دسائس صفوية تحت عباءة صحابي؟!
15 رمضان 1431
منذر الأسعد

القعقاع بن عمرو التميمي صحابي جليل من أبطال الفتوحات الإسلامية في محاربة المرتدين ومانعي الزكاة ثم في القادسية واليرموك وغيرهما من الوقائع الفاصلة في إزالة الدولة الساسانية وطرد الغزاة الروم من المشرق الإسلامي...

 

لكن القعقاع ليس البطل المسلم الوحيد في معارك العز والفخار التي كتب الله فيها النصر لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل إن هنالك قادة آخرين كان دورهم أكبر. فما سر اختيار القعقاع في مسلسل درامي يجاري "الموضة" العربية في شهر رمضان المبارك لهذا العام؟

 

من يتابع حلقات المسلسل وما أثاره من احتجاجات علمية موثقة ومؤصلة، ينتهي إلى أن الاختيار لم يكن عفوياً وإنما وراءه غاية خبيثة وخطة هدامة. فالرجل تميمي وحكام قطر تميميون وما من ريب في أن تسليط الضوء على القعقاع يسرهم فهو مدعاة فخر، وهذا من حقهم الإنساني المعقول. فلا غرابة في أن ينفق تلفزيون قطر الرسمي مبالغ طائلة لإنتاج عمل بهذه الضخامة التي فصّل القول فيها أهل العمل ووسائل الإعلام المهتمة بالأمور الفنية بعامة.

 

لكن المكر كان يتخفى في صدور كاتب المسلسل ومخرجه وسواهما من أصحاب الكلمة الفصل في توليفة المسلسل بحسب أهوائهم وانتماءاتهم الخفية، وهي رافضية بكل جلاء، مثلما تتجلى في الدسائس الهائلة التي وضعوها في ثناياه، متوهمين أنها تخفى على جمهرة المفكرين والمؤرخين.

 

والأبشع في جريمتهم النكراء أن ما دسوه من أباطيل في المسلسل لم تكن له أسباب تاريخية ولا فنية!! فما علاقة أكذوبة مبايعة الصحابة لعلي بن أبي طالب -بحضور النبي صلى الله عليه وآله وسلم- في غدير خم وصياً عليهم عندما ينتقل الرسول الكريم إلى جوار ربه؟

 

وما الصلة بين أسطورة إكراه بني هاشم على مبايعة أبي بكر الصديق خليفة للنبي صلوات ربنا عليه وبين سيرة حياة القعقاع –بطل المسلسل-؟

 

وقل مثل ذلك في عشرات وعشرات من الأراجيف الباطلة التي تملأ حلقات العمل المختلفة...ناهيكم عن كونها عبئاً على المسلسل بالمعايير الفنية المحضة، الأمر الذي يقطع بأن تلك الدسائس المفضوحة لم توضع عبثاً، ولا لهدف تجاري محض كتمطيط العمل وزيادة عدد حلقاته.فكيف إذا تذكرنا أن الرافضة يعدون القعقاع رضي الله عنه شخصية خرافية ليس لها وجود تأريخي!!

 

ولقد كنا -بفضل الله عز وجل وحده- سباقين منذ شهر رمضان 1430إلى إطلاق صرخة النذير من شرور الدراما الدينية الصفوية، التي تسعى بجهد منتظم إلى تشويه حقائق الإسلام وتزوير ثوابت التاريخ، من خلال الحيل الفنية فالدس غير المباشر –كما يعلم أهل الإعلام وعلماء النفس والاجتماع- أشد خطراً وأبقى أثراً، ولا يلقى إلا أدنى درجات التصدي والمقاومة.

 

وها نحن نجدد في هذه المناسبة دعوتنا السابقة إلى أن ينهض أهل الحق بتقديم البديل السليم والنقي من خلال إنتاج فني يلتزم ضوابط الشرع المطهر، ويعرض الحقيقة بلا مواربة ولا انتقاء ولا بتر ولا إضافة ولا تلفيق....

 

أما الاكتفاء باستنكار الأعمال المعادية الهدامة، فلن يوقف باطلها. وخير دحض للباطل يكمن في عرض الحق كما هو، وذلكم هم المنهج الإسلامي، المستمد من نصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.

 

ولست أخفي أسفي على انعدام أي تجاوب مع ما طرحتُه هنا قبل عام مضى، ولو في نطاق النقد الموضوعي الذي يوافق ويخالف لكن يثري القضية، فغايتنا واحدة بإذن الله، وهي نصرة هذا الدين العظيم والسعي لإعلاء حقيقته بكل السبل المشروعة ولو كره الحاقدون والموتورون.

فهل أحظى بردود أفعال طيبة بعد هذه الخاطرة، التي يعلم الله أنه ليس لي من ورائها أي غرض ذاتي أو منفعة شخصية.
ألا هل بلّغتُ؟ اللهم فاشهد.