نافذة ثقافية
الكتاب ليس له صلة بالإسلام الذي يزعمه المؤلف، فهو يحض على الفجور والعلاقات المحرمة فضلاً عن امتلائه بالتناقضات والانحرافات العقدية والفقهية والافتراء على آل البيت رضوان الله عليهم، بل إن الانحرافات هي السائدة في الكتاب كله
يعيد المؤلف جذور المدرسة العصرانية إلى المعتزلة الذين بالغوا في تقدير العقل إلى درجة يأباها الدين الحنيف وينسفها العقل ذاته الذي لطالما تشدق القوم باسمه
بلغ الانحدار لدى السماوي المشتهر بوقاحته ومزايدته وسوء أدبه، بلغ حدوداً أغضبت سادته في قم لأن أراجيفه جاءت بنتائج عكسية. فهو وأشباهه من المترفضين يعمدون إلى الغلظة والصفاقة ولا يمارسون تقية القوم.. صحيح أن هذه السفاهة تعجبهم
لِمَ كل هذه الحملة المرهقة، والمعاناة الناصبة التي يتكلفها الشيخ البوطي؟ لم هذا الحشد المنظم لهذه الأفكار المضطربة حول تيار لازال يشق طريقه بتصميم وعزيمة جادة في ثنايا الحياة الإسلامية، وهذا التصميم وهذه العزيمة يناسبان الصعوبات المبثوثة في طريقه، وعلى الرغم من هذه الصعوبات فإن المؤمنين بهذا التيار يعتقدون أن أمره جد، لأنه دين، وأنهم بهذا الاعتبار ليسوا ثلة قليلة منعزلة، ولا جماعة مشاغبة همها التفريق - كما يحاول الشيخ البوطي أن يصوره – بل جموع جرارة متعطشة إلى عودة الإسلام ليظلل حياة الناس من جديد
إن هذه السُّنّة التي يستنها البوطي؛ وهي وجوب تأويل الباطل ليتفق مع الحق؛ فيها من الجرأة بقدر ما فيها من الجهل، فضلاً عن أنها مستحيلة عند التطبيق، حتى من قبل الدعاة إليها. فسلوك البوطي مع خصومه مخالفة عملية لهذه السنة التي يرفع لواءها، فهل هو يحمل باطل خصومه على ما يُعْرَفون به من حق حين يطلق لسانه فيهم وينعتهم بما ينعتهم به؟!
ومما عرضناه حول هاتين المسألتين اللتين جاء بهما البوطي ليستدل على تخبط وتناقض ابن تيمية تبين لنا: من هو المتخبط ومن هو المتناقض؟ على أن عدم الأصالة في الفهم؛ وعدم إصابة المعنى الصحيح للكلام قد تُغْتفر، فالناس أفهام وطاقات. لكن الذي لا يغتفر هو البعد عن الأمانة في النقل، وتحريف الكلام ليوافق الهوى
شيخ الإسلام ابن تيمية جبلٌ شامخٌ ظل كذلك على مدى القرون، تعاوره ناس من طبقات شتى، وناشته أسلحة عمالقة وأقزام، كلهم يحاول جهده، ويجرب حظه! ولكن أين هؤلاء، ومن يذكرهم؟! ومن يقرأ لهم؟ نحن نجيب: لا يقرأ لهم - في الأغلب - إلا من يريد أن يجرب حظه مع ابن تيمية من جديد، ليجرد عليه أسلحة ثبت أنها إما كليلة أو فليلة
الأدلة على تأثر البوطي باعتقاد الرافضة في الصحابة كثيرة تلمسها في كتبه وفي دروسه وفي مواقفه (وللتمثيل لا الحصر، نشير إلى ما جرى قبل سنوات عندما رفع عدد من علماء الشام عريضة لرئيس النظام بشار الأسد ينكرون عليه فيها دعم النظام النصيري لنشر التشيع قسراً في بلادهم فرفض البوطي التوقيع عليها!!)
إن أهل العلم الأصلاء لم يفاجئهم انحدار البوطي لأنهم يعلمون عقيدة الرجل المنحرفة والمناوئة لعقائد أهل السنة والجماعة، ولانبطاحه أمام نظام آل الأسد المارق من الدين مروق السهم من الرمية. فقد نذر البوطي قلمه ولسانه للكيد لأهل السنة وللتحريض عليهم، وتعامى عن حملة التشييع القذرة المستمرة منذ سنوات، والتي تصاعدت في عهد الأسد الصغير، حتى أصبح في سوريا عشرات الحوزات الرافضية، وهي البلد الذي ليس فيه رافضة سوى عدد يسير لا يكاد يُرى بالعين المجردة!!
دأب الخطاب العلماني على معاداة الإسلام بعامة ومبادئه وأحكامه وتطبيقاتها في المجالات السياسية والاقتصادية بخاصة، وتراوحت عداوة الفكر التغريبي تلك بين غلاة النفي التعسفي لمبدأ أن الإسلام عقيدة وشريعة على طريقة علي عبد الرازق
دار حديث ذات مرة بيني وبين عدد من أصدقاء الشباب/زملاء الدراسة،وتطرقتُ في كلامي إلى أخطاء المنطق الصوري وعثرات أرسطو،فثارت ثائرة أحدهم وهو مضيّفنا وسبق له أن تخرج في الفلسفة،فهاج وهو يخلط الجد بالهزل فقال: أَيُهان أرسطو في منزلي؟!
نشر الباحث والداعية الفلسطيني الأستاذ خباب مروان الحمد دراسة موفقة، عنوانها: (قوانين حظر النقاب في الغرب: قراءة في الخلفيات الفكرية والسياسية)، وهي على قِصَرِها-30صفحى فقط-قيّمة، لأنها استوفت عناصر الموضوع الذي تعالجه، بإيجاز لا يخل بالعمق،وذلك بالتركيز على العناوين الكبرى للدوافع غير النزيهة....
نخطئ خطاً فادحاً، إذا تصورنا أن إنصاف الدولة العثمانية مسألة تاريخية محضة، بل هي قضية تتصل بحاضر المسلمين ومستقبلهم، باعتبار أن تلك الدولة كانت آخر دولة إسلامية تضم أكثر البلدان المسلمة، فمنذ تفكيكها وتمزيقها أصبح للمسلمين 57دولة!!!
إن الكتاب على قلة عدد صفحاته، كبير الأهمية من الناحيتين التاريخية والتوثيقية، لجمعه هذه النصوص التي لعبت دوراً مأسوياً في حياة الأمة الإسلامية، وما زلنا نكافح للتغلب على آثارها الفادحة
إنَّ أهم القضايا التي يمكن طرحها ومعالجتها في أرض الواقع للأرض المحتلَّة تتركز في صراع الأفكار والقيم ما بين أهل تلك الأرض والمحتل الظالم، ويجب أن يكون هنالك الكثير من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التثقيفيَّة والمعالجة لجميع هذه الأسئلة الملحَّة
إنَّ من يعايش واقع الشعوب المحتلَّة ويشعر كذلك معهم بمعاناتها، سيدرك أنَّ قصَّة العيش فيها أصعب من قصَّة (البؤساء) لـ:(هوجو)، وفي هذه الصورة المؤلمة، واللوحة المحكيَّة في هذه الأوراق عن الوضع المأساوي الذي يعيشه الأهالي وعموم الناس، فإنَّها تشكل ولابدَّ حالة حزن لكل شخص يحمل هم القضية، ولكنَّ المرء التربوي يستشعر دوره في هذه الأحداث وينتدب نفسه للقيام بما يوجبه الله عليه
إنَّ الشعوب تنقسم لأقسام مختلفة في نظرتها للكافر المحتل، وبناء عليه فإنَّ على الداعية العامل لدينه وأمَّته في تلك البلاد المحتلة، أن يعرف طبائع الناس وطرائق تفكيرهم، وكيفية التعامل معهم، ثم يضع الحلول المناسبة للتعامل مع كل فئة منهم بما يفيد مجتمعه، لا أن يكون بعضهم كلاًّ أينما توجهه لا يأت بخير لمجتمعه وأمَّته، فدور الدعاة وأهل التربية المنوط بهم مهم للغاية، وذلك لإحياء الأمَّة وبعثها من جديد
إن ما حفّز المؤلف على اختيار هذه القضية لبحثه العلمي، هو نص في الدستور الإيراني استفز الرجل إذ يؤكد أن المذهب الشيعي الإثني عشري هو المذهب الرسمي للدولة، وهو نص لا مجال لتعديله البتة!! وليس خافياً على المطلعين أن دستور دولة الملالي مبني على ولاية الفقيه، المستندة إلى الفقه السياسي الشيعي وأساسه العصمة المزعومة للأئمة
من محاسن هذا الكتاب القيّم حقاً، إصرار المؤلف على إثبات التكفير الرافضي لدى أساطين المذهب الذين يقلدهم جمهور الرافضة، وكذلك على نقل نصوص تكفيرهم للأمة من كتبهم المعتبرة دون أي وسيط، وبعيداً عن أي مقولة لعلماء أهل السنة والجماعة، وذلك لإفحامهم وفضح تكفيرهم المطلق للمسلمين كافة، ثم اتهامهم الآخرين بدائهم: رمتني بدائها وانسلتْ
إن الإقصاء المتعمد الذي صار واضحا تجاه الإسلاميين، والذي يأتي استجابة لحملات أنصار التيار اليساري بكل فصائله، تعيد الأذهان ولو بصورة أخرى للموقف الذي كان متجذرا من قبل النظام البائد بحق الإسلاميين، ما قد يؤشر في المستقبل لنافذة جديدة من التضييق على عملهم الدعوي، في ظل الحملات الإعلامية الدعائية التي صاروا يتعرضون لها