خطبة الجمعه
15 ذو الحجه 1429
د. محمد العبدة

خواطر في الدعوة

                                                 خطبة الجمعة

                                                                                                      د0محمد العبدة

 

كتبت أكثر من مرة عن هذا الموضوع لعلمي بالأهمية البالغة لهذا الشعيرة الأسبوعية التي يتجمع فيها المئات والألوف وكلهم آذان صاغية،فمتى يتوفر المحاضر أو متكلم هذا العدد و في كل أسبوع؟ استمعت قبل أسابيع إلى خطيب شاب، كانت الخطبة كلها تدور حول تأنيب المسلمين وتبكيتهم واتهامهم بالتقصير في أداء الواجبات أي أن التركيز كان على السلبيات هذا النوع من الخطاب، الذي يطبع الناس بطابع اليأس وكأنه يقول لا خير فيكم، ولا يتكلم عن الإيجابيات ولا يوحي لهم بنوع من الأمل هذا الخطاب سيقود شيئاً فشيئاً إلى عزلة هذا الخطيب عن الناس، ولا يؤدي إلى النتائج التي يظن أنه يتوخاها، ربما يعجب بعض الناس بمثل هذا الخطاب،لأنهم يميلون إلى الانتقاد،و يظنون أن هذا مما يحرض الناس على العمل0

لماذا لا يهتم الخطيب ببناء النفوس وتكوين الفرد والأسرة والكيان الإسلامي وتكوين الفرد علمياً وإيمانياً، وهذا طبعاً يحتاج إلى عناء كبير، وجهد في الخطب لدراسة كيف يبنى المجتمع الإسلامي الأول، وما هي البنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع اليوم، أي كيف يفكر الناس، وما هي تطلعاتهم، وما هي مشاكلهم و الموضوعات التي هم بحاجة إليها، استمعت في القريب أيضاً لخطيب كان ينتقل من موضوع إلى آخر و لا يركز على موضوع موحد يفيد المصلين، وخرجت وأنا أقول لأخي الذي كان معي: ماذا يريد هذا الشيخ؟ وما هي الرسالة التي يري إيصالها لهذا الجمع من المسلمين0

أظن أن هذا التنقل السريع إنما يدل على عدم تحضيره للخطبة،و هو يريد أن يتكلم لنصف ساعة أو أكثر فكيف يملأ هذا الفراغ؟

لا مانع في ذكر الأخطاء أو العيوب الموجود في مجتمعاتنا ولكنها تذكر ويذكر مقابلها ما هو الصحيح الذي يجب إتباعه، كما تذكر نماذج من أحوال المسلمين اليوم التي تدعو إلى التفاؤل والأمل0