أنت هنا

الجزائر: من يلعب بالنار؟!
27 شعبان 1428

عشرات القتلى والجرحى قضوا دون جريرة في الجزائر من دون أن يكن معلوماً للمقتول فيم قتل، ولا للقاتل ماذا حقق.
لدينا في حافظة الموتى الآن 52 قتيلاً على الأقل وفي حافظة الجرحى نحو 150 جريحاً، وهو رقم ضخم بكل المقاييس، معبر عن حجم المجزرة الكارثة، ولأن "إسرائيل" ليست مسؤولة عن المجزرة ـ على الأقل بشكل مباشر ـ فإن الاهتمام بها دون مجزرة قانا التي وقعت في العام الماضي عندما صوبت جميع الكاميرات في العالم إلى لبنان.
مجزرة رهيبة "بطلاها" شابان يمكن للبعض أن يدعوهما انتحاريين لكن من الصعوبة بمكان أن يصفوهما بالاستشهاديين.. لا غضاضة من التسمية؛ فالأهم هو أن هذين الشابين لم يقدما شيئاً لفكرتهما وأنهما قد سعيا نحو هدف لم يتحقق من ورائه سوى إراقة دماء مائتين من المسلمين، معظمهم من المدنيين على أية حال، من دون أن يعني ذلك أن دماء الآخرين من العسكريين حلال على القاتلين.
مائتا قتيل وجريح معصوم الدم سفكت دماؤهم بأيدي شابين إما يمثلان نفسيهما أو جماعتهما أو تحركا مدفوعين من قبل قوى لا تريد أن تتعافى الجزائر (الشعب) من سنوات الاحتراب المأخوذة إلى قوى علمانية وعسكرية وخارجية تكفيرية أو حتى إلى قوى تريد وقف الظلم بممارسات غير منضبطة.
التفجير الأول قيل إنه قد استهدف موكب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لكنه أخطأه وأصاب العشرات من المسلمين البريئين، والرئيس الجزائري مثلما هو معلوم هو أقل الرؤساء الجزائريين منذ انقلاب 1992 التصاقاً بالعلمانية، وأكثرهم حرصاً على إعادة المدنية إلى الحكم بعد سنوات من تسلط العسكر على مقدرات الحكم في الجزائر، لاسيما من فريق جنرالات فرنسا أو جنرالات السكر مثلما هو معروف جزائرياً عن الطغمة الفاسدة مالياً وأيضاً من أولئك الذين شجعوا على سفك دماء نحو مائتي ألف جزائري بتشجيع بعض جماعات الجبال الخارجية على ارتكاب المجازر الدموية خلال عقد ما عُرف باسم "العشرية الحمراء".
الرئيس بوتفليقة هناك من يأمل في غيابه من تيار الاستئصالي الموغل في العلمانية والفرنسة فهل إلى هذا كان يرنو القتلة؟!
أما التفجير الثاني فنال من عسكريين في سلاح البحرية، فهل ذاك السلاح متورط في تلك العشرية الحمراء، وهل هو جهة متنفذة سياسياً من شأنها أن تقف حجر عثرة في طريق القتلة؟!
إنها أمور مثيرة للتساؤل والحيرة حول الجهة المتورطة في هذه التفجيرات الإجرامية التي سفكت دم المسلمين الآمنين على أعتاب شهر فضيل؛ فلئن كان المسؤولون عنها جنرالات فرنسا والطغمة المتنفذة الفاسدة، وأذناب الاحتلال الفرنسي القديم، أو طلائع الاحتلال الأمريكي الجديد لمنابع النفط، فلا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولينتبه المسلمون لذلك..
أما إن كانوا حدثاء أسنان يرون في فعلهم هذا انتصار للإسلام، فلن نقول لهم إلا قولنا اتقوا الله في دماء المسلمين فإنها عليكم حرام.. حرام.. حرام.