#صديقتي
2 ذو القعدة 1435
ريم سعيد آل عاطف

تحت هذا الوسم كنت قد كتبت عدة تغريدات كرسائل وجهتها _مع الود الصادق_لكل أنثى تقرأ لي, وما حملته تلك العبارات من بعض نصح لا يعني أنني بلغت مرتبة الفهم والحكمة أو العلم والخبرة التي ترفعني فوق غيري أو تضفي علي رداء الصلاح وكمال العقل والخلق, ولكن الأمر لا يعدو أن يكون بوح إشفاق وحبا لمن ترجو أن يتجنب عثرتك ويسابق خطوتك.

 

صديقتي: ما أكثر نعم الله علينا.. والنعم تحتاج تقييداً وحفظاً, وما أخطر النقم وإقبال الفتن والمحن.. وتقتضي درءاً ودفعاً, وما أعظم حقوق إخوتنا المضطهدين.. وتستوجب أداءً وعوناً, وما أثقلنا بالخطايا والسيئات وأحوجنا للطاعات والحسنات! و? عمل صالح يحقق كل ذلك مثل البذل والصدقة ونصرة المسلمين والذود عن أرواحهم وإغاثتهم, لذا فأي كان ما تملكين من مال قل أو كثر سارعي, بادري, وجاهدي ببعضه في سبيل الله، فلأنت أحوج للإنفاق من أصحاب البلاء والحاجات.

 

صديقتي: رسالتك وحياتك أعظم من أن تتمحور حول تلفاز وأسواق وثرثرة! احذري فراغ الروح وسطحية الفكر, وارتقي باهتماماتك ورتبي أولوياتك, وحلقي إلى قمم القيم والمعرفة، فكلما سمت الطموحات ونبلت الأمنيات تهذبت الروح وحثت الخطى إلى مراتب العلا.

 

صديقتي: راقبي خفقات فؤادك، وصوني مشاعرك ما أمكنك, لا تسلمي قلبك لغريب! إن كان وحشاً مجرماً: ابتزك، فضحك، حطمك! وإن كان رجلاً عادياً استغلك, مل منك, تركك! وفي الحالتين لا خاسر سواك.
صديقتي: ارتفاع قيمة ما ترتدين أو تمتلكين لن يرفع من قيمتك! وانكشاف لباسك عن المزيد من جسدك لن يكشف إلا عقدة نقصك! تزيني، تأنقي، تألقي ولكن باعتدال وذوق وحياء, وجملي داخلك فثمة قيمتك الحقيقية.

 

صديقتي: تتذمرين وتشتكين الملل والضيق مع كثرة خروجك وسفرك وتوفر الكثير من وسائل الترفيه والتسلية والتواصل, إذن فاسألي نفسك: هل يخلو يومك من شيء من القرآن -مهما كان يسيرا- والأذكار والاستغفار, بين ثنايا جوابك يكمن السر فتأملي السبب وتداركي العلاج! صديقتي: لا تكوني كمستجير من الرمضاء بالنار, وليدفعك وقوع الظلم عليك من المجتمع أو الأهل أو الزوج لمزيد من فهم دينك وحقوقك الشرعية, لا اعتناق هرطقات التحرير والإفساد التي لو كانت ستنقذ أحداً لأنقذت نساء الغرب وخلصتهن من جرائم القتل والضرب والاغتصاب واستغلالهن والمتاجرة بهن!

 

صديقتي: اجعلي لك مع ربك خبيئة من صدقة أو عمل صالح, ثم تعاوني أيضا مع من تحبين «أخوات, صديقات, زوج» في عمل خيري شهري أو سنوي: كفالة يتيم أو إعالة أسرة أو تكفل بحلقة تحفيظ, أو غير ذلك من المشاركة في أبواب التطوع والبر والإحسان, ستجدين أثر ذلك -بفضل الله- أجراً, وحفظاً للأواصر والعلاقات, ومحفزاً لاستمرار مثل ذلك العطاء.

 

صديقتي: إن رأيت أحدهم يشتم بنات بلده وينتقصهن ويجرح كرامتهن، ويجعل منهن موضعاً للتندر والمذمة, ومن غيرهن محطاً للإعجاب والثناء والمبالغة في نشر المزايا، فكافئيه بتجاهله وأمثاله وعدم احترامهم مع تمسكك بمبادئك وثقتك في تميزك! والإعراض عن تداول مثل تلك الدناءات, فمن لا يعرف قدر أمه وأخته ونساء بلده لا يستحق تقديرا ولا التفاتا له.

 

صديقتي: أيها القلب الحزين, أيتها الروح المتعبة, أيتها العين الدامعة: أشرعي أبوابك وبثي آلامك وآمالك, فالملك سبحانه قريب مجيب يفرج ويرحم ويكرم! الجئي إليه, وتوكلي واعتمدي عليه، فعنده الخير كله وعنده العوض الجميل.

[email protected]

 

المصدر/ العرب القطرية