أنت هنا

في ظلال احتلال مقديشو..أرادوه عيداً لهم
8 ذو الحجه 1427

برغم كل جروحنا وأحزاننا، سنفرح بالعيد وسيبتهج أطفالنا وستغمر ابتساماتهم البريئة بلادنا بالسعادة والحبور، برغم كل ما نرى.
هم أرادوا سلبنا معاني السرور بعيدنا المبارك، وسرقة البسمة من وجوه أطفالنا، وإبدالنا بالفرحة أحزاناً ومصائب فلن نمنحهم مرادهم.
إن كان سركمُ ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكمُ ألمُ
نعم نشعر بالمرارة، فقد أرادوه عيداً لهم لا لنا، فاحتلوا مقديشو قبل يومين من العيد وأعملوا فيها النهب والسلب، وأهدوا شعوبنا المسلمة في إفريقيا جثثاً ملقاة في ربوع الصومال الفقيرة، وحالوا بين المحسنين وفقراء الصومال، وبدلاً من أن تصلهم الأضاحي تناثرت أجساد إخوانهم في الطرقات، وما ضنوا على أحفاد أبي حنيفة بالذبائح، فكانت ذبائحُهم مسلمين آمنين وادعين في ديار بغداد اختارتهم سادية طائفية تكفِّر أهل السنة وتستبيح دماءهم.
أرادوه عيداً لهم فاستبقوا نهاية العام الميلادي بأيام قلائل ليهدوا لكل الرؤساء العرب مشنقة يتدلى منها رئيس عربي كان يجلس إليهم في مؤتمرات القمم العربية ويجلسون إليه.
وعلى أعتاب العيد كان أولمرت يهدي الفلسطينيين قراراً باستئناف العمليات ضد المقاومة الفلسطينية بحجة خرق المقاومة للهدنة مع أن جنده هم البادئون، وحيث يمضي الناس إلى إجازاتهم يقضونها بين الأهل والإخوان والأحباب، يلزم الرئيس الفلسطيني خصومه من حماس بالانتهاء من مفاوضات حكومة الوحدة الوطنية في غضون 10 أيام اختارها أن تكون في أيام العيد أيضاً بعد قليل بلقائه برئيس وزراء الكيان الصهيوني.
أرادوه عيداً لهم فأعملوا سيف القتل في زعماء المقاومة الأفغانية للاحتلال وأعلنوا عن صيدهم الثمين قبل يومين فقط من عيد الأضحى المبارك، وبشرونا بزيادة تعداد المحتلين في العراق، فيما السجون ما تزال مكتظة في البلدان العربية المحتلة وغير المحتلة.
تعمدوا قتل الفرحة في نفوس المسلمين، لكننا رغم كل الأسى سنتجاسر على كل لحظة ألم، وسنزرع البسمة، ونحيي الأمل..
سيمضي أطفالنا في الطرقات يلهون ويفرحون وتتعالى ضحكاتهم، فلعلهم مع براءتهم يدركون ما لا يدركه الكبار، أنها آلام المخاض، وأن كل هذا التكالب مرده ضعف المهاجمين لا قوتهم، وأن مخططاتهم بكل ما أوتوا من قوة وبكل ما استقووا به علينا بما استنزفوه من ثرواتنا ومن حبال الناس، كلها بائرة، وكلها زائلة متى كنا نرى المشروع المقاوم يتمدد ويكسر أنف الغزاة والمحتلين.. نعم ذهبت القدس وبغداد وكابول ومقديشو لأجل، لكن دونهم نفوساً أبية لا ترضى بالاحتلال ولا ترهبها آلة البغي العاتية، وسترتد بضاعتنا إلينا متى استحققناها، وأبت نفوسنا الخضوع لمشاريع الاحتلال الغربية والشرقية..
ومتى كان في الأمة إرادة ووعي ورجال صادقون، فليهنأ الصغار إذن بالعيد فلا يستلبنهم أحد فرحتهم في جولة مضت بين الحق والباطل..
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"..