أنت هنا

المجاهد الصابر "إسماعيل هنية"
18 رمضان 1427

عندما تتحزب أحزاب الكفر وتجتمع رايات النفاق لتخنق شعب فلسطين المسلم يتذكر المسلمون غزوة الأحزاب حينما تألب الأعداء على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه بالمدينة وأرادوا اجتذاذهم وقتلهم جوعا وخوفا فكانت غزوة الأحزاب بدايات النصر والتمكين " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا. وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا. وأورثكم أرضهم وديارهم و أموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا".

هكذا يعيد التاريخ نفسه مرارا ويقف إخواننا المسلمون في فلسطين بين فكي اليهود والمنافقين وهم صابرون محتسبون نحسبهم كذلك والله حسيبهم ووليهم وناصرهم " ومن يتول الله ورسوله واللذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " .

حين يتأمل المسلم مشهد التجويع والتقتيل والأسر والسجن الكبير الذي يعيشه إخواننا المجاهدون هناك يعصره الألم وتخنقه العبرة فما عساه صانع لنصرة إخواننا في زمن تكالبت فيه الأعداء على الأمة مستخدمين كل فنون القوة والتربص والكيد والأذى فهو محاصر ممنوع من أي نوع من النصرة سوى أن يرفع يديه داعيا باكيا ساءلا الله أن يعجل للأمة فرجها ونصرها .

هذا المشهد المؤلم تتخلله كلمات المجاهد الصابر إسماعيل هنية (رئيس وزراء فلسطين) وكأنها شعاع الشمس وقت طلوعها فينساب الأمل وتقوى العزيمة ويقترب النصر في قوة الحق وأهله وثباتهم مهما كانت المحن . فيأتي صوت هذا المجاهد ليعلو ويرتفع وتردد صوته الجبال والأشجار والأحجار " لن نعترف بإسرائيل " هكذا في قوة وثبات ورباطة جأش. إنه صوت الحق ينطلق من أفواه المرابطين المجاهدين في ارض فلسطين ليقيم الحجة علينا نحن المسلمين القاعدين.

ما أروعها من كلمات وما أجملها من عبارات انطلقت من قلب واثق بالله بين جموع المسلمين الصابرين، والتي خرجت رغم التجويع والتخويف والتربص والإرجاف من أقوام خلت قلوبهم من الثقة بالله واليقين بنصره فقد هالهم ما يملكه الأعداء من سلاح وقوة . إن كلمات هذا المجاهد الصابر ينبغي ألا تذهب مع الرياح سدى بل ينبغي أن يكون لها صدى في قلب كل مسلم وأن تتجاوب معها الأفئدة فيهب المسلمين لنصرة إخوانهم بكل ما يستطيعون .نعم إنه القائد الذي صدع بالحق في وجه أعتا عدو. إنها كلمة حق جلجلت في أركان الكون لتثبت أن الأمة لا زالت بخير وأنها قادرة بإذن الله على الثبات والصبر والجهاد وليست لعبة في أيدي شعارات أهل الأهواء والبدع والضلالات ممن يشترون ويبيعون باسم الأمة لتحقيق مآربهم وهو أشد عداوة ومكرا . إن موقف (الرئيس) إسماعيل هنية قد سلب الراية من أهل الضلال ليعلم أهل السنة أن فيهم رماحا تصيب العدو في مقتله . إن من واجب أهل السنة أن يفرحوا بمثل هذا الموقف الشجاع ويقفوا بجانبه ويحشدوا الأمة لنصرته بكل أنواع النصرة فلا خير في أمة لا تنصر أهلها وإخوانها في مثل هذه المواقف .

هل أصبح اليهود والنصارى أشد ولاء لبعضهم وهل أصبح المنافقون أحرص على شهواتهم من أهل لحق على دينهم ؟
فيا علماء الإسلام ويا دعاتهم الله الله في نصرة إخوانكم بما تستطيعون فلا تخذلوهم في وقت هم في أشد الحاجة لكم . إنها رايتان . راية الرحمن وراية الشيطان . والمعركة على أشدها فلا نكن أقل نصرة لإخواننا من اليهود والنصارى والمنافقين لأتباعهم.إنه الواجب الشرعي الذي سيسألنا الله عنه شئنا أم أبينا في وقت رفعت الحكومات العربية والإسلامية يدها عن المعونة والنصرة بل رفعت يد الخذلان والتآمر لكسر راية الرحمن ورفع راية الشيطان ولكنه الله هو وحده المستعان ومنه العون والتوفيق فهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .