أنت هنا

قاتلة الفقراء.. قد جمعت لكم
23 ذو الحجه 1427

في أكبر عدوان لها على المدنيين في أفغانستان منذ مدة طويلة، نفذت قوات حلف الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية أمس غارة جوية وأخرى برية فقتلت نحو 150 من الفقراء الذين قدم إليهم المحتلون يبشرونهم بغد أفغاني أفضل، وحياة على النمط الغربي، بمبرر سيق عن وجود مقاتلين في بمنطقة بيرمال في إقليم بكتيكا على حدود باكستان..
وقبل يومين كانت القوات الأمريكية تقتل القرويين وماشيتهم في جنوب الصومال بزعم ترصد جند القاعدة وضرب معسكرين لهم..
ولذات السبب حول استهداف المقاومين و"الإرهابيين" قتلت القوات الأمريكية العشرات في قصف على حي حيفا بالعاصمة العراقية بغداد قبل أيام..
القاسم المشترك بين هذه البلدان أن أهلها مسلمون، والقاسم أيضاً أنهم فقراء أو للدقة قد صاروا الآن كذلك نتيجة لأطماع الغرب الشرهة؛ فالأولى ظلت دولة فقيرة دوماً، محرومة من الاستثمار في نقل النفط أو غيره من البضائع وإقامة مناخ تنموي إلا في مجال زراعة المخدرات التي جلبها البريطانيون والأمريكيون للمنطقة، والثانية يعني اسمها باللغة المحلية "اذهب واحلب" لكثرة ما أفاء الله عليها من بهيمة الأنعام فصيرها الغرب مدفناً لنفاياته النووية وبقاياه الأخلاقية، والثالثة يعدها الخبراء أكبر مخزن نفطي في العالم فأغرقها الغرب في ظلامه الدامس فأضحت عاصمتها أحجية يظلم ظاهرها من الكهرباء ويتدفق النفط من باطنها، وأعادتها الولايات المتحدة إلى ما قبل الثورة الصناعية والاكتشافات النفطية!!
القاسم المشترك بينها كذلك أن المجرم واحد والقاتل لا يختلف، وهو لا يشبع من امتصاص الدماء ولا يمل من سفكها ولا يروعها منظرها.. ولا يسأم من مشاهد القصف ما دامت هنا في ديار الإسلام في حرب يظل ينفي دجالوه أنها حرب صليبية.
القصف متنوع الآن من أقصى الأرض إلى الوسط والجنوب، والهدف واحد، والاستنتاج واحد.. هذه الدولة العظمى بكل بساطة قد انفلتت من عقالها، وكلما اشتدت المقاومة ضدها كلما ازداد جنونها، وكلما انتفض الناس ضد جبروتها كلما ضربت ضرباتها كخبط عشواء لتثبت أنها لم تزل "حية"، وأن كسر أنفها لن يمضي دون ثمن ولو كان ثمنه عدة مواشي تقتل في الصومال تطير بها وسائل الإعلام آخذة بالعيون نحو "شريطها العاجل" البراق.
إن قاتلة الفقراء تلك/"دولة الحرية" السابقة، تريد من خلال قصفها المتنوع في الأسلحة والمتحد في غاياته الدنيئة أن تقول إنها لم تزل قادرة على تجديد نشاطها وتغيير استراتيجيتها وزيادة قوات عدوانها الأثيمة لتخفي إخفاقها المزمن الذي قادته إليها رعونتها المستحكمة واستكبارها الانتحاري.. فلتزد ما أرادت أن تزد من قوات عدوانها ولتجلب على المسلمين بخيلها ورجلها ولتنهب ثرواتهم ما شاء الله لها أن تفعل، فلن تعدوا قدراً ضئيلاً في نفوس المؤمنين الصادقين.."الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله".