أنت هنا

12 رمضان 1439
المسلم ــ متابعات

حذر خبراء في المجال الإنساني من أن اللاجئين الروهنجيا يعيشون في ظروف فقر مدقع، حيث تتفشى الأمراض المعدية وتستعد للانطلاق في أي وقت، كما أن مياه الشرب والصرف الصحي سيئة.

 

ومنذ أغسطس الماضي، فر نحو 700 ألف لاجئ من منازلهم في ولاية أراكان غربي ميانمار بعد أن أطلقت الحكومة البوذية عملية تطهير عرقي رداً على هجمات مزعومة من قبل مجموعات من الروهنجيا، ويعيش اللاجئون الآن في مخيمات مؤقتة في منطقة كوكس بازار في بنجلاديش انضموا إلى 200 ألف لاجئ فروا من موجات اضطهاد سابقة.

 

وفي مؤتمر علمي عقد في لندن نظمته منظمة "أطباء بلا حدود"، وصف سيدني وونج، المدير الطبي للمنظمة، محنة اللاجئين في كوكس بازار بأنها "محفوفة بالمخاطر"، والمنطقة معرضة للأعاصير، والوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي ولقاحات الأمراض التي يمكن الوقاية منها أصبح صعباً.

 

وبين سبتمبر وفبراير، شهدت مراكز العلاج التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود 4370 حالة من حالات الحصبة، وقامت بجولتين من حملات التلقيح الجماعي، بدعم من وزارة الصحة في بنجلاديش.

 

وبحلول نهاية فبراير، عالج طاقم منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 4600 حالة من حالات الخناق، وهي مرض شديد العدوى ومن المحتمل أن تكون له آثار مميتة تؤثر على الأنف والحلق.

 

ووجدت دراسة أجرتها اليونيسف أن ربع أطفال الروهنجيا يعانون من سوء التغذية.

 

وقال د. وونج: إن منظمة أطباء بلا حدود تعالج 300 امرأة تتراوح أعمارهن بين 9 سنوات و50 سنة، تعرضن للعنف الجنسي.

 

وأضاف: ومع ذلك، فإن العدد الحقيقي غير معروف، ونعتقد أن هذا ربما يكون مجرد قمة جبل الجليد.

 

من جانبها، قالت كيت وايت، مديرة الطوارئ الطبية في منظمة أطباء بلا حدود: إن مخيم الروهنجيا الضخم لم يكن مثل أي مخيم آخر للاجئين رأته على الإطلاق.

 

وأضافت: لا يوجد في المخيم تخطيط للمواقع، إنه مجرد عدد هائل من الأشخاص الذين استقروا في قطعة أرض خالية نسبياً في منطقة ريفية؛ لذا فهو يبدو كأنه حي فقير في منطقة ريفية.

 

وفي أكتوبر الماضي، أجرت منظمة أطباء بلا حدود دراسة استقصائية لأكثر من 2800 أسرة لمعرفة عدد الأشخاص الذين قُتلوا في الرحلة من ميانمار.
وقد قدّرت منظمة أطباء بلا حدود وفاة 9 آلاف شخص، معظمهم من الأطفال، 72% من الوفيات بسبب العنف.

 

وقال د. وونج: "كانت غالبية الوفيات بسبب الطلقات النارية، وسمعنا أيضاً تقارير مروعة عن أشخاص أحرقوا حتى الموت في منازلهم، ومن المرجح أن يكون عدد الوفيات المبلغ عنهم أقل من الواقع، ولا تغطي الدراسة الاستقصائية جميع مستوطنات اللاجئين في بنجلاديش، كما أنها لا تشمل العائلات التي لم تصلها عبر الحدود.

 

وقال د. وونج: إن المهنيين الطبيين "يتحملون مسؤولية الشهادة، وكشف وتوثيق المعاناة الإنسانية التي لا يمكن تصورها التي يواجهها الكثيرون في أوقات الأزمات".