أنت هنا

تحية إكبار لمقاومة كسرت أنف أمريكا
6 ربيع الأول 1428

هبط بطائرته على متن طائرة حوامة، وقف مزهواً وسط جنوده.. "لقد انتهت المعارك الكبرى".. يصفق من حوله الأتباع بهيستريا ممزوجة بين هوس أيديولوجي، ورغبة توسعية إمبراطورية شريرة..
يصخ أسماعهم: "سنهزمهم".. يعلو صراخهم بنشوة النصر الزائفة..
لا يعرفون كلمة المشيئة، يلجم الشيطان ألسنتهم عنها فلا ينطقونها، يقودهم الغرور والكبر إلى الاستنكاف عن الاعتراف بدينونة أفعالهم لخالقهم.
"سنهزمهم.. سنهزم المتمردين"، قالوها وظنوا أنهم بمعجزي الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، حلوا الجيش العراقي العتيد؛ فمن يخشون إذن في العراق؟!
أمن مجرد فتية غاضبين في طرقات بغداد وما حولها تخشى الإمبراطورية الكبرى ؟!
أخذ الزهو بالقوم مذهباً كبيراً، فتجبروا في الأرض بغير الحق، واختالوا على العراقيين والمسلمين ظناً أنهم قد حازوا أسباب النصر، وروجوا قيلهم أن بغداد قد "سقطت"، فتلاعبت بهم الأحداث وأتت الرياح بما لا تشتهي سفنهم، وانجلى المشهد عن سقوط مروع لواشنطن، وتسامٍ بارع للمقاومة الباسلة.
إننا من هذا المكان نرفع للمقاومة العراقية البطلة آيات الشكر أن وقفت سداً منيعاً أمام الغزو الغربي من جهة والشرقي من جهة أخرى، كادتا معاً أن تطحن هذه الأمة بين فكي رحاها، فكان العراق والأمة الإسلامية جميعها على موعد مع هذه المقاومة التي نفذت بصمودها الأسطوري ما يشبه المعجزات، والتي هي محض منة وفضل من الله العلي القدير على الصامدين من هذه الأمة على ثغر العراق..
أنتم أيها الأبطال محل افتخار من أمة تنظر لكم نظرة إكبار واحترام.. أنتم يا من رفعتم هاماتنا وحجزتم عنا عدونا ووقفتم وحدكم تدافعون عن الأمة برمتها ـ أنتم وإخوانكم في الأرض المقدسة والربوع الإسلامية التي تشهد مناجزة لكل بَغْيٍ دوليٍ يريد أن يذل هذه الأمة ويقهر إرادتها واعتزازها بدينها..
هي أربع سنوات، ما كنتم تحتملون فيها هذا العدوان الغاشم، لولا أن ثبتكم الله، ومدكم بمدد من الثبات والحكمة، يأتيكم الروم من فوقكم، والفرس من أسفل منكم، ما يزيغ لهوله الأبصار؛ فصبرتم وصابرتم ورابطتم، فكنتم أصلب تُرسٍ لهذه الأمة وأمضى سيفٍ..
ما كنتم على ذلكم تقدرون لولا أن أقدركم الله.. ما كنتم على ذلكم تصبرون لولا أن صبركم الله.. ما كنتم على هؤلاء تنتصرون لولا أن نصركم الله، فإذ القوم يفرقون، وإذا هم إلى كونجرسهم يهرعون، وإذا هم في غيهم يتخبطون؛ فلعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون..
ومن أراد أن يتحقق من فعل هذه المقاومة البطلة فلينظر إلى هاتين الصورتين اللتين تختزلان 1460 يوماً من المقاومة، ليدرك كم هي عظيمة وكم هي فاعلة.. وفي غياب صورة للرئيس الأمريكي وهو يشرب الخمر حتى الثمالة من هول ما يعانيه في العراق، تكفي صورة الأمين العام للأمم المتحدة للتأشير على عمق أزمة لم ينج منها لا القوات الأمريكية ولا الصفوية.. ولا حتى سادن المنظمة الدولية التي ارتضت أن تكون مطية لكل غرض متدنٍ..
ومن أراد أن يرى المشهد بأكثر من هاتين الصورتين وضوحاً؛ فليقرأ قول الله عز وجل: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون"..
[] [] []
[ينشر موقع "المسلم" الآن ملفاً خاصاً عن هذه السنوات الأربع التي حفلت بالعديد من القضايا الهامة التي تخص العراق والمقاومة.. ومن خلال الحوارات والتحقيقات الهامة والمقالات المعمقة حاولنا أن نستوضح الصورة ونحيط بعدد من المسائل التي تشغل بال قارئنا في هذا الملف]