لمواقع استراتيجية صهيونية.
إذن فصواريخ المقاومة الاسلامية ليست ألعاباً نارية كما يصورها بعض المرجفون والمثبطون العرب.
لقد بدأت حالة من الإرتباك والتخبط تجتاح قادة العدو الصهيوني نتيجة نجاح المقاومة في اختراق الرصد الجوي ومواصلتها إطلاق الصواريخ باتجاه المدن والمغتصبات الصهيونية، واتساع مدى هذه الصواريخ ليطال مدناً إستراتيجية.
فقد وصلت صواريخ المقاومة مدينة "بئر السبع" المحتلة. وقصفت  المقاومة لأول مرة مدينتي "كريات جات" و"كريات ملاخي" الصهيونيتين.
وتفاقم الموقف بالنسبة للصهيونيين باستخدام رجال المقاومة الإسلامية لصواريخ "جراد"، والتي تحدّد الهدف بدقة نسبية، مما يعني بحسابات الميدان، أنّ مليوني صهيوني  قد دخلوا تحت نيران هذه الصواريخ، ونيران ما تصطدم به من معينات الحرق والاشتعال بدءاً من مدينة "أوفيكم" جنوباً، وحتى أشدود شمالاً والتي تحتضن ميناءً استراتيجياً هاماً على الساحل الفلسطيني المحتل وتبعد 35 كيلومتراً عن غزة والتي  لم تمسها صواريخ المقاومة قبل أن يشن العدو حملته الجوية على غزة يوم السبت 27 ديسمبر 2008، والتي أيضاً ما زال الكثيرون من سكانها البالغ عددهم 230 ألف نسمة لا يصدقون أنهم الآن تحت النيران.
 هذا فضلاً عن "عسقلان" و"سديروت" الغارقتين في الذعر والهلع بحسب التقارير العبرية.

بعض مظاهر الهلع الصهيوني الجديد من صواريخ المقاومة كما هي واردة في وسائل الاعلام العبرية

1.    لأول مرة في العديد من مدن الكيان الصهيوني يطلق الكيان صافرات الانذار المتكررة والمشيرة إلى أقصى درجات التحذير، لتعطي السكان 30 ثانية للهرولة إلى المخابئ .
2.     مناشدة قيادات المدن للسكان بالانتباه لصافرات الانذار، وأخذ الحيطة والحذر والدخول الى الملاجئ والاماكن الآمنة في حالة سماع صوت صافرات الانذار.
3.    اكتظاظ المخابئ بالصهاينة فور انطلاق صافرات الانذار.
4.    تغير نمط حياة السكان وهلعهم الشديد من أية أصوات تفجيرية أو صافرات إنذار.
5.    في أحيان كثيرة مراكز التسوق مغلقة، والتواجد في الشوارع محدود.
6.    البلديات والمصالح الحكومية تعمل من خلال غرف محصنة أو في مخابئ تحت الأرض.
7.       صدور قرارات حكومية بتعطل الدراسة في مؤسسات التعليم في التجمعات السكنية بجنوب البلاد، بما في ذلك اشدود وكيريات غات وكيرات ملاخي والتجمعات السكنية المتاخمة لقطاع غزة.
8.    إعلان رئيس بلدية بئر السبع تعطيل التعليم بمدارس بئر السبع، وذلك بعد التشاور مع جهات أمنية والجبهة الداخلية ونائب وزير الأمن متان فلنائي.
9.     تعطل الدراسة في جامعة بن جوريون ببئر السبع، والكليات الاكاديمية في أشدود واشكلون إضافة إلى كلية سبير.
10.    إعلان اتحاد كرة القدم الصهيوني عن إلغاء جميع المباريات التي كان مقرراً إجراؤها في انحاء البلاد خلال نهاية هذا الاسبوع، في إطار الدرجة القطرية والدرجتين الأولى والثانية، وذلك بسبب الوضع الأمني الراهن.
11.     تقرر تأجيل مباريات كرة القدم للشبان والأطفال التي كان مقرراً أن تجري في ملاعب تبعد حتى 40 كيلومتراً عن قطاع غزة.
12.    نتيجة لصواريخ المقاومة فقد ارتفع عدد الصهاينة الذين توجهوا إلى العيادات والمراكز النفسية، لتلقى العلاج والحصول على الدعم النفسي اللازم، مع إعلان المنظمات والجمعيات النفسية الصهيونية لحالة الطوارئ لاستقبال الحالات النفسية المتزايدة جراء صواريخ المقاومة وصافرات الانذار المتتالية.
13.    قررت الإسعاف الصهيونية رفع حالة التأهب القصوى بين صفوفها، تحسباً لوقوع المزيد من القتلى والجرحى في أي قصف صاروخي فلسطيني.

إن ردود الأفعال الهلعية للكيان الصهيوني بعد عدة أيام من القذف المتواصل لغزة لهو دليل فشل لأهداف العملية العسكرية الصهيونية وذلك بموازين القدرات العسكرية وليس بموازين الحصاد البشري.
 كما أن صمود المقاومة وبسالتها وإرباك العدو ومباغتته بمدى صاروخي بعيد عن حساباته الاستخباراتية والعسكرية، رغم القيود والتضييقات التي يواجهها رجال المقاومة، يزيد من حجم الفزع لدى المواطن الصهيوني، ويجعله يتساءل عدة تساؤلات محيرة:

تساؤلات في ذهن صهيونيين مصابين بالهلع والرعب من صورايخ المقاومة

1)    ماذا لو لم تكن غزة محاصرة كل هذا الحصار؟
2)    ماذا لو لم يخدمنا الأعوان والعملاء كل هذه الخدمات؟
3)    المقاومة باغتتنا بمدى جديد لم يستخدم من قبل معنى ذلك أننا أمام احتمالين كلاهما مر ومرعب... فالأول أن لدى المقاومة مخزون من الصواريخ متباينة المدى، والسؤال هل المقاومة تملك صواريخ أبعد من أربعين كيلو؟ وإذا كان فمتى ستكشف عنها وتباغتنا بها لتقتل من تقتل؟. وأي المدن  والمواقع ستقع عليها؟ والاحتمال الآخر أن لدى المقاومة خبراء يطورون تلك الصواريخ واذا صح ذلك؛ فإلى أي مدى يمكن لهؤلاء الخبراء أن يصلوا؟.
4)    إذا صح الاحتمال الثاني وكانت المقاومة تطور الصواريخ فما الذي يضمن لنا كشعب صهيوني ألا تطور المقاومة من رؤوس تلك الصواريخ؛ فتأتينا محملة بما لا يمكن وضعه في الحسبان؟ فنهلك ونباد؟
5)    ماذا لو تحققت فعلاً فكرة بقعة الزيت التي يتبناها المقاومون ونجحت الصواريخ في الوصول لمفاعل ديمونة مثلاً ماذا نحن فاعلون؟
6)    إذا كانت هذه الصواريخ متواضعة الصنع قد نجحت في اختراق أجوائنا؛ فماذا لو تمكن هؤلاء المقاومون من أسلحة أحدث وصواريخ أدق؟
7)    ماذا لو حظيت المقاومة بدعم لوجستي من الدول الإسلامية؟ إنا لمغرقون في حمم بركانية يومئذ!.
8)    إذا كانت هذه الصواريخ قد أصابتنا بهذا الهلع الهستيري ودفعت بعضنا للذهاب إلى عيادات الأمراض النفسية، فماذا نحن فاعلون إن نحن التقينا وجهاً لوجه مع هؤلاء المقاومون الذين يقبلون على الموت بصورة ليس لها مثيل في العالم؟ إنا لمأكولون!.
9)    المقاومون نجحوا قبل أشهر قليلة في قتل مجموعة من أفراد الصاعقة الصهيونة من خيرة جنود الكيان الصهيوني في عملية فريدة لم يصب فيها مقاوم واحد بسوء، فماذا لو تمكن هؤلاء ممن لا يملكون قوة الصاعقة؟ وهل لهذا السبب يخشى الجيش على قواته البرية من الدخول في تلاحم بشري مع المقاومين الإسلاميين؟
10)     أين هي الرادارات الحديثة الدقيقة التي صدع بها الجيش مسامعنا بأنها ترصد تلك الصواريخ المتواضعة الصنع؟ هل كان قادة التسليح الصهيوني يكذبون علينا؟.
11)    من يكذب مرة يكذب مرات فهل لنا أن نتشكك إذن في نظم تسليحنا؟
12)    الصواريخ متواضعة الصنع قد كشفت غطاءتنا الدفاعية فماذا لو أمطرتنا الدول الاسلامية بدفعات متتالية من صواريخها الحديثة جداً والتي دفعت فيها مئات المليارات من الدولارات؟.
13)    ما الذي تخبأه لنا الأيام والليالي من رعب وهلع وخوف وفزع؟
14)    هل الأفضل أن نبقى هنا في هذه الدولة المرعبة أم الأفضل أن نخرج منها بسلام إلى مكان أكثر آماناً؟.

التساؤلات السابقة هي بعض مما يدور في خلد سكان الكيان الصهيوني أثناء هرعهم إلى المخابئ خوفاً من صواريخ المقاومة الاسلامية، وبعد خروجهم زحفاً على بطونهم ليشاهدوا الآثار التي خلفتها الصوريخ في بيوتهم وثكناتهم.