د.نورة العمر: يجب الموازنة بين التصدي والبناء في قضايا المرأة .. نسعى لتقديم رؤية استراتيجية لعمل المرأة
4 شعبان 1435
محمد لافي

أكدت مدير عام الإدارة النسائية والمتحدثة الرسمية بمركز "باحثات" الدكتورة نورة العمر على ضرورة السير في خطين متوازيين فيما يتعلق بقضايا المرأة هما البناء والتصدي,  مشيرة إلى دور المصلحين والمصلحات في الوقوف أمام السيل الجارف من مخططات العدو. داعية إلى التكاتف والتعاون على رفعة وحفظ هذا البلد من كل الأيادي العابثة.

 

وأشارت في حوار مع "المسلم" بعيد انتهاء فعاليات ملتقى المرأة السعودية ما لها وما عليها الذي نظمه مركز باحثات بمذينة الرياض مؤخراً بمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين إلى النجاح الذي تم تحقيقه في سبيل تعزيز فكرة عمل المرأة عن بعد والدفع بها إلى الأمام,  مسلطة الضوء على مشروع (رؤية استراتيجية حول عمل المرأة والذي يعتزم المركز إطلاقه بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.

 

وهذا نص الحوار:

 

بداية , ما هو تقييمكم للملتقى بشكل عام؟ وهل تعتقدون أنكم تناولتم موضوع وعي المرأة بحقوقها بشكل كاف على ضوء ما طرح في هذا الملتقى والملتقى الأول؟

 

إذا أردنا أن نقيّم الملتقى في ضوء الأهداف المحددة، فقد تحقق جزء كبير منها ولله الحمد، وإن كنا نطمح للمزيد.
أما بخصوص حقوق المرأة لا يكفي تناولها عن طريق الملتقيات فقط، ولدينا سلسلة من الكتيبات في ذلك، بالإضافة لوثيقة حقوق المرأة الصادرة عن المركز، لكن الملتقيات طريق من الطرق الموصلة للوعي بالحقوق والواجبات، والنية موجودة للتنظيم للملتقى الثالث _بإذن الله_.

 

هناك حقوق متعددة للمرأة, كالحقوق التعليمية، والصحية، والمدنية, هل سيتم تناولها في ملتقيات قادمة؟

 

الحقوق التعليمة والصحية تم تناولهما ضمن فعاليات الملتقى الثاني؛ عبر ورش العمل المصاحبة للملتقى.كما طرحت أوراق عمل بذلك، منها: مفاهيم حول المرأة العاملة، وتقييم  اللوائح الحكومية والأهلية، الخاصة بالمرأة العاملة في المنشآت سواء (الصحية - التجارية – التعليمية)، وخصوصية المرأة فيها, كما تم عرض  ونقد لحقوق المرأة المتقاعدة في نظامي وزارة الخدمة المدنية، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية, ومازال هنالك مجالات تحتاج لمزيدٍ الطرح، والتفصيل، وسيكون لها نصيبها مستقبلا _إن شاء الله_.

تعتقدون أن ثمة تقصيرًا في بناء المؤسسات النسوية المعنية بالبناء التربوي، والعقدي، والخيري يقابلها اهتمام متزايد بتتبع السيداو، ومخططات التغريب ـ على ضرورته ـ بحيث يختل التوازن نوعا ما في هذا السبيل بين هدم المخططات، وبناء الاستراتيجيات المواجهة؟

بداية أنبه إلى الدقة في استخدام المصطلحات، فمؤسساتنا نسائية وليست نسوية، ويراجع البعد الجغرافي والتاريخي للنسوية، وبالنسبة لسؤالكم فوجيه؛ لابد من السير في خطين متوازيين في البناء والتصدي، وفي هذا الزمان انتهت مرحلة العمل في كل المجالات، فلا بد من التخصص في مؤسسات المجتمع، وإن كان المركز عندنا يركز في مشاريع التصدي، فإنه لم يغفل مشاريع البناء، وهناك شراكة مع مؤسسات وجمعيات ومراكز تعنى بالبناء، وإن كان المتأمل في الواقع يجد نقصا شديدا في المسارين البناء والتصدي.

 

حينما تخرج نتائج من مؤتمر ما؛ فإن السؤال البديهي الذي يتبادر إلى الذهن: هل منظموه جاهزين لتفعيل ما ورد فيه، ومتابعة ذلك أم لا؟

 

الدور الرئيس الموكل للمراكز البحثية وما يشابهه من جهات؛ هو التوعية وليس الإلزام بالتنفيذ, بحيث يبقى الدور التالي على كل من الأفراد، والمؤسسات، وصاحب القرار للاستفادة مما تم طرحه كل في مجاله, ورغم ذلك فإن هناك لجان تتابع تطبيق التوصيات وتسهل للجهات الإفادة مما تم طرحه.

 

-و كيف ترون حال النتائج بعد أسابيع من صدور هذه التوصيات؟

 

نحن في هذا الملتقى وما سبقه نتحدث عن توعية، و أنظمة, والنتائج تحتاج إلى دراسات لرصدها ومعرفة أثرها, لكن الذي يتأمل في عدد الاتصالات، والرسائل الواردة للمركز يرى خطًا إيجابيا يسير في المجتمع.

هناك معضلة تواجه المصلحين والمصلحات، أن نخبتهم ربما تقرأ المخططات لكنها تقف عند حد الرصد، ومحاولة التوعية، لكن خصومهم يظلون يحققون قفزات.. فكيف يوقفون ذلك عمليًا؟

 

ربما لا أتفق معكم في هذا الحكم بإطلاقه؛ فهناك جهود متناثرة من مؤسسات، ومراكز، لكنها فعلا لازالت دون المأمول، والطرق العملية تكون ببناء مشاريع تتسق مع الجهات المذكورة كل في مجاله؛ ليتسنى لها توعية المجتمع، وتثقيفه حيال المستجدات في قضايا المرأة، ثم ليس من مسؤوليتنا إيقاف السيل الجارف من مخططات العدو، المسؤولية للمصلحين والمصلحات عمل مشاريع بناء وتصدي، والحرص على الخطط الاستراتيجية.

 

قدمت من خلال الملتقى عدة ورقات عن عمل المرأة من منزلها، والعمل عن بعد؛ إلى أي مدى ترون أنكم دفعتم بهذا التوجه إلى الأمام؟
هذا الهم المجتمعي لقي _ولله الحمد_ سماعا من وزارة العمل، ولا يخفى عليكم ما أقر حديثا عمل المرأة عن بعد، ولعلنا نرى التطبيق في الأيام المقبلة.

 

أعلن الدكتور فؤاد العبد الكريم – مدير مركز باحثات- عن إطلاق مشروع (رؤية استراتيجية حول عمل المرأة) هلا وضحتم لنا معالم هذه الرؤية؟

 

أبرز مراحل هذا المشروع تشكلت في أربعة مراحل أساسية؛ المرحلة الأولى: الإطار الشرعي، ويتضمن  إطارين، إطار نظري وإطار واقعي، بحيث يُبنى عليه تصور شرعي دقيق من واقع عمل المرأة في العصور الثلاثة: العصر النبوي، والعصر الأموي، و العصر العباسي، ويقارن واقع العصور الأولى بالواقع الحالي لعمل المرأة؛ فتدرس كافة الجوانب الاقتصادية في العصور الثلاثة، ثم تقارن بالعصر الحديث؛ بحيث إذا عُقد أو بُني التصور الشرعي يكون مبنيًا بشكل دقيق على كافة هذه الجوانب: الاقتصادية/ الاجتماعية/ الآثار المترتبة.

 

و الآثار الاقتصادية والاجتماعية تقارن أيضا بما يترتب عليه في العصر الحالي، و هذا عبارة عن المرحلة الأولى والمرحلة الثانية،

 

أما فيما يختص بالمرحلة الثالثة، فهي تُشكل حقيقة؛ عبر دراسة استشرافية لعمل المرأة وفقا للمعطيات الحالية، كما تُعبر عن انعكاس عمل المرأة في المستقبل، وما هي الآثار المترتبة لاحقًا؛ فإن كنا سنوظف المرأة بنفس الوتيرة الحالية، وفقًا لهذا التصور، فهذا لابد أن يبُنى عليه المرحلة الثالثة من جهة وضع حل واستراتيجية عمل المرأة، ويؤخذ في عين الاعتبار الإطار الشرعي، والواقع الاجتماعي، والآثار الاقتصادية، بالإضافة إلى ما قد يظهر في المستقبل، وبناء على ذلك تُطرح وثيقة استراتيجية عمل المرأة.

 

هذه الاستراتيجية في الحقيقة تُشكل الخطوة الأولى نحو طرح برنامج عملي، بحيث تُعقد عليه الشراكات مع كافة الجهات المستفيدة، هذه الحقيقة أحببت أن تكون لمحة سريعة عن مراحل المشروع، والتأكيد على بعض النقاط الأساسية.

 

في رأيكم ما هي أهم توصية خرج بها الملتقى، والتي ترون أنها باتت ملحة؟ 

 

جميع التوصيات مهمة وقد تمخضت عن نتائج أوراق العمل والأبحاث المقدمة، وإن كانت التوصية الثانية، وهي: إنشاء هيئة وطنية تعني بحقوق وواجبات المرأة العاملة، ومراجعة الأنظمة وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، وتمثيل المرأة أمام الجهات المختصة باتت ملحة للمشاكل التي تواجه النساء في هذا العصر، ويتبعها كذلك التوصية الرابعة، وهي: تشكيل لجنة عليا ممثلة للجهات ذات العلاقة؛ لحل مشكلات المعلمات اللاتي يعملن خارج مقر إقامتهن.

 

وأخيرا لابد من التكاتف والتعاون على رفعة وحفظ هذا البلد من كل الأيادي العابثة،  وتحقيق التوصية الثامنة عشر، وهي: قيام وسائل الإعلام، والنخب الاجتماعية بنشر هذه التوصيات والعمل على تفعيلها .

 

هل تم الترتيب للمؤتمر الثالث, وما هو موضوعه؟

 

يجري الآن تحليل مخرجات الملتقى الثاني, والحديث عن الملتقى الثالث سيكون في وقته _إن شاء الله_.

جزاكم الله خيراً