أنت هنا

حزب الله .. آخر الأقنعة
9 شعبان 1428

يقتضي الإنصاف الذي يأمرنا به ديننا ، أن نعترف ل"حزب الله " ولا سيما منذ أن تزعمه حسن نصر الله ، بإحراز نجاحات لا يجحدها إلا مكابر . وأشد تلك النجاحات فتكا هو قدرة الحزب على التسلل إلى عقول وقلوب ، كان يظن فيها أنها عصية على ألاعيب أشد التباسا من ذلك . ولسنا نعني بهذا عوام المسلمين وبسطاءهم ، الذين يقدم إليهم حزب الله بصورة "البطل المحرر" ، وبخاصة مع ممارسته تقية رهيبة في خطابه الإعلامي الخارجي ، علما بأن من يقارن قناة "المنار" التابعة له ، يهوله حجم التباين بين نسخة خطابه الفضائي الموجه إلى الخارج ، ونسخة البث الأرضي التي لا تتجاوز أراضي لبنان فحسب !
إن ما يحز في نفس كل مراقب موضوعي أن ينخدع بعض أهل الفكر والعلم بأردية الحزب المستعارة ، في حين تمكن عامة الناس من اكتشاف الحقيقة بعد حرب العام الماضي التي استدرجها الحزب لأهداف إيرانية باتت مفضوحة جدا.
وإلا فكيف يخفى على العاقل ، أن الحزب الذي يرفع عقيرته بمعاداة الولايات المتحدة الأمريكية واعتبارها "الشيطان الأكبر" – تبعا لفتاوى "الولي الفقيه " الذي يتبعه نصر الله ، هذا الحزب ذاته يخرس تماما عن أقربائه الذين جاؤوا لحكم العراق على ظهور دبابات الاحتلال ، وبمباركة "المراجع العظام" وفقا لمصطلحات القوم ؟؟ .
بل إن ازدواجية الشخصية لم تقف عند حد الشيطان الأخرس ، وإنما امتدت لتشمل تدريب فرق الموت الرافضية التي تفتك بأهل السنة والجماعة في العراق ، ما دامت المراجع تراهم كفرة يجب استئصالهم ، في حين تترك أتباعها ينسقون مع القوات الغازية كل شؤون العراق !!
وما الخبر الذي نشرناه في موقعنا بالأمس حول التعاون بين روافض العراق وإخوانهم في لبنان سوى رأس جبل الجليد العائم ، إذ يقول الخبر الذي نقلته مؤكدا صحيفة ( الإندبندنت ) ( أن ( حزب الله ) اللبناني يدرب أفرادا من جيش المهدي ومقتدى الصدر يؤكد ذلك ) . كما أنه تكررت عمليات إلقاء القبض على حراس وأشخاص مقربين من نصر الله يزودون ميليشيات الصدر الحاقدة بالمال والسلاح والذخائر إلى جانب تأهيلهم على فنون القتال والقتل والتعذيب !!
والمريب أن الأمريكان الذين يدكون بالطائرات الفتاكة أعراس المؤمنين الغافلين بالظن والشبهة و"الفبركة" ، سكتوا على هذه الفضائح وأشباهها زمنا غير يسير !! فالمدعو علي موسى دقدوق الملقب بحميدي محمد جبور اللامي اعتقل – باعتراف الجنرال كيفن بيرغنر – منذ ستة أشهر !! فما السر وراء الصمت المريب ؟ وهل كان التكتم الأمريكي تريثا مدروسا لعقد صفقة جديدة مع ملالي قم ؟.
أما دور نصر الله في لبنان فلم يعد خافيا على أحد ، فهو ينفذ توجيهات الآيات الذين يفديهم بروحه وأرواح أتباعه – كما قال بنفسه أكثر من مرة _ . وحتى إذا غضضنا الطرف عما يشاع حول مشاركته بدرجة ما ، في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، فإن تعطيله المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري ، تميط اللثام عن وجهه الحقيقي . فإلى متى يستمر بعضنا في انخداعهم بمساحيق أذابتها الأحداث المتوالية في منطقتنا ، على الأقل في بضع السنوات الأخيرة ؟.