كلمة المسلم

"الموقعة الحاسمة"-"المعركة الفاصلة"-"نكون أو لا نكون"-"مصير الشعب ومستقبل الأمة بين أيديكم"-"يوم الفرقان بين الوطنية والخيانة"-.... هذه العناوين الملتهبة والشعارات الحربية الصاخبة،ليست من موروث الصمود الفلسطيني المشرّف خلال العدوان اليهودي
الولايات المتحدة الأمريكية التي تطارد بخاصة منذ ثماني سنوات –بجيوشها واستخباراتها وتقنياتها-كل سنت يجود به مسلمٌ في أي مكان، لإغاثة مسلم في أي مكان، أنهكه الفقر وعضه الجوع، أو هارب من موطنه قسراً وقهراً، بعد أن شردته غزوات الغرب وحلفاؤه، أو لاجئ يفترش الصخر ويلتحف الهواء بعد طوفان أو زلزال...
ما يمكن استخلاصه من الدرس اللبناني يجب أن يكون هادياً في النظر إلى ما يحدث في جبال صعدة وإلى الشمال منها، وحتى تخوم السعودية وساحل البحر الأحمر؛ فالأجواء التي أحاطت بتشكيل الحكومة اللبنانية والتنازلات التي اضطر إليها ممثلو السنة سياسياً في لبنان تشي بأن لا غطاء دولياً ولا إقليمياً يتقي به حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من الأمطار الغزيرة غير الموسمية الطائفية القادمة مع رياح شرقية عنيدة.
لن نجد التغريبيين في أي معركة تخوضها أمتنا، أكانت فكرية أم سياسية أم اقتصادية أم حتى عسكرية، ولن نصادفهم إلا في مواطن الفتن والتشكيك في الثوابت والتفكيك؛ فدورهم أبداً لن يتعدى ما يطمح إليه الآخرون في عواصم الخبث والتخطيط، ولسوف لن تجد أمتنا من يدافع عنها في ساعة العسرة إلا من يحبها وينتمي إليها ولا يهوى سواها.
في قصيدة ساخرة نُشرت منذ نحو عشرين سنة ، اختار الشاعر أحمد مطر اسم (عباس) رمزاً للأنظمة العربية التي تتسلح حتى النخاع بذريعة الإعداد لمواجهة العدو الصهيوني، لكنها تصوّب هذه الأسلحة إلى رؤوس مواطنيها العزل المسالمين. فعباس في القصيدة يصقل سيفه باستمرار حتى بعد أن تستصرخه زوجته مستغيثة من ضيفه الذي راودها عن نفسها
يبدو أن نظام "آيات الله" لم يعد في حاجة إلى مراوغاته التقليدية التي يعدونها تسعة أعشار دينهم (وإن كانوا يسمونها التقية وينسبونها بهتاناًإلى آل بيت النبوة رضي الله عنهم وأرضاهم). فعزم القوم على تخريب ، جاءفي هذه المرة معلناً وشبه صريح، فقد أطلق شرارته أعلى رأسين في هرم السلطةفي طهران الرأس الحاكم المطلق علي خامنئي من خلال منصبه كمرشد أعلىللثورة الخمينية، والرأس الواجهة للنظام محمود أحمدي نجاد وإن كان موقعه بالاسم هو رئيس الجمهورية
إيمان هذه النظائر بـ" نزلة الديمقراطية العارضة" لا تمنحنا الثقة بهما إذا ما نظرنا إلى تاريخ أسود من وطئ الديمقراطية الفلسطينية بالأقدام منذ إعلان الانتخابات السابقة وحتى لحظة كتابة هذه السطور، ووضع كل ما تفتق الشيطان من أفكار لعرقلة إقامة أي حكومة لحركة حماس في سائر المناطق المحتلة 67، وبالتالي فيصعب أن نصدق أن وضع العربة أمام الحصان هو لتشجيعه على المضي قدماً في طريقه!!
الكيان يدرك أنه كاذب في دعواه لكنه يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، أولاهما هو بناء مملكة داود المزعومة استعداداً لنزول "الملك داود"، والثاني هو كسر معنوية المسلمين وتقويض ما تبقى من مشاعر الصمود والجهاد فيها بعد هدم أولى قبلتيهم ومسرى نبيهم.
قالت العرب قديماً في أمثاله: (رمتني بدائها وانسلت)، وهو مثل يُضْرَب للمصاب بمثلبة لكنه يرمي سواه بها. وليس أجدر بهذا المثل اليوم، من التغريبيين الذين يحاربون إجراء أي انتخابات حرة لأنها غالباً ستأتي بالإسلاميين، وهو يتهمون الإسلاميين بأنهم إذا تسلموا السلطة المنتخبة فلن يتخلوا عنها أبداً
تركيا اليوم في ذروة تألقها: اقتصاد منتعش حتى في ظل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، واستقرار سياسي وأمني ولا سيما مع بوادر معالجة شاملة وربما تغدو نهائية وحاسمة لمشكلة الأكراد في جنوبي تركيا، وإنهاء ملفات شائكة عمرها نحو قرن من الزمان مع أرمينيا
بينما هم يتجادلون بشأن النقاب وضرورة أن ينحصر في أماكن دون أخرى في المدارس والجامعات المصرية ومؤسسات الأزهر، أو يزول كلية لأن شكله "يستفز" المعتدلين إلى حد التطرف والنزق الكلامي، تغيب قضية من شأنها أن تتصدر كل محفل ومكان، وتحتل كل منبر وصحيفة وفضاء. إنهم لم يكشفوا النقاب عن وجه الصبية، بل كشفوا عن وجوه كالحة تنبسط أساريرها..
إن المزورين هؤلاء، ليسوا أصحاب أنظمة مردت على الاستبداد بالنسبة لشعوبها، بل هي تقيم انتخابات حرة إلى حد بعيد في بلادها، ثم إنها إن أتت إلينا محتلة وغازية أذقتنا ويلات الاستبداد والقهر، وغلفته بقشرة ديمقراطية.. وأولئك الذين يبشروننا بديمقراطية الغرب إما بلهاء أو عملاء، لا فرق، لأنهم يتخيلون فرضية لن تحدث، ويحلمون بأوهام لن تكون.. على الأقل إن كانوا يأملونها من عند هؤلاء..
هل يختلف علماء الفيزياء أو الكيمياء أو الطب أو الهندسة على الحقائق المقررة والمستقرة في تخصصاتهم، مثل أن الماء يتكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأوكسجين؟سواء أكان هؤلاء العلماء مسلمين أم نصارى، يهوداً أم مجوساً أم هنادك أم ملحدين بالكلية؟
العلمانية شر كلها فكرة وممارسةً، لأنها دين من وضع البشر الذين يريدون استعباد البشر بحسب منافعهم هم وأهوائهم!! وهي تتناقض مع الإسلام جذرياً جملة وتفصيلاً.
هي بقعة ضوء محدودة لكنها واعدة، في ظل ظلمة قاتمة من كل صوب. تلك مفخرة حركة حماس التي اضطرت الصهاينة إلى الإفراج عن 20 أسيرة بطلة، راغماً صاغراً، بعد مماطلات تأكد أنها لن تجديه نفعاً، لأن الجهة الأخرى حركة جهاد ونضال وليست عصابة منافع ذاتية أو حزبية أو فئوية.
الإعلان عن موافقة الكيان الصهيوني على الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية بعد اتفاق مع مصر كوسيط لإبرام الصفقة في مقابل تقديم دليل من حركة حماس على بقاء الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط على قيد الحياة، هو فخر للمقاومة الفلسطينية الإسلامية البطلة، التي تمكنت من تحرير نحو 40% من أسيراتنا المسلمات
أمتنا المستباحة لم تعيها الحيل لكن معظم رجالها عاجزون عن الفعل وتحريك الأمور باتجاه أنجع.. تلك هي أول قراءة يمكن أن نراها لرد الفعل الباهت الذي أظهرناه كمسلمين على هذا العدوان الجديد
يشاء الله وتمضي سننه وتمر الأيام، "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم"؛ فتنقضي أيام وليالي رمضان كالبرق كما عهدناها على الدوام، وتترك في النفس ما تترك من لوعة الفراق ولوم على التقصير مع ضيف العام الكريم، ويُقبل العيد المبارك فتتقارب القلوب وتتصل الأرحام وتسع الفرحة أمة الإسلام، سبحانك ربنا، بثثت في قلوب المسلمين السعادة من غير تقدير منهم ولا إرادة، فسبحان من أضحك وأبكى.
لا تقتصر أهداف وكالات الأنباء العالمية وفروعها الإقليمية على ما تدسه في الجوانب السياسية وحدها، بل عادة ما تتلون محاولاتها لتغييب الحقيقة على الجماهير المتلقاة لـ"رسالتها" الإعلامية بما تقتضيه الضرورة، وما يناسب المجال الذي تخوض فيه تنفيذاً لأجندتها الخاصة المتعاكسة في معظم الأحوال مع قيمنا وثوابتنا.