25 ذو الحجه 1429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء علي ما تقدمونه للاسلام والمسلملين
أخي الأكبر لديه من العمر 46 عاما كان متزوجا من إمرأة ولم يشعر معها بالسعادة كما أنها كانت سببا في كثير من المشاكل بينه وبين أبيه وإخوته وقد تعرف علي فتاه أخري وأحبها مما أدي إلي تطليقه لزوجته ثم جاء ليسكن معي في شقتي ولكن أثناء إقامته معي تتصل به هذه الفتاه في منزلي ويتصل بها هو من منزلي وقد نصحته مرة بعد الأخري ولكنه لا يستجيب لنصحي فماذا أفعل؟؟
وجزاكم الله خيرا

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ونسأل الله تعالى لك ولأخيك التوفيق والسداد، وأن يلهمنا وإياكم العمل الصالح ويجعل أمورنا وإياكم إلى الرشاد، وبعد
عندما نبلغ من العمر 46 عاماً أي نبلغ من العمر أشده والأصل هو بلوغ الحكمة وحسن التدبير ورزانة التصرف، وقد أحسنت إذ استضفت أخاك في شقتك وزدت إحساناً عندما تابعته ونصحت له وواصلت معه النصيحة وها أنت تستشير له فبارك الله جهدك ونفع بك وجزاك خيراً وكان من الأولى بصفته الأخ الأكبر والمفروض الأعقل والأكثر حكمة وخبرة أن يكون هذا الدور له، ولكنها هداية الله تعالى تصيب من يشاء من عباده، وما يقوم به أخوك مخالف لشرع الله تعالى، فليس هناك مسوّغ شرعي لمحادثته لفتاة لا يرتبط بها رباط شرعي فضلاً على قولك أنه يقابلها وهذا أشد حرمة ولا يحل له ذلك، وعليك الاستمرار في نصحه وتخويفه بالله عز وجل وعقوبته ولتؤكد عليه أن ما بني على خطأ ومخالفة شرعية لا ينتظر منه خير، وما كان أوله حرام فآخره وبال وخراب، فليتق الله تعالى ربه وليحفظ على نفسه دينه ويجعل الله تعالى رقيبه ولا تيأس من الاستمرار في النصح تارة والتحذير تارة والتخويف بالله تارة وإظهار عدم رضاك بفعله، ولا ترضى أن يكون ذلك بعلمك دون تحذير،وليكن هذا بالكلمة الطيبة والنصح الهادئ والتذكير بالله تعالى والمشورة عليه بأنه إن كان جاداً في طلبه الزواج منها فليتقدم إلى أهلها بشكل رسمي ولتعلن الخطبة ولتتم الملكة (العقد) ، وعليك الدعاء له بالرشاد ولا يسمع منك إلا خيرا، فكونه أكبر منك يجعله يشعر أحياناً بالحرج والصغر مما قد يدفعه للمكابرة، وعندما يكون كلامك معه ليناً بسيطاً مذكراً بالله تعالى خوفاً عليه وحباً له فسوف تجد منه إن شاء الله بعد ذلك قبولاً، والله الهادي إلى سواء السبيل، وفقك الله وسدد قولك وعملك.