2 جمادى الثانية 1426

السؤال

السلام عليكم وبعد، أشكر لكم إتاحة الفرصة لي ولعامة المسلمين لطرح تساؤلاتهم وشكاويهم، ولكي لا أطيل أعرض ما لدي: لي أخ يبلغ من العمر 13 سنة، ولديه جهاز حاسب غير خاص، وبدأ في الآونة الأخيرة باستخدام الإنترنت وصدفة ومن غير قصد أردتُ أن أفتح الجهاز فوجدت أن في صفحة الإنترنت عنوان موقع إباحي رغم أن الطريقة التي كتب بها عنوان الموقع كانت بدائية مما يدل على أنه مبتدئ بهذا الموضوع، علماً أن البيت _ولله الحمد_ بيت محافظ لا توجد فيه ملهيات، فهل أفاتحه بالموضوع أم ماذا أفعل؟ ولكم جزيل شكري وامتناني.

أجاب عنها:
جمّاز الجمّاز

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد: الواجب عليك مناقشة أخيك الأصغر في هذه المشكلة، وليس لك ترك محاورته لأي سبب من الأسباب؛ لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الأمر، واسترسال الأخ في مثل هذه الأمور. وليكن حوارك معه بالحكمة والموعظة الحسنة، فبيِّن له مثلاً أن استخدام الشبكة العالمية (الإنترنت) ليس للتسلية، وإنما للتزود من المعلومات والخبرات العلمية، ومعرفة أخبار العالم والمسلمين. ووضِّح له أن هذه المواقع الإلكترونية أول من أنشأها هم الكفار، ومهما أرادوا بها فقد أرادوا بها تشويه الإسلام وضربه وإفساد المسلمين وإخراجهم من دينهم، واذكر له بعض الأمثلة لبعض المواقع الفاسدة المفسدة، ومنها المواقع الإباحية. ثم اجتهد في إقناعه بفسادها وضلالها، وعاقبتها الوخيمة، وأنها توقع الإنسان من حيث لا يشعر في الرذيلة، وتصدّه بذلك عن الفضيلة، علاوة على ذلك تجعله عبداً لها، فيمكث طوال نهاره وليله أمامها لا يردّه عن ذلك إلا النوم، بل يتسبب في بعض الأحيان إلى ترك الدراسة أو الوظيفة، والبحث عن مزاولة الفاحشة، وبيّن له أنه وُجِد بعض الشباب قد أصابه المرض من جراء ذلك، لا يعلم أحد السبب الحقيقي في ذلك، منهم من يقول: إن السبب جن، ومنهم من يقول: إنه عين، ومنهم من يقول: إنه بسبب العشق أو الغرام الذي سبّبه مشاهدة المواقع الضالة المضلة، وحقيقة الأمر، مهما كان السبب إنها عقوبة مُعجِّلة في الدنيا قبل الآخرة، وقد تكون عظة وتوقظة، وقد تكون تمحيصاً وتطهيراً. ثم اختم حديثك معه، وقل له: ألا تتفق معي أن الواجب إغلاقها وعدم الدخول إليها، وإذا كنت لا تستطيع ذلك فاترك الشبكة كلها. قل له: إن الشبكة (الإنترنت) أفقدت كثيراً من الشباب عقولهم، في بعض المواقع الفاسدة، هل تتصور أنها ذهبت بالعفة والشرف والمروءة؟ هل تعلم أنها سَلَختْ بعض الشباب من دينهم؟ هل تعلم أنها أفقدت أهل الفضل فضلهم؟ وهكذا، كرّرْ له فساد مثل هذه المواقع وضررها وآثارها الفجّة، اذكر له حال إخوانه وأخواته وعامة أهل البيت، وما هم عليه من خير وصلاح، أو حتى ذكّره بالأسرة والأعمام والأخوال، وما هم عليه من سيرة طيبة، وسمعة حسنة، وأنك تسيء إلى أهل البيت أو الأسرة، حينما يُذكر عنك كذا وكذا، هل ترضى بذلك؟ هل سيسكت عنك والدي، والدتي، عمي، خالي، فلان؟ وبعد هذا أيها الأخ الكريم: إن كان فيه استجابة فالحمد لله، وعليك متابعته، ومعرفة سلوكه بدون أن يشعر بأنك تراقبه، وهكذا، لا تتركه مدة طويلة، وإن لم يكن فيه قناعة ولا استجابة قوية، فدونك هي، الشبكة الإلكترونية العالمية (الإنترنت) امنعها من البيت منعاً باتاً، حتى تحافظ على سلامة من في البيت من الإخوان والأخوات. ومن أرادها لحاجة صحيحة، فيستطيع قضاءها من أي مكان فيه الشبكة العالمية (الإنترنت) والخير كل الخير، تجده في الكتب والأشرطة ومجالس الصالحين والعلماء، وليس العلم ولا المعرفة وقفاً على الشبكة (الإنترنت). وهنا ألفت نظرك إلى شيء مهم: ما هو السبب الذي جعل أخاك يفعل ما ذكرت؟ إن كان هو الفراغ، فاحرص على ملء فراغه، وتوجيهه إلى كل ما يفيده وينفعه، اجتهد أن يصحب أناساً أخياراً في سنّه. وأين أنت من نفسك وبقية أهل البيت، حصِّن نفسك وأهلك من ذلك. واللهَ أسأل لك التوفيق والسداد، ولأخيك ولأهل بيتك الهداية والصلاح، وأن يهيئ لكم من أمركم رشداً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.