أنت هنا

المرأة الفلسطينية المجاهدة وصفقة شاليط
11 شوال 1430




الإعلان عن موافقة الكيان الصهيوني على الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية بعد اتفاق مع مصر كوسيط لإبرام الصفقة في مقابل تقديم دليل من حركة حماس على بقاء الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط على قيد الحياة، هو فخر للمقاومة الفلسطينية الإسلامية البطلة، التي تمكنت من تحرير نحو 40% من أسيراتنا المسلمات من أيدي العدو الصهيوني المستبد، والبالغ عددهن 53 أسيرة وفقاً لإحصاءات مركز أمان المعني بالمرأة، وهو دليل على أن سياسة عض الأصابع التي انتهجتها حركة المقاومة الإسلامية في هذا الصدد قد بدأت تؤتي أكلها، وأنها قد نجحت في مقابل دقيقة واحدة تثبت بقاء الصهيوني الأسير أن تحرر البطلات التاليات في لوحة الشرف:

"جهاد أبو تركي، صمود خليل عبد الله، سناء صلاح، هيام يوسف البايض، ليلى محمد البخاري، نجوى عبد الغني، شيرين محمد حسن، لينان يوسف أبو غلمة، كفاح عمر محمد عفانة، نفين خليل دقة، براءة ملكي، ميمونة جبرين، ريمة أبو عيشة، آيات القيسي، ناهد فرحات، زهور عبد أبو غياض حمدان، فاطمة يونس الزق، هبة أسعد خليل النتشة، روجينا رياض محمد جناجرة، منال زياد سباعنة".

وفي ذلك معانٍ لابد من استحضارها في تلك المناسبة العظيمة، من أهمها أن هذا العدو الذي لا يعرف إلا لغة القوة والصمود لن يتزحزح عن مواقفه إلا تحت الضغط والنضال، وهؤلاء النسوة اللائي يفرج عنهن الآن لم يخرجن من سجون العدو كنتاج لزيارة واشنطن البائسة التي يستجدي فيها رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس ميرزا رئيس الوزراء "الإسرائيلي" مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بكلمات مديح ممجوجة أخجلت القلة المؤيدة له من الفلسطينيين الذين أخفق أو لم يتحمس في طلب شيء يذكر لهم في تلك الجولات عديمة الجدوى التي يقوم به ورئيس وزرائه غير الشرعي سلام فياض.

إن الأسيرات قد حررن من خلال مقاومة جادة تعرف أين تضع قدمها، وليس عبر سلطة أوسلوية هشة تعجز عن إخراج أسير فلسطيني واحد من سجون الاحتلال، وإن الذين ينظرون للسلطة كمغنم وميداناً لجني الأسلاب ومحطة للنهب والسلب لشعبها، وساحة للفساد المالي والإداري، لن يفهموا معنى هذه المسؤولية التي يعيها المخلصون لمسألة السلطة والحكم.

كما أن تركيبة النسوة المشمولات بالصفقة يفي بجلاء للمقاومة بشرفها وعدم انحيازها الحزبي الضيق الذي يتميز به خصومها من تجار القضية الفلسطينية، فالنسبة الأكبر من المحررات لا ينتمين لحماس، كما أن واحدة فقط منهن تقيم في غزة معقل حركة حماس ونفوذ سلطتها الحقيقي، والباقيات من الضفة الغربية.

أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا المحررات سيكن دليلاً على قصة رائعة من قصص كفاح نساء مسلمات، وسيسجلن التاريخ كمجاهدات ناضلن كما الرجال دفاعاً عن الدين والعرض والأرض المباركة، يعطين المثل الباهر في العطاء والصبر والبذل والصلابة والعفاف والرقي في وقت يخفى على الكثيرات المعاني السامقة التي تعلو بالمرأة وتحفظ إنسانيتها وكرامتها على الوقوع في دركات التغريب السحيقة.