نافذة ثقافية
يُعَدّ الدعم النفسي ضرورة حيوية في الكوارث كالزلازل والبراكين والحروب، من جانب الضحايا الذين يجدون بيوتهم قد تهدمت وأحباءهم محتجَزين تحت الأنقاض أو ماتوا بفعل الكوارث أو غرقوا، فهؤلاء يكونون في أشد الحاجة إلى من يقف بجانبهم ويجدد لهم ثقتهم بأنفسهم، ويعيدهم للواقع
من المواقف الشائعة في الحياة اليومية الاجتماعية أنك قد تجد شخصاً مأزوماً يقول لك بإلحاح: إنه "في حاجة إلى دعم نفسي كبير" ليتمكن من تجاوز هذا الموقف، فهو يطلب منك أن تدعمه وأنت لا تعرف ماذا يقصد وما الذي ينبغي أن تفعل له!
فالأستاذ مروان كجك رحمة الله عليه، كان مثالاً للرجل الحر الأبي الذي لم تزده مِحَنُ السنين معه إلاَّ ثباتاً وعزيمة، فما كان جسده النحيل يفتر عن العمل الدعوي والحركة والدعوة إلى الله، وما فتئ يوماً من أيام حياته إلاَّ مدافعاً عن أمَّته ودينه
إنَّ من العدل أن نذكر تلك اليقظة التي تحصل لبعض الغربيين وقيامهم من سباتهم العميق، وبعدهم السحيق عن المنهج الرباني، ونبيِّن أنَّ ما قاموا به من صواب يوافق منهج الإسلام، فالإسلام نادى به منذ أكثر من خمسة عشر قرنا فمالهم لا يفقهون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يتذكرون؟
ليس غريباً ملاحظة ذلك التنافس الأوربي على الاهتمام بالمنهج الاقتصادي الإسلامي والاستفادة منه بعدما لاحظوا تلك الأزمة الكارثيَّة التي عصفت بهم قبل سنة بسبب معاملاتهم القائمة على الرأسماليَّة الربوية والنفعيَّة
فهنالك من بني جلدتنا من لا يزال يغرس لدى متابعي مقالاته وأفكاره شيئاً ممَّا امتصَّه من قيح الغرب وصديدهم المنتشي بالفساد.. وبقدر ما تحدثت به عن تطرفهم الأخلاقي فإنَّ المتتبع لهم يجدهم يُراجعون أنفسهم ويحاولون الانعتاق من عنق زجاجة الانحراف والضياع والمجون التي عاشوا فيها، فلم يروا المصائب التي يقترفونها في حق الإنسانيَّة إلاَّ بعد أن رأوا النتائج السيئة التي قعَّدوا لها
لكنَّ العجب العجاب أن نجد ما يقدمه أقزام العلمانية في الدول الإسلامية والعربية من فسح المجال للفساد والإباحية بحجَّة (الحريَّة) و (التقدميَّة)، والبلاء المتراكم المتلاطم حينما نجد ازدياد هذا الفساد دون رقيب أو عتيد بل بحماية هؤلاء المفسدين والساقطين أخلاقياً
ويظنُّون أنَّ الإصلاح كل الإصلاح هو في اتباع سنن الغرب، والعيش معه وملاحقته حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه معهم وظنُّوا أنَّ الدخول في جحر ضب لربما يأتي للأمَّة الإسلاميَّة بالنهضة والتقدَّم، فنرى العلمانيين العرب في داخل البلاد الإسلامية يزيدون الأوار لهيباً فيشتعل نارًا، بتصريحاتهم حول (رجعيَّة) أو (تخلف) المفاهيم الإسلامية
لا يترك غلاة الثقافة العلمانية ودعاة التنوير الزائف مناسبة إلا ويصبون فيها جام غضبهم على الآخر، والآخر هنا في مفهومهم ليس إسرائيل أو أمريكا أو غيرهما من دعاة القدح في الإسلام، بل هم حسب تعبيرهم المقيت أنصار الثقافة الجادة، وأصحاب الفكر الإسلامي
يؤكد بيجوفيتش أن " الحضارة تَعَلُّمٌ أما الثقافة فَتَنَوُّرٌ " وأن الأولى،" تحتاج إلى تعلم، أما الثانية فتحتاج إلى تأمل "، ويشرح علي عزت رحمه الله التأمل بأنه "جهد داخلي ( جواني ) للتعرف على الذات وعلى مكان الإنسان في العالم "
الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش عَلَمٌ كبير وشخصية نادرة، فهو مفكر عميق ومثقف فذ، لكن جهاده ضد الإلحاد الشيوعي ثم التعصب الصربي الصليبي الذي سعى لاجتثاث الإسلام من البلقان، جعل شهرته كقائد ورجل دولة أوسع من صيته الفكري السامق
الكتاب يضع النقاط على الحروف بهدوء واتزان وحسن أدب-ربما زاد عن حده مع من لا يستحقه-،ويقدم شيخ الإسلام ابن تيمية كما هو بلا زيادة قد يقع فيها الغلاة ولا نقصان يستمرئه الجفاة. والكتاب يصلح للشباب وغير المتخصصين، ويشجع عشاق المعرفة على الإبحار في مؤلفات ابن تيمية نفسه
كثيراً ما نعى أعداء الفكر الإسلامي على الفصائل والحركات والجماعات الإسلامية ندرة النقد الذاتي الذي تقوم به المؤسسات الفكرية والتيارات السياسية لمسيرة عملها، لتتقصى مواضع القصور ونقاط الخلل فتسعى إلى اجتنابها، وتتأكد من عوامل قوتها فاعمل على تعزيزها..
المؤلفة الفاضلة لا توارب في الجهر بقناعاتها ولا تلجأ إلى لغة "دبلوماسية"تحتمل المعنى ونقيضه، وإنما تطلق حكمها منذ مقدمة كتابها، بأن الهدف الرئيس للغرب الصليبي هو اقتلاع الإسلام من جذوره، لكنه بطبيعته النفعية وتركيبته المخاتلة لا يصدع برغبته الدفينة..
ما تسرب في مواقع فرنسية عن الكتاب يجعله مثيرا للجدال حقا، ربما لأنه يسرد الحكاية من البداية، أي من الدوافع "المختلقة" التي جعلت صقور البيت الأبيض يخططون لاحتلال دول بعينها، مثل أفغانستان على سبيل المثال لا الحصر. حيث ذكر موقع "أنفوغرييا" الفرانكفوني..
ذلكم هو عنوان كتاب جميل وقيّم، للأستاذ سامي عامري صاحب عدة كتب متخصصة في محاججة النصارى، وذلك برعاية المؤسسة العلمية الدعوية العالمية/مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان، صدر في العام الجاري، وله عنوان فرعي إضافي هو: ردّاً على كتاب القمّص...
هذا الكتاب صغير الحجم-84صفحة بما فيها مقدمتا المؤلف والناشر-، إلا أن له قيمة تاريخية كبرى، إذ هو عبارة عن شهادة شاهد عيان على وحشية الغزاة الإسبان المتعصبين لنصرانيتهم، عقب اكتشاف أمريكا على يد كريستوف كولومبوس، ولعل ما يضاعف...
في 25 أغسطس 1992 م أقدم المتوحشون الصرب على حرق المكتبة الوطنية في سراييفو، وإحالة مليوني كتاب، و300 مخطوط من أنفس المخطوطات العالمية التي لا تقدر بثمن، في مختلف مصادر الثقافة والمعرفة، إلى أكوام من رماد، بين أطلال مكتبة كانت زاخرة بالحياة
من يتابع حلقات المسلسل وما أثاره من احتجاجات علمية موثقة ومؤصلة، ينتهي إلى أن الاختيار لم يكن عفوياً وإنما وراءه غاية خبيثة وخطة هدامة، والمكر كان يتخفى في صدور كاتب المسلسل ومخرجه وسواهما من أصحاب الكلمة الفصل في توليفة المسلسل بحسب أهوائهم وانتماءاتهم الخفية، وهي رافضية بكل جلاء، مثلما تتجلى في الدسائس الهائلة التي وضعوها في ثناياه، متوهمين أنها تخفى على جمهرة المفكرين والمؤرخين
لم يصدم كتابٌ الرأي العام في فرنسا مثلما صدمه كتاب "لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه" الذي بدا كالصاعقة على القارئ الفرنسي بخاصة والأوربي بعامة، ليتحول من مجرد كتاب توثيقي إلى أكبر فضيحة سياسية يمكن أن تعري الأسباب الحقيقية وراء احتلال العراق، ووراء كل هذا الدمار الشامل الذي ألحقه جورج دبليو بوش نيابة عن الصهاينة في العراق: كل العراق