30 عاماً من "منار السبيل" مع الشيخ ناصر العمر
25 رجب 1437
مجلة البيان

منذ عام 1407هـ وحتى ليلة الـ25 من شهر رجب 1437هـ، والشيخ ناصر بن سليمان العمر يقدم درسه الأسبوعي في كتاب "منار السبيل" متنقلاً بين عدد من مساجد الرياض آخرها مسجد خالد بن الوليد بحي الروضة بمدينة الرياض.

 

 

 

30 عاماً ظل فيها الشيخ ناصر العمر يقدم لطلابه شرح كتاب "منار السبيل" في دروس فقهية تجاوزت لتصل إلى تقديم النصح والإرشاد والرسائل التربوية والاجتماعية والتعليق على قضايا الساعة وإبداء الرأي والمشورة للمشكلات الطارئة.

 

 

 

وعرف عن الشيخ ناصر العمر حرصه الشديد على استمرار هذا الدرس الأسبوعي الذي كان يحضره الطلاب من كل مناطق الرياض، وتنقل بين أكثر من مسجد حتى استقر به المقام في مسجد خالد بن الوليد بحي الروضة، وهو المكان الذي تم اختتام هذه السلسلة المباركة من الدرس الإسبوعي الذي امتد طوال 30 عاماً ولم يكن يتوقف سوى قبل الامتحانات وفي الاجازات الرسمية للطلاب.

 

 

 

وقد أقيم مساء الأحد، في مسجد خالد بن الوليد، حفل اختتام سلسلة "منار السبيل" بحضور المستشار بالديوان الملكي، وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد.

 

 

 

واستعرض خلال الحفل مسيرة الدرس الذي امتد 30 عاماً تنقل فيه الشيخ العمر عبر عدد من المساجد والجوامع بمدينة الرياض.

 

 

وكشف الشيخ العمر في فيلم توثيقي، عُرض في الحفل، عن عدد كبير من طلبة العلم انتظموا الثلاثين عاماً في حضور الدرس الفقهي الذي اتخذ من مغرب كل يوم أحد موعداً ثابتاً، لا يتوقف سوى قبل الامتحانات وفي الإجازات الرسمية للطلاب.

 

 

 

كما كشف عن توثيق قديم للدروس من خلال أشرطة الكاسيت، إلا أنها اختفت رغم البحث عنها، ليجدوها بعد ذلك لدى أحد طلبة العلم الذي أفاد أنه عثر عليها في الحراج تباع، وبالعثور عليها تكتمل منظومة تسجيل الدروس طوال الـ 30 عاماً، سواء بالتسجيل الصوتي قديماً، أو بالتوثيق المرئي الذي بدأ منذ عام 1428 هـ.

 

 

 

وقال العمر: "كان معدل الحضور في الدرس الذي بدأ في العام 1407هـ، يتجاوز الـ1000 شخص في كل درس، وبعد تطور التقنية وانتقلنا للبث المباشر، صار المتابعون بالآلاف واستفاد منه داخل المملكة وخارجها".

وأضاف خلال حديث الذكريات: "كانت المحاضرات تسجل وتحفظ لدينا بطريقة تقليدية، وحدث أن فقدناها ولم نجدها حتى دلنا أحد الإخوان أنها معروضة في حراج "بن قاسم"، فذهبنا لشرائها وكانت المفاجأة أنَّها كاملة وغير منقوصة".

 

 

 

وقال قارئ المتن فهد العيبان منذ 30 عامًا، إنَّه بدأ بالقراءة للشيخ شابًا صغيرًا ليس في وجهه "شعر"، واليوم يتركه وقد غزا الشيب وجهه، مبينًا أنَّه لا ينسى وصية الشيخ ابن جبرين رحمه الله لطلابه بحضور درس الشيخ العمر.

وأضاف أنه لا ينسى موقف "العمر" عندما علم أن إحدى الصحف استهزأت بالقرآن الكريم، فبكى وقتها وتأثر تأثرًا شديدًا لم يستطع معها إكمال الدرس، مضيفًا أنه طوال 30 عامًا لم يأتِ إلينا أحد من جماعة المسجد أو الجيران يشتكون من طوابير السيارات في الخارج تقديرًا للعلم المقدم.

 

 

 

وأوضح فهد الضويحي الذي واظب على الدرس طوال 24 عامًا أنَّ الشيخ نجح بالإرادة الصلبة وبفريق عمل متميز أن يقدم هذا العلم طوال هذه المدة بكفاءة كان الشيخ العمر فيه صوت صدق ووضوح ومنهج وسط، تعلمنا منه الحماسة المنضبطة للدين وأهله.

وقدم "الضويحي" مقترحًا بتقديم تجارب العلماء الأجلاء مثل الشيخ ناصر العمر وأمثاله في شكل دورات تدريبية يتم من خلالها إعداد قيادات الصف الثاني ليكون المنهج متميزًا والنجاحات أكبر تدعمها الخبرة المصقولة والرؤية الثاقبة، وتنفيذ الفكرة اليسيرة عبر الالتزام بها.

 

 

وقد أشاد الكثير من الطلاب الذين حضروا درس الشيخ العمر، وأكدوا أنه امتاز بالتطرق للأمور التربوية والسلوكية والاجتماعية وغيرها مما جعل المدة طويلة.

 

 

 

ومن الجدير ذكره هنا أن قارئ المتن للدرس الأسبوعي طوال الثلاثين عام، وهو الشيخ فهد العيبان لم يتخلف عن الدرس حتى حين وفاة والده، كدليل على حرصه الشديد على مرافقه الشيخ ناصر في قراءة متن الكتاب أثناء الدرس.

 

 

المصدر/ مجلة البيان