أنت هنا

صفقة نعم .. لكن ماذا عن الثمن؟!
27 صفر 1428

ما الذي يجري الآن؟!
المسئولون الأمريكيون يلتقون نظراءهم من إيران وسوريا، زعيم تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني زعيم منظمة أمل نبيه بري للمرة الرابعة، تبدو ثمة انفراجة في الموقف في الساحة السياسية.
إيران تطلق إشارات، وسوريا تطلق تصريحات، ويُسمع رجع صداها في بروكسل وواشنطن وتل أبيب، والعنوان في النهاية صفقة.
وزير الخارجية الإيراني "منوشهر متقي" شدد في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء الماضي أمام مؤتمر نزع السلاح في جنيف على سعى بلاده لإعادة الثقة الغربية فيها إذا أعيد ملفها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعاد الحديث مجدداً عن استعداد إيران عندئذ لتقديم الضمانات اللازمة لقصر برنامجها النووي على الأهداف السلمية.
في اليوم التالي يرد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ايهود أولمرت مؤكداً أن بلاده لا تؤيد اللجوء إلى الوسائل العسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني، موضحاً لممثلي المعهد اليهودي الأميركي (وفي الأمر دلالة أخرى) أنه يفضل اللجوء لحل دبلوماسي قائلا: "لقد سبق وقلت ولا أزال أعتقد أننا نفضل حلا دبلوماسيا لهذه القضية ولسنا متحمسين للحل العسكري".
تهدأ الأوضاع على الأرض في لبنان وينحسر الاعتصام والإضراب، فيهرب ممثل الإدعاء البلجيكي سيرجي براميرتز رئيس لجنة التحقيق إلى الأمام ليقول اليوم في تقريره السابع إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة انه ليس من المُرجح أن ينهي عمله بحلول الموعد المحدد في يونيو وسيحتاج إلى مزيد من الوقت.
وينبري الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" مدافعاً عن سوريا و"حزب الله" معاً، مشككاً في صحة اتهام "إسرائيل" سوريا بإمداد "حزب الله" بالسلاح خرقا للقرار الدولي رقم 1701، قائلاً: "على الرغم من أن المعلومات التي قدمتها "إسرائيل" إلى الأمم المتحدة بشأن تهريب الأسلحة في الحدود السورية - اللبنانية مهمة وكبيرة إلا أنها تحتاج إلى لجنة تحقيق وتقييم عسكرية مستقلة للتأكد من صحتها".
ويقف مسئول الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا فجأة مع حق سوريا في استعادة أرضها المحتلة، ويعرب عن رغبة الاتحاد في تعزيز التعاون مع سوريا؛ فيصرح أثناء مؤتمر صحفي إثر لقائه نظيره السوري وليد المعلم أمس: "نود أن نعمل بأقصى جهد ممكن لكي نرى بلادكم سوريا وقد استعادت الأرض التي احتلت عام 1967"، مكرراً ما كان قاله قبل يومين: "صحيح أنه منذ بعض الوقت، لم تكن لدى الاتحاد الأوروبي علاقات وطيدة مع سوريا .. ولكن بإمكاننا إعادة توطيد العلاقات .. ونقاش الأمور التي على سوريا تغييرها".
إنها بالفعل صفقة اختزلها المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله قبل أسبوع بقوله: "إن الحل اللبناني للأزمة باختصار هو جزء من صفقة دولية ـ إقليمية عربية كبرى، ولا دور للحل المحلي... إننا لا نتشاءم، ولكننا ندرس الأمور من خلال الواقع لا من خلال التمنيات. وكل أزمة وأنتم بخير"!!
نعم، كل أزمة ونحن بخير، ولا نتمنى ألا تراق دماء بغير هدف، لكن هذه الصفقة التي يتحدث عنها الأخير، إنما تعني أن الخاسر فيها ليس هما الطرفين المتنازعين على مناطق النفوذ.. إننا نحن كجزء من هذه الشعوب الإسلامية والعربية نسأل، على حساب من هذه الصفقة؟ ومن الغائب فيها؟
هل نحن كشعوب مسلمة وعربية جزء من الصفقة أم جزء من الغنيمة؟!