23 رجب 1430

السؤال

السلام عليكم..
توفيت خالتي، لكنني لم أصبر على فراقها؛ لذا أظل أبكي، فما حكم البكاء على الميت؟
وما صحة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت يعذب ببكاء الحي؟!
وشكراً.

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إذا كان مقصود السائل بالبكاء هو دمع العين وحزن القلب فلا حرج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم، قال: القلب يحزم والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
أما إذا كان البكاء بتسخط وعدم رضا وصبر على ما قدره الله فهو حرام لا يجوز مناقض لأحد أركان الإيمان وهو الإيمان بالقضاء والقدر.
وأما حديث: "أن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه"، فهو حديث ثابت في الصحيحين، ومعناه أن الميت يعلم ببكاء أهله عليه ويتألم وليس معناه أن الله يعاقبه؛ لقوله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (الأنعام: من الآية164)، لكن لو أوصى بالبكاء عليه لكان مستحقاً للعقاب، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.