28 شوال 1426

السؤال

فضيلة الشيخ كثيراً ما نقرأ عبر المنتديات أو ترسل لنا بالجوال عبر بـ ( البلوتوث ) أو غيرها عن جرائم أخلاقية، فهل يعد تناقل مثل هذه الأخبار من إشاعة الفاحشة فإن كان كذلك فإنا نود توجيهاً لمثل هؤلاء .

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

نعم تناقل هذه الصور من إشاعة الفاحشة، ويخشى على من يفعل ذلك أن يبتلى ثم يفضح نعوذ بالله من الفضيحة، فحذار حذار. وعندما جاء رجل إلى رسول الله وأخبره أنه جامع زوجته في نهار رمضان أخذ العلماء منه أنه لا يلزم من المفتي أخذ كامل التفاصيل عن الحدث والبحث عن دقائقه وتفاصيله؛ إلا إذا كان يترتب على ذلك مصلحة ظاهرة، أو يترتب عليه الجواب. وكذلك قصة ماعز لما أخبر الرسول أنه فعل الزنا لم يسأله الرسول عن الطرف الآخر ولم يقل له دلنا عليه بل جلس الرسول يصرفه، ويقول له لعلك غمزت ، لعلك قـبّلت... وفرق بين المستفتي وبين من يقبض عليه ، فقد يرى ولي الأمر مصلحة لحد انتشار الفاحشة فهذه من ( المصالح المرسلة ) هذا الكلام للمفتي فكيف بغيره من عامة الناس! فيجب على المسلم أن يتقي الله ولا يكن سبب في انتشار الجريمة من خلال نقلها أو الحديث عنها أو حتى مشاهدتها. ونصيحتي للإخوة المتصفحين للمواقع والمنتديات ومن يستقبلون رسائل عبر بريدهم الإلكتروني أو غيره : البعد عن مواطن الفتنة والشهوة فهي تورث مرضاً في القلب وتكون سببا في قسوته، ويخشى عليه من الدياثة؛ وعدم الغيرة على أعراض المسلمين لكثرة ما يرى ويشاهد، بل وتكون سببا في الفتور واليأس والظن بالناس ظن السوء، بل انتشارها وكثرة الحديث عنها قد تجرء بعض ضعاف الإيمان بالمجاهرة بالمعصية، بل والمطالبة بها. وليجعل كل واحد منا نصب عينيه قوله _تعالى_: " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " (غافر:19) ونصيحتي لأصحاب المواقع والمنتديات ومن يستخدمون التقنية : أن يتقو الله في أعراض المسلمين فحفظها من الضروريات الخمس. وكفى بالقرآن واعظاً "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (النور:19) وانظر كلام الجزائري حول هذه الآية. ونصيحتي للجميع أن يستغلوا هذه التقنية فيما ينفع في الوعظ والإرشاد والنصح (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)حديث صحيح . ولابد من التناصح بين المسلمين والوقف ضد هذه المنكرات على حسب مراتب الإنكار التي في الحديث، ومن ولاه الله ولاية فليتق الله فيها فهو مسؤول عنها و"كلم راع وكلم مسؤول عن رعيته".