الدراما الرافضية.. أنتركها تحتكر اسم الإسلام؟!
6 ذو الحجه 1430
منذر الأسعد

في شهر رمضان الماضي، بثت قناة المنار اللبنانية التي يمتلكها حسن نصر الله وحزبه الذي يفخر بأنه تابع للولي الفقيه في قم، بثت مسلسلاً بعنوان"يوسف الصديق عليه السلام"، وقد حظي بمتابعة جماهيرية غير قليلة وبخاصة لدى النساء والشباب.

 

ولقد تريثتُ أكثر من شهرين قبل الكتابة عن هذا المسلسل، لكي أرصد ردود الأفعال عليه في وسائل الاتصال الإسلامية المتنوعة، فكانت قليلة العدد، وسطحية المحتوى، بالرغم من أن المتابع المتأني يدرك خطورة الأعمال الفنية الإيرانية، وبخاصة تلك التي تعرض مواد دينية وتحديداً التي تقدم سيرة الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، أو شخصيات من آل بيت النبوة...

 

إنها في رأيي المتواضع أشد خطورة من القنوات الرافضية التي تكاثرت تكاثر الفطر في أرض سبخة، فأصبح عديدها فوق ثلاثين قناة، تنشر الأباطيل عن القرآن الكريم وعن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وعن آل بيته الكرام، وتبث الكذب الحاقد على الصحابة الأفاضل وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم، وغير ذلك من الطوام التي يتعذر حصرها.

 

وحق للقارئ الكريم أن يندهش من ادعائي أن تلك القنوات بمباذلها المستمرة ومصائبها الجمة أقل شراًّ من الأعمال الدرامية المحرّفة.لكنني لا أقصد التهوين من ويلات فضائيات الرفض المباشر والصريح، بل أعني أنها مفضوحة وأن مزاعمها الباطلة تستفز حتى العوام الذين ليس لديهم رصيد من العلم الشرعي والاطلاع التاريخي.فما يرد فيها من مفتريات يصطدم بالمعلوم للناس بالضرورة من دين الإسلام، فكل مسلم يتلو كتاب ربه لن يصدق وقاحة الرافضة الذين يكفّرون خير البشر بعد الأنبياء، وهم الصحابة الذين زكّاهم رب العالمين في محكم التنزيل.

 

أما الأفلام والمسلسلات فهي عدو صامت، لأنها تتسلل كالفيروس الخبيث بطريقة غير مباشرة، وتدس السم في العسل بأسلوب ماكر، وتتعمد إخفاء الاستفزاز الجلي وتأتي به موارباً وماكراً.فالشخصيات التي تتناولها الأعمال المشار إليها شخصيات تحظى بتقدير المسلمين الكبير، والقوم ماهرون في تقيتهم، يساعدهم في تنفيذ خططهم السيئة أن الأعمال الفنية العربية تُعنى بالشخصيات التافهة –في الأغلب والنادر لا حكم له-مثل المطربين والمطربات ولاعبي الكرة...وإذا اهتمت بشخصية محترمة تقدمها بصورة فجة وغير صحيحة (الفاتح البطل محمد بن القاسم الثقفي مثلاً قدمه مسلسل عربي بائس في هيئة عاشق مشغول بابنة ملك الأفغان وليس بالفتح والجهاد....).كما أن الإنتاج الإيراني يمتاز عن السائد عربياً بعدم السماح للممثلات بالظهور إلا محجبات –بالرغم من كشف الوجه والكفين في حين تظهر الفنانات العربيات بملابس تكشف أكثر مما تستر بل يستحيل أن ترتديها مسلمة أمام محارمها-.

 

وبما أن مسلسل يوسف عليه السلام هو الذي حفزني على الكتابة عن هذه القضية المهمة التي لا يهتم بها إلا قلة القلة، فسوف أقدم الشاهد على الضرر الكبير الذي تمثله الأعمال الفنية التي ينتجها الرافضة.

 

السيئة الأولى إظهار شخصيتي النبيين الكريمين يعقوب ويوسف عليهما السلام، وهو من المُجْمَع على تحريمه بين علماء المسلمين المعاصرين كافة.فهل تكون هذه الخطوة الخبيثة مقدمة تمهد لإظهار نبينا الكريم من خلال ممثل(.....) كائناً من كان؟
من يعرف الجماعة حق المعرفة يكاد يجيب بالإيجاب منذ الآن!!

 

ودس الفجرة الكفرة في المسلسل كذباً بواحاً على يعقوب الذي جعلوه يبشر بولاية علي بن أبي طالب-قاتلهم الله على جراءتهم الوقحة-!!ثم افتروا فزعموا أن يوسف خير من أبيه لأن يوسف ولي بالإضافة إلى كونه نبياً، وبذلك يرسخون عقيدتهم الفاسدة بأن الولي خير من النبي والعياذ بالله!!

 

ويكملون مسلسل أكاذيبهم عندما يدّعون أن نبي الله يعقوب لم يقبل اعتذار أبنائه عما اقترفوه في حق أخيهم يوسف، مع أن هذا الكذب ينقضه قول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز: (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يوسف:96-98).

 

فهلا يستيقظ المعنيون من أهل السنة والجماعة لتقديم البديل الصحيح والنظيف، بدلاً من الشكوى المجردة التي تترك الساحة لهؤلاء الزنادقة باسم الإسلام زوراً وبهتاناً؟ أم أننا سنكرر مأساة دخولنا المتأخر عالَم الفضائيات والإنترنت؟ ألا هل بلغتُ؟ اللهم فاشهد.