أنت هنا

بعد إقالة د.السامرائي.. هل هناك مكان لـ"معتدلين" أو"صابرين"؟!
4 صفر 1428

في العراق المغتصب صفوياً وأمريكياً هل أمسى هناك مكان لـ"معتدل" عند هؤلاء المجرمين؟!
السؤال جارح في الحقيقة لكل من عول شيئاً على جهوده في حرف البوصلة الحزبية والسياسية باتجاه نوع من التوافق الشكلي بين الكتلتين المذهبيتين الأكبر في العراق.
وماذا سيجيب أحد من "المتعقلين" عن إقالة رئيس ديوان الوقف السني في العراق الشيخ الدكتور أحمد عبد الغفور السامرائي؟ أوليس د.السامرائي هو من ذاك الفريق "المعتدل"، والذي اتهم من لدن بعض فصائل المقاومة العراقية بالتقارب لحد ما مع النظام العراقي، واعتبروه قد عين بعد إقالة الرئيس السابق لديوان الوقف السني الشيخ عدنان الدليمي على خلفية كونه أكثر اعتدالاً منه (مع أننا يوم شاهدنا الأخير في مؤتمر اسطمبول ألفيناه قد ضاق ذرعاً للحد الذي لا يمكن لبشر احتماله ولا لصحته العليلة حفظه الله أن تتحملها)، ونحن لا نسمح لأنفسنا بالخوض في مثل هذه الأمور، غير أننا فقط نأخذ من الأمر شاهده، بأن من كانوا يعتبرون "الأكثر صبراً" على جرائم الغازي الصفوي من الذين ارتأوا أنهم قد يكونون في موضع يسمح لهم بإيجاد قواسم مشتركة مع أركان الحكم الصفوأمريكي في العراق تمكن أهل السنة من العيش بسلام في حواضر العراق وبواديها، هؤلاء يطاح بهم هم الآخرون في ظل صيغة حكم لا تفسح مجالاً لا لـ"متشدد" ولا لـ"معتدل" من أهل السنة.
ومن لاحظوا أن الدكتور السامرائي يخف إلى كل ما من شأنه إحداث نوع من التقارب أو التفاهم بين السنة والشيعة في العراق، ومن سمعوه يتحدث في مؤتمر مكة للتقارب والتفاهم بين السنة والشيعة في غياب كل المرجعيات الشيعية، بكل حماسة ويؤكد للصحفيين قدرة علماء السنة والشيعة على عبور الأزمة الطاحنة في العراق ورفع عباءة الدين عن أرباب الجرائم البشعة اللامعقولة على النطاق الإنساني فضلاً عن الشرعي، هالهم خبر إقالته اليوم بسبب تصريح تليفزيوني يتبدى فيه غاضباً على عرض مسلمة قد انتهك على أيدي مجرمي "جيش المهدي" ـ والمهدي من جرائمهم ودنسهم براء ـ، تصريح لم يتفرد به وإنما شاركه في مضمونه مستشار نائب "رئيس العراق" (وبالطبع نائب الرئيس/طارق الهاشمي نفسه) في طلب تحقيق العدالة بشأن الجناة الرسميين في جريمة اغتصاب "صابرين الجنابي" التي أثارت جدلاً في أروقة الحكم بسبب ذيوع أنبائها لا بسبب تفردها على أية حال.
د. السامرائي كما الأستاذ طارق الهاشمي لا يمكن تصنيفهم أبداً من المتشددين، والأخير آخر من يتصف بهذه الصفة، فهو يحظى ليس بنقد بعض فصائل المقاومة العراقية فحسب بل تعدى الأمر لدى البعض إلى وصمه بخيانة السنة وقضاياهم، وهو مع ذلك لم يسلم من ظلم الغزاة الصفويين وأجهزتهم الأمنية الجرائمية المتنوعة، والتي تذكر بتفرد مملكة فارس القديم بألوان من صنوف العذاب لم يألفها البشر، حتى قتلوا عدداً من أقربائه المقربين برغم منصبه الرفيع الذي يشغله، وكذا قد حصل للشيخ السامرائي حين تعرض هو أيضاً لمحاولة اغتيال قبل سبعة أشهر.
إنه لا مكان أبداً مسموحاً به في العراق لـ"معتدل"، ولا حتى خارج العراق، فلقد كاد رفسنجاني على سبيل المثال أن يصم الشيخ القرضاوي بالخيانة في الحوار الذي تحدثنا عنه في "كلمة المسلم" السابقة ( http://www.almoslim.net/word/show_article_main.cfm?id=1994 )
، وكلاهما في نظر قطاع من الفريق الآخر في صف "المعتدلين".

والاعتدال والتسامح بل حتى التفريط في الحقوق محرم على أهل السنة في العراق، ولم يعد مقبولاً منهم حتى الصمت عند الذبح، وحيث ثارت العفيفة صابرين في وجوههم لفقوا لها ثلاث تهم، وعلى أعلى المستويات، على لسان رئيس الحكومة، سعوا لتثبيت ذلك ودمغها بكل تهمة أو تشويه..
ولا عيب أن يصدر العيب من أهله، غير أن العيب أن نصمت ولا نثور في وجه الغزاة المجرمين، ممن يغتصبون الحرائر من أهلنا سواء أكانوا أمريكيين أم صفويين.. العيب أن نسكت تذرعاً بالصبر والصبر من خنوعنا برئ..
أنظل بعد اغتصاب "صابرين" صابرين؟!!