أنت هنا

الفتنة في فلسطين: هدف صهيوني بأيدٍ فلسطينية
23 ربيع الثاني 1427

بعد ساعات قليلة من انفجار قنبلة بمبنى المخابرات الفلسطينية, والذي أسفر عن مقتل علي أبو حصيرة (أحد مرافقي رئيس جهاز المخابرات طارق أبو رجب)، الذي أصيب بإصابات بليغة بالإضافة لنحو ثمانية من مرافقي أبو رجب بينهم اثنان في حال الخطر, حاول (نائب رئيس الجهاز) العقيد توفيق الطيراوي المعروف بعدائه الشديد لحركة المقاومة الإسلامية حماس إلصاق تهمة الاعتداء على أبي رجب ومعاونيه بحركة حماس, برغم أنه قد عجز عن تقديم أي مبرر لمقدمة برنامج بانوراما بقناة العربية لدى سؤالها له عن هدف المهاجمين من وراء ما قيل عن محاولة اغتيال أبي رجب.
وقبل انتظار التحقيق كانت أصابع الاتهام تتجه من مسؤولين فتحاويين قريبين من (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس (أبو مازن) إلى حركة حماس, وكانت بعض الفضائيات المشبوهة تحاول لمز حماس من قناة من دون أن تسوق هي الأخرى مبرراً لإقدام حركة أضحت بالفعل في السلطة على محاولة اغتيال رئيس جهاز أمني كان من الطبيعي ـ لولا التواطؤ العالمي والعربي والمحلي ـ أن يكون خاضعاً لسلطات رئيس الحكومة الفلسطينية وبمقدروه في أي وقت إقالته بدلاً من اغتياله!!
لا الطيراوي ولا تلك الفضائيات "المساندة" ألمحت ولو من طرف بعيد, لاحتمال أن يكون الاختراق الهزلي لأهم جهاز أمني فلسطيني معني باختراق الخصوم, قد تم من خلال الكيان الصهيوني, كلاهما بدا مقتنعاً بأن "إسرائيل" بريئة من دم أبو رجب ومرافقيه, وكأن لسان الحال يقول أن لا مصلحة لـ"إسرائيل" في محاولة الاغتيال هذه, وعليه فإن الطيراوي ومن استجاب لتكهناته قد أساؤوا لرئيس جهاز المخابرات الفلسطيني من حيث أرادوا أن يحسنوا إليه, وهم قد قذفوا فكرة في عقول المتابعين تؤكد بأن هذا الجهاز الوطني افتراضاً ليس في وارد أن يشكل هدفاً للصهاينة, وإنما للفصائل التي اعتبر الطيراوي أنها تمارس تحريضاً داخل "المساجد", وإذن فالفكرة التي روج لها هي أن الخطر على أبي رجب يأتي من الفصائل الوطنية المقاومة لا الموساد, وأن التحريض عليه لا يأتي من الإعلام الصهيوني وإنما من المساجد!!
نائب رئيس المخابرات الفلسطينية اتهم الناطق باسم الداخلية الفلسطينية خالد أبو هلال بالتسرع في تصريحه بعد دقائق من الحادث والذي لم يتحدث فيه صراحة سوى عن انفجار قنبلة لا عن محاولة اغتيال, لكن الطيراوي في الحقيقة بدا أيضاً متسرعاً في تلميحه للفصائل الفلسطينية منتخبا منها حركة حماس حتى قبل أن يصدر بيان مجهول المصدر ومريب في توقيته وصياغته عن مسؤولية ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة ـ فرع فلسطين" عن محاولة الاغتيال, وهو رغم ذلك لابد وأن يوضع على مكتب نائب رئيس المخابرات الفلسطينية للتحقق منه أولاً قبل التلميح إلى الفصائل المقاومة.
لسنا بحاجة بالتأكيد لتذكير جهاز استخباري بأهم أبجديات عمله لدى تحقيقه بعملية ما, وهو وضع كل الاحتمالات على طاولة البحث, ومنها هذه "السيارة المشبوهة" وفق تعبير رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية والناطق باسم الداخلية الفلسطينية, التي جابت شوارع غزة فأطلقت النار تارة على قوة المساندة الأمنية التي شكلتها الحكومة الفلسطينية من الفصائل الفلسطينية المقاومة لحفظ الأمن ومنع الفلتان الأمني, وتارة أخرى على الشرطة الفلسطينية لدق أسافين الوقيعة بين القوتين الأمنيتين, هذه السيارة ومثيلاتها من مفردات الفتنة كمثل تخريب سيارة (مدير مكتب الجزيرة) وليد العمري بعدما سألت الجزيرة (أحد قادة حركة فتح في غزة) عبدالعزيز شاهين عن محاولة اغتيال رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، فاتهم المحطة بدعم حركة حماس, والتي تذكيها "إسرائيل" بحاجة لشيء من التمهل من نائب رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني والقائم بمهام الرئيس حالياً لدراستها، ووضع الحلول بغية عدم تفاقمها بدلاً من بث التكهنات الجزافية في عدد من الفضائيات الإخبارية.