أنت هنا

واشنطن تستيقظ بعد31سنة!!
28 ذو القعدة 1430
·                    الولايات المتحدة الأمريكية التي تطارد بخاصة منذ ثماني سنوات –بجيوشها واستخباراتها وتقنياتها-كل سنت يجود به مسلمٌ في أي مكان، لإغاثة مسلم في أي مكان، أنهكه الفقر وعضه الجوع، أو هارب من موطنه قسراً وقهراً، بعد أن شردته غزوات الغرب وحلفاؤه، أو لاجئ يفترش الصخر ويلتحف الهواء بعد طوفان أو زلزال...
·                    الولايات المتحدة الأمريكية التي قهرت سويسرا على التخلي عن فرادة سريتها المصرفية، التي تتباهى بها على مدى ستة قرون، بذريعة محاربة الإرهاب، أما الهدف الفعلي فليس أقل من تجفيف التبرعات بين المسلمين، لكي يخلو الجو للمنصرين، الذين آلمهم الفشل الذريع، بالرغم من جبال المال التي يضخونها لهذا الغرض، ومن جيوش المنصرين بالألوف المؤلَّفة.
·                    الولايات المتحدة الأمريكية التي قتلت ملا يين الأيتام والجياع والمنكوبين والمهَجّرين واللاجئين، بحربها الصليبية غير المباشرة، وهي حرب شمولية عمياء معولمة، لقي القبض على كل قرش يخرج من جيب مسلم لمساعدة مسلم، فضلاَ عن حروبها الصليبية العسكرية التي سلطتها على بعض بلاد المسلمين فىذت الألوف الذين أزهقت أرواحهم مباشرة بال F15وال F16 ومروحيات الأباتشي....ونشرت الأرامل والأيتام والمعوقين، في أصدق تعبير عن ديموقراطيتها التي تصر على نشرها بالحديد والنار!!
·                    الولايات المتحدة الأمريكية  التي لم تسلط شيئاً من جبروت حقدها هذا على المنظمات والشخصيات التي تُدْرِجها على لوائحه السنوية للجهات"الإرهابية"، ما دامت تلك المؤسسات والشخصيات لا تنتمي على عدوها الأوحد:الإسلام!!والشواهد أكثر من أن تُحْصى:الصرب-الروس في عدوانهم على الشيشان-جيش الرب في أوغندا-....؟!
·                    تلكم الويلات أو الولايات الأمريكية بهذا السجل الأسود البشع، الذي استفز بقايا الشرفاء والأحرار داخل أراضيها وفي رقعة شركائها الأوربيين، تريد أن تستغفلنا اليوم لنصدق أنه قد سقط من طريق جرافاتها سهواً، مؤسسة "علوي"الإيرانية وهي قلعة ضخمة في حجم أموالها وفي الحشود الموظفة لتنفيذ خططها وفي مبانيها العملاقة(تملك ناطحة سحاب في قلب المدن الأمريكية الأكبر والأكثر سكاناً)!!
مع أن هذا الحضور السافر يدعو اشد الناس غفلة وسذاجة إلى الارتياب في بلد عادي لا يعاني من سعار الشك في الغرباء، فكيف والمؤسسة تتبعها مساجد-بصرف النظر عن نصيبها من الاسم-؟
فأين ذهبت عيون الأجهزة الأمنية التي تلاحق المسلم الملتحي إلى مجاهل جنوب الفلبين، وتضيّق الخناق على كل محجبة من أفغانستان إلى السويد، وترصد الصلاة وخُطَب الجمعة بكل لغات البشر؟فهل هذه المؤسسة الضخمة جداَ ترتدي قبعة الإخفاء الأسطورية؟
ثم أليس مما يثير علامات استفهام لا تنتهي، أن فصل اليقظة الأمريكية المفتعلة هذا، جاء بعد 31عاماً من الفصل الأول في مسرحية التحالف العميق سراً والعداء الشديد ظاهراً، بين "الشيطان الأكبر"بالتسمية الدعائية للملالي، ونظام القرون الوسطى القمعي الدكتاتوري-بحسب التصنيف الإعلامي الغرب لطهران منذ ثورة خميني-؟فيومئذ صادرت واشنطن وجمّدت كل الأموال الإيرانية لديها!!
فهل أرادت إدارة أوباما بهذه الخطوة المذهلة في تأخرها، أن تفرك أُذُنَ حليفها الصفوي لإيقاظه من جنون العظمة الذي بدأ يصدقه على طريقة:
 إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه    وصدّق ما يعتاده من تَوَهُّمِ
أم أن هذه اللطمة التي يمكن احتواؤها بعد فترة وجيزة حيث يجري سحبها من التداول الإعلامي، هذه اللطمة تتم باتفاق الشريكين، لكي تصبح غطاء سياسياً فتستأنف أمريكا حملاتها الصليبية ضد الإسلام فوق أراضيها، بحيث تعود حرب بوش من جديد، بعد أن توهم البسطاء أنها ولّتْ إلى غير رجعة، وبذلك يغدو استهداف المساجد وروادها مألوفاً كما كان قبل سنة واحدة، إذ قرر الرئيس الجديد منح جنوده استراحة مُحارب موقتة؟وإذا طورد الإسلام يخلو الجو لأدوات الملالي لنشر أباطيلهم، كجزء من الاستراتيجية الأمريكية منذ سنوات والتي تقوم على إشغال العالم الإسلامي بأنياب طهران ووكلائها ؟