أنت هنا

عبودية يوم العيد ..
28 رمضان 1428

لعل قارئا يستغرب العنوان الذي اخترناه .. ولكن .. وقبل أن يأخذك أخي القارىء العجَب والاستغراب .. وقبل أن تظن أننا نريد منك طول السجود والقيام الركوع في أيام العيد تذكر معي أن الله سبحانه قد أكرمنا بهذا اليوم – يوم العيد – تكرما منه وتفضلا , وما أحلى تلك الأيام الربانية التي يتفضل بها الرب الكريم على عباده الطائعين ..
إنه يوم إحدى الفرحتين للصائمين , ( للصائم فرحتان , فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) فهي فرحة شرعية وعبادة سرورية تملؤها السعادة ويستحب فيها إعلان السرور والحبور ..
وما أروع أن نحيا أياما تكون عبوديتنا فيها هي الفرحة بشرع عظيم عال متسام , والشكر لرب رحيم ودود كريم متفضل .. قد أمر بالتوسعة على الأهل والأحباب , والسعي نحو إسعاد الآخرين في ذلك اليوم ..
إنها عبودية من نوع خاص حميد يختص بيوم العيد حيث تعبد ربك يومها بالرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا .. وتعبده يومها بالغفران لمن أساء إليك ومسامحته .. وتعبده يومها بالابتسام والبشاشة في وجه كل من تلقاه مهنئا متمنيا له كل خير وإيمان وهدى ... وتعبده يومها بعهد جديد وإنابة , وعودة إلى فيء ظلال العبودية السمحة والإيمانية الرقراقة ... إنها عبودية العيد