أنت هنا

"أمطار الصيف" لا تطفئ "جحيم غزة"
2 جمادى الثانية 1427

وهم جديد تريد "إسرائيل" فرضه من جديد على منطقة الوعي الفلسطيني, بعد أن بددت المقاومة الفلسطينية أوهام القوة "الإسرائيلية" التي بدت قبل عملية "الوهم المتبدد" النوعية أنها ذات يد طولى قوية في الأراضي المحتلة 67, عندما صارت عاتية تضرب هنا وتغتال هناك بمعاونة عملاء بعض الأجهزة المرتبطة مباشرة بـ"إسرائيل", والتي فر منتسبوها ـ كما هي عادتهم ـ كالجرذان من معركة الكرامة الدائرة الآن في رفح وما حولها جنوب قطاع غزة.
المقاومون بالآلاف يقفون صفا واحداً خلا من دحلان وأعوانه, والرجوب وأشياعه, ورشيد وأتباعه, لوقف حملة بربرية لا تنبئ عن خسة ونذالة بني صهيون؛ فتلك لا تحتاج إلى دلالة, وإنما عن عالم عربي رسمي التحف بصمت مريب رغم إدراكه لتهافت أي مبرر يمكن أن يرتكن إليه في تشجيع المعتدي على عدوانه.
عالم يعي أن الجندي الأسير (الذي سماه بعض إعلامه بالمختطف تعريضاً بالمقاومة الشريفة) قد تم أسره وهو يحمل سلاح العدوان وقد خرج من فوره من دبابته للاشتباك مع المقاومين, ومع هذا سعى مع الساعين من أجل إطلاق سراحه من دون أن يعير "الإسرائيليون" الأصدقاء اهتماماً.. يعي أن عملية الأسر هذه هي عملية عسكرية شرعية تجيزها كل الشرائع والأعراف والقوانين الدولية, وأن المطلب المطروح لقاء الإفراج عنه هو مطلب شرعي أيضاً بل وإنساني لا يجادل فيه إلا من عدم الإنسانية وغابت عنه معانيها؛ فإحدى الشروط المفروضة هي الإفراج عن الأطفال من السجون "الإسرائيلية", ومع هذا ثمة من يجادل في حكمة عملية الأسر هذه, ويأمر بإنهائها بسرعة دون مقابل كمثل رأس السلطة الفلسطينية المتحفظ عليه بغزة.
"أمطار الصيف" هي عنوان العدوان الجديد بغزة الذي بدأ قبل فجر اليوم بهجوم جوي خاطف وتحرك بري بطيء يومئ إلى الصعوبة الجمة التي تلقاها قوات العدوان الصهيوني في أثناء توغلها في رفح بالقرب من الحدود المصرية أو الخشية العارمة من الوقوع في فخاخ المقاومة الفلسطينية التي أعلنت بلسان واحد استعدادها للتصدي للهجمة البربرية تلك بكل الوسائل الممكنة والتي رفع سقفها أبو قصي في حديث للجزيرة فجر اليوم إلى "مفاجآت تنتظر القوات الصهيونية من كافة الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية والجرثومية" على حد قوله..
و"جحيم غزة" هو الاسم الذي أطلقه رئيس الوزراء الصهيوني على المناخ المقاوم في قطاع غزة حين صرح قبل يوم واحد من العدوان بأنه لن يسمح بأن يبقى "15 ألف جندي إسرائيلي في جحيم غزة", هذا "الجحيم" لا يتوقع أن يطفئه الرذاذ الصهيوني المسمى بـ"أمطار الصيف", مهما كانت فاتورة الحرب غالية, ومهما بلغت حدود التضحيات, لأن المعركة لا تحسب نتائجها بمقاييس الأرض وإنما بنواميس خالق السماء, القائل في محكم التنزيل "ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون" وأي إحقاق للحق من شباب يعمر الإيمان قلبه ـ نحسبه ـ يحملون هم الدين بكف وروحهم بكف أخرى, ينحتون الصخر تحت ثكنة العدو بأظافرهم ليقتصوا لهدى غالية وأهلها الطيبين وعشرات الآلاف غيرهم, كلما سمعوا للحق هيعة جدوا خطاهم لنجدة إخوانهم وقومهم, وأي شرف للمقاومة أكبر من أن تخوض معركتها للإفراج عن النساء والأطفال, وأي حق ينبلج ويظهر كهذا الحق من بين رغبات الناس وطموحاتهم, ليحق الله الحق, ويبطل باطلاً يجيش جيشاً عرمرماً لأجل ألا يطلق سراح الأطفال, ويتبعه عالم ظالم باغٍ تقوده أمريكا ويتبعها الأزلام, أوربيون وعرب متزلفون, قد مات ضميره وفارقته الإنسانية, فتنتصر الفكرة ويأذن الله لدينه دوماً أن يظهر على الدين كله والنظم الدولية كلها وأصنام العولمة الأممية, سواء بدت المعركة في ظاهرها تسير بهذا الطرف أم ذاك.. ولو كره المجرمون.