البيان الذي لم يصدر عن جبهة الإنقاذ!
18 ربيع الأول 1434
أحمد غانم

الذي لا تفهمه جبهة الإنقاذ أنه لو كان مرسي ديكتاتورا حقيقيا لكان العنف في الشارع الآن هو طوق النجاة له..الذي يقرأ تاريخ الديكتاتوريات وكيف تخلصت من المعارضة يعرف أن إلصاق صفة العنف بالمعارض كفيلة بجعل الشعب يفقد تعاطفه مع المعارض ويطلق يد الحاكم ليسجن ويبطش بالمعارضين برضا وبموافقة من الشعب...

 
التاريخ يقول أن عبدالناصر لم يستطع كسر شوكة الإخوان إلا بعد أن ربطهم بالعنف في حادتة المنشية والتنظيم السري...وجديثا حاول مبارك أن يفعلها أيضا عندما كان يرسل لنا "مخبرين" في التحرير يحرضوننا على اقتحام ماسبيرو فكنا نطردهم من الميدان ونهتف "سلمية سلمية" للتشويش على هتافات العنف... ولهذا تعاطف الشعب المصري مع مجموعة مسالمة في ميدان التحرير لم تطلق رصاصة ولم تقتحم حتى مجمع التحرير الذي كنا نبيت في رحابه.
 

إن تبرير الخطاب السياسي لجبهة الإنقاذ للعنف واعتباره "رد فعل طبيعي" لما يسمونه بديكتاتورية الرئيس وتحميل مرسي مسئولية العنف يفقد الجبهة أهم شئ تحتاجه المعارضة وهو التعاطف الشعبي الذي هو رصيد أي معارضة لا تملك حكومة ولا رئاسة ولا برلمان..وإذا فقدت جبهة الإنقاذ التعاطف الشعبي فماذا تملك ومن تمثل وباسم من تتكلم إذا وبإذن من تطالب؟
 

أعتقد أن الرئيس مرسي وجماعته هم المستفيد الأول من مشاهد العنف التى يشاهدها المواطن في بيته لأنها تربط المعارضة بالعنف في ذهن المواطن الذي يتشوق للإستقرار ولو على حساب بعض الحريات.
 

دعك من ثوار "التوك شوز" واسأل أي مواطن بسيط عن رأيه في الحل فسيقول: "إعلان الأحكام العرفية والطوارئ وإعطاء الرئيس صلاحيات مطلقة" وربما يتمادى في طلبه ليطالب باعتقال "المعارضين"!.
 

ولهذا فلو كنت عضوا في جبهة الإنقاد لعرفت أن العنف يضرني لا ينفعني ولأصدرت بيانا أقول فيه: "على الرغم من خلافنا الحاد مع الرئيس إلا أننا نحن والرئيس والحكومة والشعب المصري في صف واحد ضد العنف والمخربين ومشاكلنا السياسية لن نحلها بالعنف لأننا نعلى مصلحة الوطن على مصالحنا السياسية"..
 

تخيل ماذا سيكون مدي تعاطف الشعب على بيان وطني مثل ذلك البيان الذي لم يصدر عن جبهة الإنقاذ.