20 ربيع الثاني 1429

السؤال

كيف يمكنني توعية طلابي عن المراهقة وخصائصها؟ وكذلك بعض التصرفات الخاطئة التي تحصل في هذه المرحلة كالثقافة الجنسية وغيرها؟ مشكورين مأجورين

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
نشكر لك ثقتك بالموقع ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والرشاد..
من الملاحظ أن كثيراً من الآباء والمعلمين يحدون حرجاً في التعامل مع المراهقين ومشكلاتهم، وخاصة فيما يتعلق بالأسئلة الفسيولوجية وما يتعلق بالنمو الجسمي وصفات المرحلة ويحاول البعض البعد عمداً عن الحديث أو الإجابة على بعض استفسارات المراهقين، مما يجعلهم عرضة لتلقي معلوماتهم عن المراهقة من خلال الأصدقاء أو النت أو بعض الإصدارات، وفي الغالب هي معلومات مخلوطة أو مغلوطة بمفاهيم لا تتناسب في أحيان كثيرة مع الفطرة السوية، لذا من الضروري وغالباً ما يكون واجباً على الآباء والمربين أني يفتحوا قنوات المصارحة والوضوح مع المراهقين والحديث معهم عن واقع حياتهم واستعراض مشكلاتهم، وذلك بطرائق مباشرة أو غير مباشرة، ويمكن ذلك عن طريق الفقه الإسلامي كأسباب الغسل أو مفاسد الصوم وهي مداخل عملية للحديث عن المراهقة ومظاهرها وبعض خصائصها، كما أنه من المهم تناول موضوعات المراهقة بالطرائق العلمية التي تتحدث عن النمو الجسمي في مرحلة معينة وبعض مظاهره، وعلى الأب أو المعلم أن لا يجد غضاضة في المصارحة بالألفاظ والإيماءات عن الحالات التي يتعرض لها الأبناء خلال هذه الفترة من العمر.
والمراهقة هي مرحلة نمو كباقي مراحل النمو النفسي والجسمي للأبناء (بنين وبنات) وتكمن خطورتها في الاضطراب النفسي والفكري خلالها، والحكمة تقتضي من المهتمين بذلك التعامل مع المراهقين بوعي لصفاتهم وإدراك لخصائصهم وتفهم للمرحلة التي يعيشونها، كما أن الحديث عن التصرفات الناتجة عن هذه المرحلة سواء الجنسية منها أو الفكرية يتم التعامل معها بوضوح وصراحة وعدم التحرج منها، لأننا إن لم نقم بهذا الدور فسوف نترك المراهقين لغير المختصين أو أصحاب الاتجاهات السلبية فيكون الأثر أخطر، وعلى المعلم بشكل خاص أن يكون لبقاً فطناً في توجيه المراهقين واستنفار طاقاتهم وحيويتهم والتقرب إلى قلوبهم وعقولهم وجذب انتباههم ونيل احترامهم ليثقوا به وليتعلموا منه الصواب.
والله الموفق..
للاستزادة من مادة سابقة نشرت في الموقع:
http://www.almoslim.net/node/82748